بات الجميع يعرف أن كافة المجاميع الإرهابية المسلحة، وبمختلف تسمياتها وأشكالها، هي مدعومة من القوى الخارجية ممثلة بالنظام التركي.
بات الجميع يعرف أن كافة المجاميع الإرهابية المسلحة، وبمختلف تسمياتها وأشكالها، هي مدعومة من القوى الخارجية ممثلة بالنظام التركي الجاثم في الشمال السوري، ولا تقوم بأي تحرك بمفردها أو بمعزل عن الأوامر التي تصدر إليها. وكذلك القيادة في سوريا تحدثت عن أن هناك مشكلة في إدلب لابد من حلها مهما بلغت التضحيات رغماً عن الطرف التركي وأدواته التي بدأت تشعر بأن مشروعها إلى انهيار، وبالتالي لابد من عمل شيء يحقق لها أية مكاسب.
الفصائل الإرهابية الضخمة في إدلب هي بالأساس جريحة ومحطمة وليست سوى تجمعات لفارين وهاربين ومهزومين خرجوا من حصونهم الطبيعية في مناطقهم التي خرجت بتسويات. كما هي جماعات هجينة غير منسجمة وتنظيمات آيلة للسقوط والانحدار
نتيجة لفشل أردوغان كان لابد من تحقيق بعض المكاسب التي يحاول الحصول عليها من خلال تصريحاته الأخيرة بخصوص تركيا الكبرى وما تبعها من تفاصيل، فكان في حديثه مراوغاً كعادته وقال بأنه لا يرغب بالسيطرة على أراضي الغير والدول المجاورة، ولكنه أكد ضرورة تحقيق تركيا الكبرى أو العظمى، ومن هنا نرى أنه يبحث عن تحقيق إنجاز في إدلب وغيرها.
ولم تستطع المجموعات الراديكالية المتطرفة أن تثبت في بلدة كفرنبودة الواقعة جنوب إدلب حين حصلت اشتباكات عنيفة في الحادي والعشرين من أيار مع القوات السورية، وكانت تركيا بكل قوتها خلف هذا الهجوم تدعم المتطرفين بالعتاد المتطور والمدرعات والآليات العسكرية الحديثة ومضادات الدروع من الجيل الثالث التي جرى استخدامها في المعركة.
إن هذه المعركة التي اندحرت فيها الفصائل الإرهابية المدعومة تركيًّا من موقع كفرنبودة شكلت فارقاً كبيراً في مسار العمليات المرتقبة، حيث يمكن اعتبارها معركة تركيا، ولتتحمل هي ومن معها نتائج التدمير والتهجير الذي يصيب كل مسرح العمليات في الأيام المقبلة.
القوات التركية شنت مؤخراً هجوما صاروخيًّا على مناطق انتشار القوات الكردية في محاور تل رفعت والشيخ عيسى ومطار منغ العسكري ضمن القطاع الشمالي من الريف الحلبي، وأسفرت الاشتباكات عن قتل خمسة جنود أتراك، وأصيب اثنان في هجومين منفصلين لوحدات حماية الشعب المنتشرة في تل رفعت على قاعدة عسكرية تركية في منطقة عفرين، وهدد نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، من أن تركيا قد تتخلى عن اتفاقية مع الروس بخصوص تل رفعت، ولمح إلى إمكانية دخول القوات التركية إلى المدينة في حال استمرت الوحدات الكردية بضرباتها على الجيش التركي انطلاقا من تل رفعت، وأن المسؤولين الأتراك والروس يراجعون نشر قواتهم في هذه المنطقة.
وتفيد معلومات عن إنذار روسي لتركيا مضمونه دعم روسيا للوحدات الكردية عسكرياً في تل رفعت إذا لم تتوقف تركيا عن دعم جبهة النصرة وأخواتها في أرياف حماة وإدلب بالسلاح النوعي، وأيا ما كان المشهد السياسي فإن التحذير الروسي يأتي لعدم تنفيذ تركيا الاتفاقات الأمنية بشأن إدلب بشكل كامل جراء تدهور سريع في منطقة خفض التصعيد التي تخضع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي ويتيح بالتالي انزياح امتدادات القوى الإرهابية المدعومة من الجانب التركي.
تشير الأوضاع إلى قرب انتهاء الأزمة السورية جراء الخلافات الحادة بين بوتين وأردوغان، والجيش التركي يَحذر من مغبة مهاجمة الجيش السوري، وهذا من جديد يعد مشكلةً لتركيا، فإذا قررت القوات السورية والروسية المضي قدماً في عمليتها العسكرية في إدلب فسيكون لزاماً على الجيش التركي إما الوقوف إلى جانب التنظيمات المسلحة أو الجيش السوري المدعوم من روسيا.
الفصائل الإرهابية الضخمة في إدلب هي بالأساس جريحة ومحطمة وليست سوى تجمعات لفارين وهاربين ومهزومين خرجوا من حصونهم الطبيعية في مناطقهم التي خرجت بتسويات، كما هي جماعات هجينة غير منسجمة وتنظيمات آيلة للسقوط والانحدار من كل المناطق، وباعتبار أن إرادة القتال لديها قد انهارت ذلك ما يعفيها من المنازلة في معركة أم المهالك، وعمليا هذه التنظيمات تنتظر حتفها، وستكون النتائج النهائية للمعركة في إدلب هي المحدد لمصير هذه الجماعات، فإما الاستسلام وإما الهروب إلى أحضان مموليها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة