الاقتصاد التركي تخيم عليه البطالة.. ومحللون: "المشهد أسود وخطر"
الاقتصاد التركي الذي يتجه للأسوأ بمرور الأيام لن يكون قادرًا على خلق فرص عمل جديدة؛ ما سيؤدي إلى زيادة معدلات البطالة.
ذكر عدد من المحللين والخبراء الأتراك أن البطالة في طريقها لتحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة في تاريخ تركيا، مشددين على "سوداوية المشهد وخطورته"، وأن جهود الحكومة لمواجهة الأزمة "لم تجدِ نفعًا".
جاء ذلك بحسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، الإثنين، حول معدلات البطالة، وأوضاع الاقتصاد بتركيا، نقلًا عن أحاديث لعدد من المحللين.
وفي تصريحاتها ذكرت أرزو تشَرْكَز أوغلو، رئيسة اتحاد نقابات العمال الثورية، أن "معدلات البطالة زادت بشكل ملحوظ، ونظرًا لأن تركيا تمتلك فئة عمرية كبيرة في سن الشباب، فإن تقييد عمليات التوظيف يؤدي إلى ظهور صورة مأساوية لا سيما بالنسبة للشباب حديثي التخرج".
وذكرت في السياق ذاته أن "بطالة الشباب المرتفعة للغاية تشكل خطراً كبيراً على مستقبل البلد اجتماعيًا وسياسيًا ومجتمعيًا، ومن ثم فإنه بات من الضروري تنفيذ سياسات تخلق فرص عمل آمنة وقائمة على الإنتاج".
- الاقتصاد التركي يواصل السقوط.. مؤشرات الثقة تهوي مجددا
- إنفوجراف.. الأزمات تحاصر الاقتصاد التركي.. التضخم قرب 20 % والليرة تهبط مجددا
بدوره، قال حيدر أوزدمير أوغلو، رئيس نقابة عمال التجارة، إن "اقتصاد تركيا لم يعد قادرًا على خلق فرص عمل لفئة الشباب"، مشيرًا إلى تقرير صندوق النقد الدولي الذي توقع أن يتقلص الاقتصاد التركي بنسبة 2.5% خلال العام الجاري 2019.
وأضاف، في ذات السياق، قائلا "هذا يوضح لنا أن الاقتصاد التركي الذي يتجه للأسوأ بمرور الأيام، لن يكون قادرًا على خلق فرص عمل جديدة، ما سيؤدي بدوره إلى زيادة معدلات البطالة".
وأوضح أن "موارد تركيا قد تم استنزافها جراء اتباع سياسات اقتصادية على مدار 15 عامًا تعتمد في المقام الأول على الاستهلاك والاقتراض وتراكم ديون الأصول العامة، وانسحاب رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية".
ولفت كذلك إلى أن "انخفاض دخول عمال الأجور اليومية والشهرية، وزيادة أسعار السلع والمنتجات، أدى إلى انخفاض معدل القوة الشرائية إلى مستوى الصفر".
وأظهر كذلك المتحدث أن "نقص الديمقراطية أدى إلى عدم قدوم رؤوس أموال أجنبية للاستثمار في تركيا، وهروب من قاموا باستثمارات فيها من قبل".
في سياق متصل، ذكر عزيز تشَليك، عضو هيئة التدريس في جامعة "قوجه إيلي"، أن "ارتفاع معدل البطالة بين الشباب يدل على أن فرص العمل محدودة".
وتابع قائلاً "الشباب يكملون تعليمهم ويتخرجون من الجامعة، ولكن فرصة العثور على عمل تكاد تكون منعدمة، وتُظهر البطالة غير الزراعية أن شابًا واحدًا من أصل ثلاثة لا يمكنه العثور على وظيفة، وهذا مشهد خطير للغاية".
وقفزت بطالة الشباب بين أعمار (15 - 24 عاما) في تركيا لمستويات هي الأعلى منذ 9 سنوات، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، ما ينذر بأزمات فقر وهجرة في البلاد التي تواجه اليوم تحديات سوق صرف وقطاعات اقتصادية متراجعة.
وبحسب بيانات صدرت يوم 15 أبريل/نيسان الجاري عن معهد الإحصاء التركي، صعدت بطالة الشباب بأكثر من 6.8 نقاط مئوية لتستقر عند 26.7% حتى نهاية يناير الماضي.
وجاء في التقرير أن نسبة البطالة خلال يناير بلغت 14.7% بزيادة 3.9 نقاط مئوية عن الفترة المقابلة من 2018، وهي الأعلى منذ منتصف 2010.
ويبلغ عدد العاطلين عن العمل في تركيا حتى نهاية يناير/كانون الثاني الماضي نحو 4.668 مليون فرد، بزيادة 1.259 مليون فرد مقارنة مع أرقام يناير/كانون الثاني 2018.
وفي ديسمبر/كانون أول 2018، صعد معدل البطالة في تركيا إلى 11% خلال 2018، بينما بلغت أعداد العاطلين عن العمل 3 ملايين و537 شخصا.
وعانت تركيا بدءا من أغسطس/آب الماضي من أزمة مالية ونقدية حادة، دفعت بأسعار الصرف لمستويات متدنية بالنسبة لـ"الليرة التركية"، وسط تذبذب في وفرة النقد الأجنبي في الأسواق الرسمية.
وتراجع سعر صرف الليرة التركية إلى 7.24 مقابل الدولار الأمريكي الواحد في أغسطس/آب الماضي مقارنة بـ4.8 ليرة/دولار قبل الأزمة، بينما تتراوح أسعار الصرف حاليا عند حدود 5.47 ليرة/دولار واحد.
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA== جزيرة ام اند امز