المعارضة التركية تسخر من تهديدات أردوغان بـ"سلاح Dark" الألماني
المعارضة التركية أعربت عن سخريتها من تهديدات أردوغان بإغلاق منصات التواصل الاجتماعي بالكامل.
أعربت المعارضة التركية عن سخريتها واستنكارها لتهديدات الرئيس رجب طيب أردوغان بإغلاق منصات التواصل الاجتماعي بالكامل، ومن بينها منصة "نيتفليكس"؛ بحجة تعرض عائلته للإهانات.
وقالت ميرال أكشينار، زعيمة حزب "الخير" المعارض، في تغريدة على حسابها بموقع "تويتر"، الأربعاء، ساخرة: "إذا أغلقت منصة نيتفليكس قبل انتهاء مسلسل Dark، سأكون مستاءة جدًا".
ورد الرئيس التركي على تغريدة أكشينار، قائلًا: "هم يشاهدون الأفلام والمسلسلات ونحن مستمرون في كتابة التاريخ وخدمة المجتمع".
ثم عادت ميرال أكشنار للتعقيب بتغريدة تحمل صورة للرئيس التركي وزوجته أمينة أردوغان أثناء احتفالهم بمسلسل "أرطغرل".
زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، رد على تغريدة أكشينار على سبيل الفكاهة والسخرية، قائلا: "حقًا يا سيدة ميرال، من شغفك هذا ستجعليه يحرق لك المسلسل".
كما أعرب المرشح السابق للرئاسة التركية، محرم إينجه، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، عن انتقاداته لتصريحات أردوغان، وذلك في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الشخصي بموقع "تويتر".
وقال إينجه: "ليس لدينا المزيد من القنوات للتعبير عن أنفسنا سوى وسائل التواصل الاجتماعي فالصحف والتلفزيونات تحت سيطرة الحكومة؛ لدرجة أن هناك قنوات تدعوني وتقول لي أن انتظر في الاستوديو حتى يتصلوا برئيس حزب العدالة والتنمية (أردوغان)".
وأضاف: "وسائل الإعلام التركية فقدت كرامتها وتراجع تصنيفها وتداولها لأنها لا تنفصل عن السلطة، فبات نفوذها أضعف ولا يستهوي الشباب".
وأردف قائلا: "لهذا السبب، يتحدث (أردوغان) عن تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي ووضعها تحت السيطرة. أيمكنه فعلها؟ لا يستطيع الحصول على النتيجة التي يريدها لكنه سيحاول".
وأشار إينجه إلى أن "أردوغان يعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي مثل المؤسسات الإعلامية التي سيطر عليها. الوضع ليس هكذا يا رجل!"
وأوضح أن "أجهزة الإعلام في تركيا باتت أشبه بأجهزة تقوم بالأنشطة والعلاقات العامة الخاصة بالنظام"، مضيفًا "وكما أقول دائمًا، إذا لم تكن الصحافة حرة في بلد ما، فلا أحد حر".
وبين أنه "إذا كانت الحكومة تقيد حرية الصحافة، فاعلم أنها لا تثق بنفسها، فهي لديها مخاوف. حرية الصحافة والشفافية هي أهم عامل للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في أي بلد".
تهديدات أردوغان ودعم حليفه
وهدد أردوغان بغلق منصات التواصل الاجتماعي بتركيا في تصريحات له الأربعاء، أدلى بها في كلمة ألقاها خلال مشاركته في اجتماع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية في الولايات التركية.
وتعهد أردوغان في تصريحاته بتشديد السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما قال إنّ عائلته تعرضت لإهانات على الإنترنت، وطالب البرلمان بحظرها بالكامل.
ولم يخف أردوغان على مر السنين نفوره من وسائل التواصل الاجتماعي، إذ قارنها من قبل بـ"سكين قاتل" ووعد سابقًا بـ "القضاء على تويتر".
وكان وزير المال التركي براءت ألبيرق، وهو أيضا صهر أردوغان، كتب الثلاثاء على تويتر أن زوجته إسراء البيرق أنجبت طفلها الرابع.
وقال أردوغان إنه على الرغم من غالبية الرسائل الإيجابية التي تهنئ الزوجين، هناك بعض المستخدمين "ذوي القلوب السوداء" الذين أهانوا أسرة ألبيرق، وخاصة ابنته إسراء.
دعوة أردوغان سرعان ما لاقت تأييدًا من حليفه دولت باهجه لي، رئيس حزب الحركة القومية، المعارض، حيث قرر تجميد حسابه الرسمي على "تويتر".
وقال باهجه لي، في تغريدته: "سأشارككم اليوم رسالتي الأخيرة على موقع تويتر. تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى بئر بلا قاع، منصة بلا رحمة. كانت وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر وفيسبوك، مسرحًا للتشهير والخيانة".
وتابع: "أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مشكلة أمنية ثقيلة مستحيلة، وتتعارض تمامًا مع العقل والأخلاق والقيم الإنسانية".
وعقب ذلك، قرر أعضاء حزب الحركة القومية الذي يشكل تحالف "الجمهور" مع العدالة والتنمية، إغلاق حساباتهم على الموقع، حسبما أعلن نائب رئيس حزب الحركة القومية سميح يالتشين، على تويتر.
وقال المعارض المذكور: "نحن نعلق جميع حساباتنا بناءً على قرار ورد فعل زعيمنا دولت باهجه لي، فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي".
وفي 2014، حجبت الحكومة التركية بقيادة أردوغان موقعي تويتر ويوتيوب بعد نشر تسجيلات صوتية تشير إلى تورط رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء آنذاك، ودائرته الداخلية في فضيحة فساد مزعومة.
ويعود نفور أردوغان منها أيضًا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العام 2013، والتي تم حشدها في شكل كبير بواسطة تويتر وفيسبوك.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي الغاضبة بعد مؤتمر عبر الفيديو مع الشباب الأسبوع الماضي قوبل فيه بفيض من التعليقات السلبية على موقع يوتيوب.
وسرعان ما أوقفت الرئاسة التركية التعليقات، لكن كان هناك 388 ألف نقرة على إشارة "لا يعجبني"، مقارنة بـ 114 ألف على إشارة "أعجبني".