دائما ما تستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة زيارات رؤساء الدول والوفود من جميع أنحاء العالم.
ليس فقط لكون الإمارات واحدةً من الدول الأكثر تأثيراً في القرار الإقليمي والدولي، ولا لكونها القوة الاقتصادية والعلمية الناشئة ذات الطموح الكبير الذي لا سقف له، بل لأنها أيضا الدولة التي قامت على مبدأ الانفتاح على الآخر منذ بداية تأسيسها، حيث قال الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه: "الرزق رزق الله، والمال مال الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، والأرض أرض الله، واللي يجينا حياه الله".
تستضيف الإمارات على أرضها أكثر من مائتي جنسية، جاعلةً من هذه الميزة حافزاً إضافياً لترسيخ مكانتها منارةً للسلام العالمي والتفاهم الدولي على أرضية الخدمة المشتركة للإنسانية جمعاء.
إنها فرادة دولة الإمارات في كونها حاضنة للإنسان أيا كان، من كل مذهب وجنس ولون ودين، وفي كونها القادرة على نشر قيم الأخوة الإنسانية والتسامح فعلاً، والقادرة على بناء جسور الحوار الحضاري والتعاون بين دول العالم اقتصادياً ومعرفياً وثقافياً ودبلوماسياً.
وتعود هذه الميزة إلى حكمة القيادة الرشيدة التي حبانا الله بها، وإلى رؤيتها في مد يد العون للجميع، غريب وقريب، حتى تكاد لا تخلو دولة حول العالم من بصمة خير إماراتية.
واليوم، تستنفر الدبلوماسية الإماراتية جهودها، عبر عواصم المنطقة والعالم، تستقبل قادة المنطقة، سعياً منها إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ونشر رسائل السلام في المنطقة والعالم.
لا يأتي كل ذلك من فراغ، بل من رؤية واضحةٍ ثاقبة أمْلت على الإماراتيين جميعاً، أفراداً وهيئات ومؤسسات، الالتزام بوثيقة رؤيوية أعلنتها الدولة، هي وثيقة مبادئ الخمسين، التي وجّه بها صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، واعتمدها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، خاصةً فيما يتعلق باعتبار حسن الجوار أساساً للاستقرار، وإرساء منظومة قيم قائمة على الانفتاح والتسامح وترسيخ الأخوّة الإنسانية، ومواصلة العمل على تعزيز المساعدات الإنسانية الخارجية للدولة، والدعوة إلى السِّلم والسلام والحوار لحل الخلافات.
عاشت الإمارات حاضنةً لكل ما سبق، مبشرةً بكل خير قادم للمنطقة والعالم، عاملةً دون كلل أو ملل على ترسيخ ركائز الازدهار والتعاون، وحل الخلافات بدبلوماسية حكيمة مرنة، وقوة تأثير ملهمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة