هاتان الكلمتان، أو الكلمة والقصيدة، وما يربط بينهما من مشاعر وروابط أخوية صادقة، هما سر الإمارات، وسر نهضتها.
مثلما احتفينا بعام زايد، ولا نقول ودّعناه، فالعام وصاحبه في القلوب والأفئدة، بل نقول أضفنا إليه عاما جديدا يجسد قيمة من القيم التي غرسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قيمة التسامح، التي باتت تمثل رسالة إنسانية نبيلة، تحملها الدولة التي أسسها على عاتقها لتنشرها في ربوع العالم أجمع عبر عمل مؤسسي مستدام يستهدف تكريس التعايش بين البشر جميعاً.
نحمد الله على إمارات الخير التي تتنفس وفاء وإخلاصاً وصوناً للجميل، وشكراً لصانعي الفرحة والبهجة في القلوب والنفوس، شكراً لصاحبَيْ السمو على أجمل ختام لعام مضى، وأروع استقبال لعام جديد
في لحظة زمنية فارقة كهذه، جاءت كلمتان متبادلتان سيقف التاريخ عندهما مليًّا؛ الأولى وجَّهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى أخيه ومعلمه ورفيق دربه، وصديقه الناصح وعضيده الصادق وسنده المخلص، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمناسبة اكتمال مسيرة 50 عاماً من عطائه الوطني المخلص.
وفي الرد على هذه الكلمة المؤثرة، أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في قصيدة جديدة بخصال وشمائل وجهود أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفي القصيدة التي عنونها بـ"خمسين عاما"، حيث قال سموه: "مشكور بوخالد يازاكي الفعايل"، عدّد فيها هذه الشمائل عبر أبيات يستحق كل منها وقفة للتأمل والتبيان، واختتمها بقوله: "فضلك يابوخالد على الراس والعين".
بين الكلمة والقصيدة، يجب أن نتوقف كثيراً في قراءة المعاني، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد انطلق في كلمته مرسخاً قيمة الوفاء، واصفاً رفيق دربه بالقائد الاستثنائي الذي يحظى بمحبة شعبه وشعوب العالم واحترامهم، ومؤكداً أنه بات مدرسة في القيادة والإدارة وصناعة الحياة، وأنه رفع سقف طموحات شعبه، واستثمر في الإنسان وشيد صروح الحضارة، وأنه رغم كل إنجازاته الوطنية الكبيرة، لم يتغير فيه الإخلاص وحب الوطن، ومختتماً هذه الكلمة الرائعة بقوله: "شكراً يابوراشد.. شكرا على خمسين عاماً للوطن".
هاتان الكلمتان، أو الكلمة والقصيدة، وما يربط بينهما من مشاعر وروابط أخوية صادقة، هما سر الإمارات، وسر نهضتها وقوة نموذجها التنموي والحضاري، وهما أيضاً سر مدرسة القيادة السياسية في الإمارات، قيادة زعيمين تاريخيين: المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رفيق درب القائد المؤسس، فالقائدان المؤسسان كانا، طيب الله ثراهما، مدرسة عريقة في القيادة والإدارة والتخطيط، وقد ورَّثا القيم والمبادئ الأصيلة لقيادتنا الرشيدة، فجاء الحصاد ملهماً للآخرين في الوفاء والأخوة الصادقة وحب الوطن والسهر على مصالح الشعب والعمل الجاد لإسعاده.
الشكر والعرفان بالجميل والوفاء للعطاء هي خصال وركائز تبنى عليها الأمم الناهضة، فلا حضارة من دون قيم ومبادئ أخلاقية، تمثل في جوهرها الأساس المعنوي والقوة الناعمة للدول والأمم والشعوب، ومن المؤكد أن كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي وجهها إلى أبناء وبنات الإمارات، ترسي في الوعي الجمعي للأجيال الجديدة قيما ومبادئ نحتاجها جميعاً، فالصدق والإخلاص في العمل أساسان مهمان للنجاح والتميز، وعلى قدر جهد ودأب قيادتنا في تحقيق الإنجازات التنموية على الصعد الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية والعلمية والثقافية والسياسية والعسكرية والأمنية، هناك حرص مواز على استمرارية القيم والمبادئ التي قام عليها اتحادنا المجيد، والتي كانت الأساس في أن يكون "بيتنا متوحد" يواجه التحديات ويصون المكاسب ويتصدى للأطماع بعزم لا يلين وإصرار وولاء وانتماء راسخ للقيادة والوطن.
هي "مدرسة الحياة" كما أسماها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تُعلمنا فيها قيادتنا الرشيدة دروساً في الوفاء والأخوة الصادقة، التي تنطق بها الكلمات وأبيات القصيدة التي تعكس قوة الوشائج التي تربط قادتنا، والتي باتت سمة مميزة لدولة الإمارات.
نحمد الله على إمارات الخير التي تتنفس وفاء وإخلاصاً وصوناً للجميل، وشكراً لصانعي الفرحة والبهجة في القلوب والنفوس، شكراً لصاحبيْ السمو على أجمل ختام لعام مضى، وأروع استقبال لعام جديد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة