دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظها الله، لا تُولي اهتماماً كبيراً للحملات الإعلامية الممنهجة التي تُشنّ ضدها، لأنها تدرك أن هذه الحملات ليست إلا ضريبة النجاح ونتيجة طبيعية للتفوق.
فكما يُقال: لا تُرمى إلا الشجرة المثمرة. ومنذ أن قررت الإمارات أن تسلك طريق التميز والريادة، وهي تواجه موجات من التشويه، مصدرها عقول عاشت خارج منطق العصر.
قبل بزوغ عصر وسائل التواصل الاجتماعي، كان بعض العرب يديرون صراعاتهم عبر شركات العلاقات العامة في الغرب، التي كانت تعرض “قائمة أسعار” للأخبار والتقارير الجاهزة حسب الطلب، من خبر صحفي إلى تقرير استخباراتي يُنشر في الصحف الكبرى!
والأسف أن كثيراً من تلك الحملات لم تكن لتلميع الصورة، بل لتشويه صورة الأشقاء العرب. واليوم، تحولت تلك الحملات إلى “تغريدات مدفوعة” وتصريحات من محللين مأجورين تُستخدم كواجهة لحملات التشويه المنظمة ضد الإمارات ودول عربية ناجحة أخرى.
بعض الأنظمة استنسخت قنوات فضائية صفراء تمارس الكذب بمهارة، وتحظى بجماهيرية كبيرة لأن المشاهد العربي ما زال يُفتن بالفضائح، حتى وإن كانت مختلقة. والأسوأ أن هناك من يسخر هذه القنوات لتصفية حسابات سياسية بين العرب، في مشهد مؤسف يُعيد إلى الأذهان قصة داحس والغبراء، حين تقاتلت قبائل عربية لأربعين عاماً بسبب ناقة!
المشكلة لم تعد في الأدوات الإعلامية، بل في العقلية التي ما زالت تُغذي الكراهية والحسد بدل التعاون والبناء.
في المقابل، اختارت الإمارات طريق المستقبل، فاستثمرت في الإنسان أولاً، ووضعت رؤية واضحة، وأطلقت مشاريع تنموية وتعليمية جعلت أبناءها من أكثر الشعوب كفاءة وانفتاحاً. أرسلت أبناءها إلى الجامعات العالمية، وعادت الأجيال الجديدة لتبني مؤسساتها برؤية عالمية وهوية وطنية راسخة. الإمارات لم تكتفِ بتحديث القوانين، بل خلقت مجتمعاً متسامحاً ومتعلمًا ومبدعًا يواكب العالم بعقلية منفتحة على التطور.
اليوم، تجني الإمارات ثمار رؤيتها، بتصدرها مؤشرات التنمية والاستقرار والتنافسية، وبمكانتها العالمية التي حققتها بالعمل والإنجاز لا بالصوت العالي.
أما من ما زالوا يعيشون على عقلية “الغيرة والحسد” وصناعة الأكاذيب، فنقول لهم: العالم يتقدم بسرعة، وأنتم مشغولون بفبركة الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي لتشويه إخوتكم!
الإمارات ماضية في طريقها بثقة، نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وإنسانية، لا تلتفت إلى الضجيج ولا إلى نباح المؤدلجين، لأن من عرف هدفه لا يضيع وقته في الرد على الحاقدين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة