أرينتش.. سياسي تركي بارز آخر المنشقين عن أردوغان
استقال بولنت أرينتش، القيادي بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وأحد مؤسسيه، من المجلس الاستشاري الأعلى للرئيس رجب طيب أردوغان.
قرار أرينتش أثار حالة من الجدل في الأوساط السياسية بتركيا التي كانت تتوقع هذه الخطوة، بعد فترة قصيرة من انتشار تساؤلات حول رد الفعل المنتظر منه، عقب الهجوم عليه من الرئيس أردوغان، وحليفه حزب الحركة القومية، بسبب تصريحات انتقد فيها استمرار اعتقال صلاح الدين دميرتاش، والناشط الحقوقي، عثمان كافالا.
- استقالة مستشار بارز لأردوغان.. طالب بالإفراج عن المعارضين
- استقالة ألبيرق.. أردوغان يبني شعبيته المنهارة على أنقاض صهره
أرينتش أعلن عن استقالته في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وتابعتها "العين الإخبارية".
وقال أرينتش في تغريدته: "لقد تقدمت بطلب استقالتي من عضوية المجلس الاستشاري اليوم للرئيس أردوغان، وقد قبلها".
والخميس الماضي، طالب أرينتش، بضرورة إخلاء سبيل كل من الرئيس الأسبق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، صلاح الدين دميرتاش، والناشط ورجل الأعمال، عثمان كافالا، المعتقلين منذ عدة أعوام.
وردًا على تلك التصريحات قال أردوغان بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة: "لا يمكن ربط تصريحات أحد بحزبنا وحكومتنا حتى ولو كنا قد عملنا معا في السابق. موقفنا واضح وصريح ولم تحدث أية تغييرات في وجهتنا".
وزعم أردوغان أن اعتقال رجل الأعمال، عثمان كافالا، كان ضمن قضية أحداث حديقة "جيزي" بإسطنبول، قائلا: "نهاية من يشتكون تركيا بالخارج ويتنصلون من تصريحاتهم السابقة ستكون مخيبة للآمال".
اتهامات بالعمالة والخيانة
هذا إلى جانب أن الاستقالة جاءت كذلك بعد أيام فقط من تهنئة أرينتش لجو بايدن الرئيس الأمريكي المنتخب.
وقال أرينتش في تغريدة خاصة بالتهنئة: "مبروك لجو بايدن وكمالا هاريس لانتخابهما كرئيس ونائب رئيس في الولايات المتحدة”.
وذكر أرينتش أن "تركيا والولايات المتحدة تتمتعان بشراكة استراتيجية وعلاقات تحالف قائمة منذ سنوات طويلة"، مؤكدًا أن "التفاهم والتعاون المتبادل هما أساس هذه العلاقة".
وأثارت هذه التهنئة، استياء وغضب مؤيدي أردوغان، واتهمه قادة حزب العدالة والتنمية بمحاولة الإطاحة بأردوغان وخيانة تركيا والولاء والعمل لصالح جهات أجنبية.
من هو بولنت أرينتش؟
وُلد بولنت أرينتش في 25 مايو/أيار 1948 في مدينة بورصة غرب تركيا في أسرة بسيطة، والده إبراهيم أرينتش كان ضابطا في قوات الدرك التركية ووالدته سفديا أرينتش، ربة منزل، وله 3 أخوة وهو الطفل الرابع.
فقد بولنت والده وهو في سن الثانية عشرة، وتحملت والدتهم مشقة تربيتهم من خلال العمل في الخياطة، وإخوانه الكبار عملوا بعد المدرسة في إعالة العائلة.
أنهى بولنت مرحل تعليمه الابتدائية والإعدادية في مدارس بورصة وبعدها انتقل إلى مدينة مانيسا لإنهاء المرحلة الثانوية، وبعد تخرجه منها بتقدير جيد التحق عام 1966 بكلية الحقوق التابعة لجامعة أنقرة وتخرج منها عام 1970.
بعد تخرجه عمل كمحام حر لفترة طويلة في مدينة مانيسا، واهتم بالسياسة خلال فترة دراسته وكان أول عمل سياسي له هو من خلال انضمامه لحزب السلامة القومية "الإسلامي" الذي أسسه سليمان عارف إيمره وتزعمه نجم الدين أربكان عام 1972.
وبعد انتقال أرينتش إلى مانيسا ترأس قيادة الجناح الشبابي للحزب هناك وبعد عام ترأس رئاسة الحزب في المدينة.
وبقي نشطا في حزب "السلامة القومية" على الرغم من إغلاقه وتغيير اسمه أكثر من مرة حيث أصبح اسمه حزب الرفاه عام 1985، ومن ثم حزب الفضيلة عام 1997.
وعلى الرغم من تأسيس حركة المجددين بالتعاون مع رجب طيب أردوغان وعبد الله غول داخل حزب "الفضيلة" لم ينفصل عن الحزب بشكل كامل وبقي مشارك بالعمل به.
وقبل الانفصال عن حزب الرفاه دخل باسمه مرشحًا عن مدينة مانيسا بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول 1995 وتم انتخابه واستطاع دخول البرلمان التركي لأول مرة، وعمل خلال دورته البرلمانية الأولى في هيئة العدالة وهيئة الاتحاد الأوروبي.
وبعد انتهاء دورته الانتخابية عام 1999، تم انتخابه مرة أخرى كنائب عن حزب "الفضيلة" في الانتخابات البرلمانية التي جرت في نفس العام.
وخلال هذه الدورة عمل كوكيل لرئيس الكتلة النيابية للحزب نفسه، وفي عام 2000 انفصل عن الحزب بشكل كامل وفي عام 2001 شارك في تأسيس حزب العدالة والتنمية.
شارك في انتخابات 2002 كمرشح عن حزب العدالة والتنمية في مدينة بورصة وعام 2007 في مدينة مانيسا وفي عام 2011 في مدينة بورصة.
وانتُخِب خلال الدورة الأولى رئيسًا للبرلمان التركي وخلال الدورتين الثانيتين شغل منصب نائب لرئيس الوزراء وناطق رسمي باسم الحكومة واستمر في ممارسة هذه المهام حتى انتخابات 7 يونيو/حزيران 2015.
عُرض اسمه كمرشح لانتخابات الرئاسة التركية عام 2007 ، لكنه أعلن قبل إجراء الانتخابات البرلمانية للرئاسة أنه لن يترشح لذلك المنصب.
ورأى مُطّلعون على حزب العدالة والتنمية بأنه تراجع عن الترشح حتى لا يحدث خلاف داخل الحزب إذ كان يُتوقع ترشح عبد الله غول وهذا ما حدث بالفعل.
شُهد له خلال فترة عمله السياسية في إطار حزب العدالة والتنمية الالتزام بالمهام المُوكلة إليه دون أي اعتراض على الرغم من كونه أحد مؤسسي الحزب ومن أقدم كوادره.