تبهر الإمارات العالم بتقدمها في جوانب عديدة.. قدرات هائلة على تنظيم الفعاليات الكبرى، ومشاريع ضخمة وضعتها كنموذج عالمي للتميز والرخاء.
ففي شهر سبتمبر المنصرم، أعلنت الإمارات عن مشاريع الخمسين، تلك القفزة التنموية والدورة الجديدة من المشاريع الاستراتيجية الوطنية الكبرى، التي تستهدف تعزيز الاستدامة الاقتصادية للدولة ودعم كوادرها.
تلا ذلك افتتاح إكسبو 2020 دبي في الأول من أكتوبر الجاري، بعرض أدهش الجميع وأشاد به القاصي والداني حول العالم، فقد ضم المعرض أجنحة ومرافق لم يسبق لها مثيل في فخامة الإنشاءات ورقي التصميم، إضافة إلى عدد مشاركات غير مسبوق، إذ اجتمع العالم كله في دولة الإمارات.
وبعد بضعة أيام من ذلك أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، "رعاه الله"، عن إطلاق الإمارات الرحلة الأولى عربياً والرابعة عالمياً إلى كوكب الزهرة، بعد النجاح الكبير لرحلة المريخ عبر "مسبار الأمل".
بعدها أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تخطّي دولة الإمارات أزمة كورونا وتداعياتها وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد عام ونيف من الإجراءات الاحترازية، وفيض المساعدات الإنسانية الكبرى، التي قدمتها الدولة إلى العالم أجمع، والذي لا يزال يعاني تأثيرات الجائحة، ثم أحدثت الإمارات نقلة كبرى في الاستجابة للتغير المناخي، فأطلقت المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050.
ليس مصادفة إذاً بعد كل هذا أن تكون الإمارات في مقدمة دول العالم، فالجهد والعمل والتخطيط والمشاريع الكبرى، التي تتبناها الدولة في فترات قصيرة، تقفز بها بخطى واثقة نحو المستقبل، بشجاعة وبلا تردد نحو الخمسين المقبلة، بعد أن اختتمت خمسينها الأولى بمعجزة، لتقدم لشعبها ما يستحقه من تفوق ورفاه.
يحق لكثيرين أن يتساءلوا متعجبين فعلا: ما الذي تريده الإمارات بعد خمسين عاماً من اليوم أكثر مما حققته في خمسينها الأولى؟
لم تخطط القيادة الإماراتية من أجل حاضر فقط، بل تستبق الحاضر وتحلق نحو المستقبل بقوة وثقة في نموذج نادر عالمياً!
ويقيناً تقدم كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الإجابة عن السؤال السابق، حين قال: "الإمارات لا تملك ترف الوقت ولن تنتظر الظروف العالمية أن تصنع مستقبلها.. بل تصنعه بنفسها".
إن التسارع، الذي تشهده الإمارات في تقديم مشروعها الحضاري، ينطلق من رغبتها في أن تكون متقدمة اليوم وغداً، وأن تخطط لمستقبل أبنائها ببصيرة قيادتها وهمّتها، التي لا تكل في طريق البناء والتقدم، كيف لا وهي مضرب المثل للأفضل والأجمل والأول ولكل صفات التفضيل الإيجابية، لتبلغ غايات اليوم وتؤسس لغايات القرن المقبل؟، وحقا نعود لنتساءل: إذا كانت الإمارات اليوم على هذا النحو المعجز، فكيف ستكون نجاحاتها بعد 50 عاماً أخرى؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة