لوقف تأسيس حزبه.. اتهام باباجان بالانتماء لـ"غولن"
موظف سابق بمستشارية خزانة الدولة بتركيا يحرك شكوى أمام النيابة العامة بأنقرة، ضد علي باباجان، اتهمه فيها بالانتماء إلى جماعة غولن.
أكد محللون أتراك أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدفع أتباعه إلى تلفيق التهم لوزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان لوقف مساعيه لتأسيس حزب جديد ينافس العدالة والتنمية الحاكم.
وحرك موظف سابق بمستشارية خزانة الدولة بتركيا ويدعى علي تشفيك شكوى أمام النيابة العامة بأنقرة، ضد علي باباجان، اتهمه فيها بالانتماء إلى جماعة رجل الدين فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة صيف عام 2016.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت"، الأربعاء، فقد زعم مقدم الشكوى أن "باباجان أثناء توليه حقائب الاقتصاد (2009-2011)؛ وساعد جماعة غولن الإرهابية عن قصد وعلم في عمليات تعيين عناصرها بمناصب حساسة داخل استشارية الخزانة، وكذلك في تنفيذ مؤامرة التجسس العسكري في إزمير".
وذكر أنه "شعر بالضيق والغضب عند رؤية الأخبار في الفترة الأخيرة تتحدث عن حصول علي باباجان على عرض لتولي منصب وزاري، بالإضافة إلى نيته تأسيس حزب سياسي جديد بعد الانشقاق عن حزب العدالة والتنمية".
وتدرج أنقرة جماعة غولن على قوائم التنظيمات الإرهابية، وتتهم زعيمها غولن بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة.
وتشهد الأروقة السياسية بتركيا منذ عدة أشهر مزاعم حول اتجاه الرئيس التركي السابق عبدالله جول وعدد من قياديات حزب العدالة والتنمية، ومن بينهم داوود أوغلو وعلي باباجان، لتأسيس حزب سياسي جديد؛ احتجاجاً على السياسات التي يتبعها أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.
وما عزز هذه المزاعم، قيام جول وداوود أوغلو بإصدار تصريحات وبيانات حول التطورات السياسة التي تشهدها البلاد سياسياً واقتصادياً؛ لا سيما فيما يتعلق بالانتخابات المحلية الأخيرة.
كما شهدت الأيام الماضية تطورًا سريعًا في ملف الحزب الجديد، إذا كشفت مصادر مطلعة عن أن باباجان التقى رئيس الجمهورية، رئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان، وأبلغه بتأسيس الحزب الجديد، وأنه سينشق عن حزبه خلال أسبوع.
وأشارت التسريبات إلى أن أردوغان رد عليه قائلًا: "إذا كنتم تريدون فعل شيء افعلوه داخل حزب العدالة والتنمية؛ ولكن إن ذهبتم ستذهبون كما ذهب آخرون واختفوا من الحياة السياسية".
رد أردوغان بهذا الشكل دفع محللين إلى توجيه أصابع الاتهام له ولحزبه بمحاولة تلفيق التهم لباباجان للتخلص منه، وترهيب كل من يريد الانشقاق عن الحزب.
تجدر الإشارة أنه منذ المحاولة الانقلابية المزعومة، باتت تهمة الإرهاب هي الكلمة التي استطاع بها نظام أردوغان، إعطاء نفسه "شرعية" تصفية معارضيه وإخراس أصوات منتقديه، ما جعل أوضاع حقوق الإنسان بهذا البلد تتآكل حد التلاشي.
وقادت السلطات التركية حملة مسعورة، حيث فصلت 130 ألف موظف مدني عن عملهم، كما اعتقلت نحو 80 ألف مواطن، وأغلقت أكثر من 1500 منظمة غير حكومية.
أما التهمة، فتكاد تكون نفسها مع تغيير بسيط قد يشمل تفاصيل معينة وفق الشخص المستهدف، وهي الإرهاب، وحين نقول الإرهاب في تركيا، فذلك يعني آليا أحد الأمرين: إما إلصاق تهمة الانتماء لغولن، وإما الانتماء إلى حزب العمال الكردستاني، والذي تسميه أنقرة "منظمة بي كا كا"، وتصنفه تنظيما إرهابيا.
التقرير السنوي لحقوق الإنسان لعام 2018 الصادر عن الخارجية الأمريكية، في مارس/آذار الماضي، أشار أيضا إلى وقوع حالات قتل تعسفي ووفيات مشبوهة لأشخاص محتجزين، وحالات اختفاء قسري وتعذيب واعتقال تعسفي لعشرات الآلاف من الأشخاص، منهم أعضاء معارضون في البرلمان ومحامون وصحفيون ومواطنون أجانب، إضافة لـ3 موظفين أتراك يعملون في البعثة الأمريكية في تركيا، بسبب صلاتهم المزعومة بجماعات "إرهابية".
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز