سفير الإمارات في أمريكا لـ«العين الإخبارية»: أبوظبي وواشنطن الأكثر تمويلا لمشاريع المناخ
بجهود اعتبرت بمثابة قاطرة للتصدي للتغيرات المناخية، ليس في بلديهما فحسب، بل على مستوى العالم، كانت دولة الإمارات، والولايات المتحدة، الأكثر اهتمامًا وتمويلا لمشروعات المناخ.
تلك الجهود اكتسبت زخما متزايدا في الآونة الأخيرة، وأسهمت في ولادة الاتفاق النهائي لـ«COP28»، والذي كان بمثابة اتفاق عالمي تاريخي، للانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة.
وبالنظر إلى أن دولتي الإمارات والولايات المتحدة باتتا من بين أكبر المساهمين في التمويل المتعلق بالمناخ، أجرت «العين الإخبارية» مقابلة مع السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، والذي كشف عن ثمار التعاون الأمريكي-الإماراتي، في قضايا المناخ، والحشد الدولي نحو التحول لجعل الغذاء أكثر استدامة، فضلا عن الاستثمارات المشتركة بينهما، الهادفة نحو التحول للطاقة النظيفة.
وإلى نص الحوار:
كيف يمكن للتعاون الإماراتي الأمريكي أن يحدث فرقا ملموسا في جهود مكافحة تغير المناخ؟
في وقت حرج بالنسبة لتغير المناخ، عملت دولتا الإمارات والولايات المتحدة بشكل وثيق معًا في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) لمواجهة هذا التحدي المشترك وحشد الحلول والجهود الدولية للتصدي لهذه المشكلة.
هذا العمل أثمر عن النص النهائي لـCOP28، والذي اعتبر بمثابة اتفاق عالمي تاريخي للانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة، جرى التوصل إليه، بشراكة ناجحة، بين مبعوث الولايات المتحدة للمناخ جون كيري، ود.سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي رئيس مؤتمر الأطراف COP28.
ليس هذا فحسب، بل إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، كانا قد أكدا في اجتماع على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، التزام بلديهما المشترك ببناء مستقبل مستدام، إضافة إلى تعاون أعضاء الكونغرس ومسؤولي الإدارة الأمريكية مع نظرائهم الإماراتيين لتعزيز العمل المشترك.
ذلك التعاون تجسد في العديد من المبادرات الثنائية التي تحقق نتائج، مثل مهمة الابتكار الزراعي من أجل المناخ، التي تجعل الزراعة أكثر استدامة، والشراكة من أجل تسريع وتيرة الطاقة النظيفة، التي ستنشر 100 غيغاواط من مشاريع الطاقة النظيفة.
ما طبيعة وحجم المساهمات الإماراتية في مشاريع المناخ بأمريكا وتأثيرها المتوقع على البيئة والاقتصاد؟
للشراكات الإماراتية الأمريكية تأثير كبير في حماية البيئة والتصدي لتغير المناخ؛ ففي وقت سابق من هذا العام تعاونت سفارة دولة الإمارات مع شركاء محليين في «فلوريدا كيز» لإنقاذ الأنواع المرجانية التي تضررت بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيط.
ذلك اعتمد على منحة سابقة من دولة الإمارات لاستعادة والحفاظ على 100 ميل من الخط الساحلي في الحاجز المرجاني الوحيد في أمريكا الشمالية.
هل هناك مشروعات أخرى بعيداً عن حماية البيئة؟
بالفعل.. فالشركات الإماراتية تستثمر في مشاريع الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال يبلغ إجمالي محفظة «مصدر» المتنامية التي تضم 11 مشروعاً لتخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات في الولايات المتحدة حوالي 2 غيغاواط في ولايات تكساس وكاليفورنيا ونبراسكا ونيو مكسيكو.
ليس هذا فحسب، بل إنه في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، أعلنت مصدر عن إنشاء شراكة عالمية مع شركة Iberdrola، والتي ستشمل توسيع مشاريع الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة.
وكانت شركتا أدنوك وأوكسيدنتال أعلنتا سلفا أنهما ستقومان بتقييم فرص الاستثمار في منشآت احتجاز الهواء المباشر ومراكز احتجاز ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة ودولة الإمارات كوسيلة نحو تطوير منصات إدارة الكربون لتسريع أهداف صافي الكربون في كل من البلدين.
وبموجب مذكرة التفاهم، يجوز لـ«أدنوك» تقييم المشاركة في محطات DAC ومراكز عزل ثاني أكسيد الكربون قيد التطوير في الولايات المتحدة من قبل شركة 1PointFive التابعة لشركة أوكسيدنتال، فيما تقوم شركة 1PointFive حاليًا ببناء أكبر مصنع DAC في العالم، يسمى STRATOS، في تكساس، كما هو متوقع.
تم تصميم المنشأة، التي ستستخدم التكنولوجيا التي تقدمها شركة Carbon Engineering ومقرها كندا، لالتقاط ما يصل إلى 500000 طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كل عام عند تشغيلها بكامل طاقتها.
تأتي هذه الاتفاقية في إطار الشراكة الإماراتية الأمريكية لتسريع الطاقة النظيفة (PACE)، التي تم إطلاقها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ومن المتوقع أن تحشد 100 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة وإدارة الكربون، بما في ذلك احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه وDAC بحلول عام 2035.
وبشكل منفصل، كان أول دخول لـ«مصدر» إلى السوق الأمريكية هو إنشاء مزرعة رياح في تكساس، ومنذ ذلك الحين استثمرت الشركة في المزيد.
وفي عام 2019، استحوذت «مصدر» على حصة في مزرعة رياح «روكسبرينغز» في تكساس، وتم تشغيل مشروع Rocksprings بقدرة 149 ميغاواط في عام 2017، ويضم 53 توربينًا من توربينات الرياح بقدرة 2.3 ميغاواط من شركة General Electric (GE) و16 توربينًا من توربيناتها بقدرة 1.72 ميغاواط في موقع في مقاطعة "فال فيردي"، مع الاستفادة من ظروف الرياح الاستثنائية المميزة لمنطقة تكساس.
وفي عام 2020 استحوذت «مصدر» على حصة بنسبة 50% في مزرعتين لطاقة الرياح على نطاق واسع في تكساس بالشراكة مع شركة «إي دي إف رينيوابلز نورث أمريكا».
يقع مشروع رياح كويوت بقدرة 243 ميغاواط في مقاطعة سكوري بولاية تكساس، ويقع مشروع رياح لاس ماجاداس بقدرة 273 ميغاواط في مقاطعة ويلاسي بولاية تكساس.
البعض يعول ولا سيما هنا في واشنطن، على التعاون المناخي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة لإنقاذ الكوكب من الآثار السلبية لتغير المناخ، خاصة في ظل القدرات الكبيرة لكلا البلدين.
هل هناك أمثلة لمساهمة أمريكا ودولة الإمارات في بناء مستقبل أنظف للعالم؟
بصراحة كان التعاون بين بلدينا فعالا في تحقيق النتائج في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28).، فعلى سبيل المثال حشدت بعثة الابتكار الزراعي الإماراتية الأمريكية من أجل المناخ 17 مليار دولار أمريكي، وجندت 600 شريك عالمي لجعل الغذاء أكثر استدامة.
وفي منتدى "The Last Mile Forum"، وجهت مؤسسة جيتس وحكومة الإمارات العربية المتحدة موارد جديدة لمعالجة التأثيرات الصحية المناخية، ليس هذا فحسب، بل إن المبعوث المناخ كيري أسهم في حشد العمل الدولي للحد من انبعاثات غاز الميثان.
هذه مجرد أمثلة قليلة على كيفية انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة إلى هدف مشترك لبناء مستقبل أنظف لبلدينا وللعالم.