الإمارات والبحرين في الأعياد الوطنية.. إنجازات ومبادرات تعزز العلاقات
تحتفي دولة الإمارات، قيادة وشعبا، بأعياد البحرين الوطنية، في رسالة تجسد قوة العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين التي تعد نموذجا يحتذى به.
احتفاء يأتي فيما يتعاون البلدان لتحقيق إنجازات ومبادرات تعزز العلاقات التاريخية وتنشر السلام والتسامح وتعزز الأخوة الإنسانية وتصب في صالح البشرية.
وتحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح، دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ51 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ23 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
احتفالات رسمية وشعبية
وبعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، برقيتي تهنئة إلى أخيه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للمملكة والذكرى الـ23 لتوليه مقاليد الحكم.
كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، برقيتي تهنئة مماثلتين إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
أيضا غرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مهنئا البحرين بتلك المناسبة، قائلا "نبارك لمملكة البحرين قيادة وشعباً يومهم الوطني.. ونبارك لهم ذكرى تولي الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم.. ونبارك لهم الازدهار والاستقرار ومسيرة العز والمجد.. حفظ الله البحرين.. وحفظ شعب وقيادة هذا البلد الشقيق والقريب والحبيب".
وتشهد دولة الإمارات مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة تتضمن تزيين عدد من أبرز معالم ومؤسسات ومواقع الدولة ومراكز التسوق الرئيسية بالعلم البحريني، ولافتات التهاني التي تزين اللوحات الرقمية الإرشادية على الطرق الرئيسية، إلى جانب ختم خاص لجوازات سفر المواطنين البحرينيين القادمين إلى الإمارات عبر المطارات والمنافذ المختلفة.
نشر السلام
تأتي الاحتفالات في وقت يجني فيه البلدان ثمار قراراتهما الشجاعة بشأن تعزيز السلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بعد توقيع اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل.
وقبل أيام التقى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، عقب صوله إلى البحرين، 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في زيارة هي الأولى لرئيس إسرائيلي إلى المملكة، توجه في أعقابها إلى زيارة دولة الإمارات في اليوم التالي للمشاركة في النسخة الأولى من حوار أبوظبي للفضاء الأول من نوعه عالمياً، والذي عقد برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
زيارتان لهما دور مهم في توطيد العلاقات بين البلدين وإسرائيل، ودعم التطلعات المشتركة على صعيد ترسيخ السلام والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم.
وبحث عاهل البحرين والرئيس الإسرائيلي سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية والتقنية، وتدارسا سبل تشجيع التواصل بين القطاع الخاص وتبادل الزيارات والوفود الرسمية، لما من شأنه زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى فرص تنمية التعاون المشترك في مجالات الصحة والتعليم والشباب والسياحة والثقافة بما يعود بالخير والنفع على البلدين.
وخلال اللقاء، أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة موقف البحرين الثابت والداعم لتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والذي سيؤدي إلى الاستقرار والنماء والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وجميع شعوب المنطقة.
تصريحات تؤكد أن معاهدات السلام أسهمت في توفير مسار جديد لدعم القضية الفلسطينية من دول داعمة للسلام، أصبح لها صوت مسموع ومؤثر، وأضحت لها القدرة على إيصاله لإسرائيل بشكل مباشر.
وبتوقيع اتفاق السلام الإبراهيمي بين دولة الإمارات وإسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول عام 2020، فتحت دولة الإمارات الباب أمام العرب لتوسيع مظلة السلام وآفاق الاستقرار، حيث شجع الاتفاق انضمام البحرين والسودان والمغرب تباعا لقطار السلام، وبدء حقبة جديدة من التعاون بين تلك الدول وإسرائيل تقوم على التعاون والشراكة.
وعقب خطوة دولة الإمارات الشجاعة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول 2020، وقعت المنامة في اليوم نفسه إعلان تأييد سلام مع تل أبيب، قبل أن تمضي قدما لتوقيع بيان تاريخي مشترك في 18 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه بشأن "إقامة علاقات دبلوماسية إيذانا ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين".
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري إسحاق هرتسوغ رئيس دولة إسرائيل، الذي قام بزيارة عمل إلى دولة الإمارات، حضر خلالها "حوار أبوظبي للفضاء".
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الإسرائيلي علاقات التعاون بين دولة الإمارات وإسرائيل ومساراته نحو تعزيز التنمية والسلام والازدهار لما فيه الخير لشعوب المنطقة عامة.
كما تبادلا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتطرق اللقاء إلى أهمية "حوار أبوظبي للفضاء" في تعزيز التواصل بين القوى الفاعلة والمؤثرة في قطاع الفضاء حول العالم وبحث فرص تطوير هذا القطاع وتحقيق مستهدفاته بما يخدم الإنسانية ويسهم في تعزيز جودة الحياة على الأرض، وأكد الجانبان في هذا السياق ضرورة تعزيز فرص التعاون المشترك في مجال الفضاء بين البلدين.
زيارة تثبت نجاح معاهدات السلام بتوفير مظلة للتعاون العلمي والاقتصادي والتنموي بما يصب في صالح شعوب المنطقة والبشرية.
تعزيز التسامح
وإضافة إلى تعاونها في نشر السلام، واصل البلدان جهودهما في نشر التسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية عبر مبادرات تاريخية.
تأتي احتفالات البحرين بأعيادها الوطنية بعد شهر من استقبال عاهل البحرين، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان بالبحرين نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في ثاني لقاء يجمعهما بدولة خليجية، بعد لقائهما التاريخي بالإمارات قبل 3 سنوات.
وشارك الرمزان الدينيان في فعاليات عدة تعزز ثقافة التسامح والأخوة الإنسانية، من أبرزها ملتقى البحرين للحوار الذي عقد تحت عنوان" الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، برعاية عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
الملتقى أقيم بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين -الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا له- والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وشارك فيه أكثر من 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى مفكرين وإعلاميين بارزين.
وناقش الملتقى مدار يومي 3 و4 نوفمبر/كانون الأول الماضي أهمية الحوار بين الأديان، والتعايش السلمي، ودور رجال وعلماء الأديان في معالجة تحديات العصر كالتغير المناخي وأزمة الغذاء العالمي، إلى جانب تبادل التجارب في مجال تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية.
وأكد المشاركون أهمية انعقاد هذه الفعالية الدولية الهامة، والتي جاءت لتعزز قيم التسامح ومفهوم التعايش الإنساني بين المجتمعات البشرية، وضرورة العمل والشراكة من أجل الإنسانية من خلال الحوار والتواصل الفعّال بين مختلف الأديان والمذاهب.
وصدر في ختام الملتقى دعوات من عاهل البحرين والرمزين الدينيين لوقف الحرب الروسية الأوكرانية والبدء في مفاوضات سلام جادة.
وفي خطوة عملية تؤسس لمرحلة جديدة بشأن دور الأديان في مساعدة الإنسانية على تجاوز أزماتها المعاصرة، انطلق حوار إسلامي مسيحي مباشر بين أعضاء مجلس حكماء المسلمين وكبار رجال الدين بالكنيسة الكاثوليكية بحضور شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان لمناقشة التحديات الإنسانية في القرن الـ٢١.
الحوار تم خلال الاجتماع السادس عشر لمجلس حكماء المسلمين الذي استضافته البحرين، 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
كما ترأس قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان خلال زيارته للبحرين قداسا كبيرا بعنوان "من أجل العدل والسلام"، أقيم في استاد البحرين الوطني 5 نوفمبر//تشرين الثاني، وشارك فيه رؤساء الكنائس المسيحية في البحرين والمنطقة، والآلاف من الأشخاص يمثلون 111 جنسية.
لقاء جديد يعد محطة مهمة في رحلة الأخوة الإنسانية التي انطلقت من أبوظبي في فبراير/شباط 2019، بتوقيع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان "وثيقة الأخوة الإنسانية"، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
لقاءان يتوجان مبادرات إماراتية بحرينية ملهمة في تعزيز الأخوة الإنسانية ونشر التسامح، وسط تعاون متنام من البلدين والرمزين الدينيين الكبيرين لنشر السلام وتعزيز التعايش بين الشعوب مع اختلاف طوائفهم ومذاهبهم.
تعاون في الفضاء
ومن التعاون على الأرض لصالح الإنسانية إلى التعاون في الفضاء لصالح البشرية.
وفي هذا الصدد، انطلق في فبراير/شباط الماضي القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني "ضوء-1" إلى مداره بنجاح عبر محطة الفضاء الدولية وبالتعاون مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية.
ويعد "ضوء-1" مبادرة تعاونية بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وجامعة نيويورك أبوظبي.
ويمثل القمر الاصطناعي "ضوء-1" المهمة العلمية الأولى في المنطقة لرصد ودراسة أشعة غاما الأرضية الصادرة عن البرق والعواصف الرعدية.
وستتم مشاركة البيانات التي سيجمعها "ضوء-1" بهدف الاستفادة من علوم الفضاء لدعم التطور الاقتصادي المستدام على مستوى عالمي لدعم التحليلات العلمية وتشجيع التعاون مع المراكز البحثية في جميع أنحاء العالم.
ويعتبر هذا المشروع نموذجا يحتذى به للتعاون العلمي والتقني لخدمة البشرية عبر الاستغلال السلمي للفضاء.
ويعد هذا المشروع أحد ثمار الدعم الفعلي الذي تقدمه دولة الإمارات لتعزيز وتطوير قطاع الصناعات الفضائية في الوطن العربي سواء من خلال المشاريع المشتركة أو عبر احتضان المواهب والكفاءات العلمية العربية وإعدادهم وتدريبهم في هذا المجال.
ظهر ذلك جليا في جهودها لنقل تجربتها الرائدة في مجال علوم الفضاء للدول العربية والخليجية، عبر مبادرة "المجموعة العربية للتعاون الفضائي" التي أطلقتها دولة الإمارات في عام 2019 وتتخذ من أبوظبي مقراً لها، وتستهدف تشجيع وتفعيل التعاون العربي على صعيد الأنشطة الفضائية ذات الأهداف المشتركة. وتضم المجموعة 14 دولة عربية بينها البحرين.
وتولي دولة الإمارات عناية فائقة لعملية إعداد الكوادر العربية الشابة في مجال علوم الفضاء وتزويدهم بالمعارف والخبرات التي تسهم في دفع مسيرة التنمية العلمية والاقتصادية في مجتمعاتهم.
إكسبو دبي
سياسة دولة الإمارات لتوظيف إنجازاتها لصالح أشقائها، ظهرت جلية أيضا خلال استضافة دولة الإمارات "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم، والتي وظفته دولة الإمارات ليكون نافذة دبلوماسية وثقافية واقتصادية مفتوحة لتعزيز التعاون الثنائي مع مختلف دول العالم بشكل عام، ودول الخليج بشكل خاص.
وخلال الحدث الذي استمر على مدار 6 شهور وانتهى نهاية مارس/آذار الماضي، حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على زيارة جميع أجنحة دول مجلس التعاون الخليجي ومن بينها البحرين، في رسالة تؤكد حرص دولة الإمارات وقادتها على تعزيز التضامن الخليجي والترابط والأخوة بين دوله.
أيضا كان جناح البحرين في إكسبو 2020 نافذة للزوار على الثقافة العريقة والتراث الأصيل لمملكة البحرين، فيما استعرض تصميمه بوضوح قيم التنوع والتعددية الثقافية التي تميز المملكة.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز