عامان على «الفارس الشهم 3» في غزة.. الإمارات ترسم الأمل من قلب الألم
من قلب الألم الذي يعانيه أهل غزة جراء الأوضاع الكارثية الناتجة عن الحرب، تطل عملية "الفارس الشهم 3" لترسم الأمل وتخفف الوجع والمعاناة.
عملية إنسانية إغاثية كبرى تحل اليوم الأربعاء ذكرى عامين على إطلاقها، لتكون بمثابة رسالة أمل تضمّد جراح أهل غزة وتخفف تداعيات الحرب التي انطلقت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي مثل هذا اليوم قبل عامين، وتحديدا في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية "الفارس الشهم 3 " الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ومن رحم تلك العملية الإنسانية الكبرى ولدت عدة مبادرات لدعم أهل غزة، لم تنجع عبرها الإمارات في تأمين استمرارية الدعم الإنساني والإغاثي لقطاع غزة برا وبحرا وجو فقط، بل نجحت في مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم وبثّ الأمل في نفوسهم.
مسميات.. وقيم
جاء بث الأمل من تلك العملية وما تضمنته مبادرات، ليس من نتائجها فقط بل حتى من مسمياتها، التي كانت تحمل الأمل والتفاؤل لأهل غزة.
ففيما تم إطلاق اسم "الفارس الشهم 3" على العملية الإنسانية جاءت المبادرات التي تنضوي تحتها، تحت اسم "طيور الخير"، قافلة "الحياة والأمل"، مشروع "شريان الحياة"، تكية الخير، برنامج "جولة أمل"، وبرنامج "أجاك الخير".
أسماء مبادرات إماراتية إنسانية عدة لدعم غزة.
آثرت الإمارات عبر تلك المبادرات أن تجسد قيم ديننا الحنيف ومبادئ الإخوة الإنسانية والقيم الإماراتية الأصيلة، وأن ترسخ مكانتها كعاصمة عالمية للخير والإنسانية.
مدلولات ودلالات أسماء المبادرات تؤكد أن اختيارها لا يأتي من فراغ بل يحمل رسائل مهمة تعبر عن قيم ومبادرات عاصمة الخير والإنسانية.
ومن رحم العملية الإنسانية الكبرى "الفارس الشهم3 " ولدت عدة مبادرات لدعم أهل غزة، نجحت عبرها الإمارات في تأمين استمرارية الدعم الإنساني والإغاثي لقطاع غزة برا وبحرا وجوا، إذ سيرت جسرا جويا لنقل المساعدات الإغاثية والطبية، إلى جانب نقلها عبر القوافل البرية والسفن، وافتتحت مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية، وأقامت محطات لتحلية المياه لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب، وكذلك وفرت وشغلت الأفران الآلية والمطابخ لتوفير الخبز والوجبات في غزة.
أيضا تحت مظلة مبادرة "الفارس الشهم 3"، تم إطلاق مبادرة "طيور الخير" في 28 فبراير/شباط 2024، لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات فوق المناطق المعزولة التي يتعذر الوصول إليها شمال القطاع.
مبادرات رسمت ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسارٍ توثّقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكّده لغة الأرقام، حيث بلغ إجمالي المساعدات الإنسانية التي تم تقديمها منذ بدء عملية "الفارس الشهم3" في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى اليوم نحو 100 ألف طن، بتكلفة 2.57 مليار دولار.

مبادرات شاملة
الأمر الثاني التي كانت يميز تلك العملية الإنسانية الكبرى هو شموليتها، للجميع الكبار والصغار، الرجال والنساء والأطفال، ذوي الهمم والمرضى.
ورغم أن المبادرات الإماراتية الإنسانية لدعم جميع الفئات في غزة لم تتوقف منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلا أن الإمارات كثفت تلك الجهود، عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كثفت عملية الفارس الشهم 3 دعمها لذوي الهمم مع اقتراب فصل الشتاء، حيث قامت بتوزيع الملابس الشتوية عليهم.
أيضا لم تنسى عملية الفارس الشهم 3 أيتام غزة، فوقفت إلى جانبهم تساندهم وتخفف عنهم الألم، وقدّمت لهم طرودًا غذائية ، نظمت لعم فعاليات ترفيهية، في موقف يجسد أصالة الموقف الإنساني الإماراتي وعمق التضامن مع من فقدوا أحبائهم.

كل المناسبات
أيضا حرصت عملية الفارس الشهم 3 على مشاركة أهل غزة كل مناسباتهم، شهر رمضان، الأعياد، النجاح والتفوق، في لفتات كان لها آثرها على أهل غزة.
وقبل 3 أسابيع، حرصت الإمارات عبر عملية «الفارس الشهم 3» على رسم البسمة على قسمات وجوه متفوقي غزة في الثانوية العامة.
ونشر حساب المبادرة الرسمي على موقع «إكس»، مشاهد لمشاركة فرق «الفارس الشهم 3» طلبة الثانوية العامة الناجحين في غزة وذويهم فرحتهم بالتفوق الذي انتزعوه وسط ظروف الحرب القاسية، وقدمت لهم هدايا تحمل رسالة دعم وتشجيع على مواصلة مسيرتهم التعليمية رغم الظروف القاسية التي عانوا منها.
وقدم الطلاب المتفوقين ومنهم بكر الوليد ويوسف العطار وزينب الصالحات الشكر للإمارات وعملية الفارس الشهم 3 على تلك اللفتة الإنسانية الدعمة لهم ولمستقبل بلادهم.
أيضا خلال شهر رمضان، نجحت الإمارات عبر عملية "الفارس الشهم 3" في إعادة أجواء البهجة الرمضانية لأهل القطاع، رغم معاناتهم الشديدة جراء تداعيات الحرب.
وخلال شهر رمضان، كثفت دولة الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي لأهل غزة، للتخفيف من معاناتهم خلال الشهر الكريم.
وجنبا إلى جنب مع الدعم الإنساني والإغاثي، حرصت الإمارات على بث الأمل وإعادة أجواء البهجة التي تميز الشهر الكريم لأهل القطاع، عبر مبادرات ولفتات إنسانية ملهمة.
حيث توشحت الخيام والمنازل وركامها بزينة الشهر الكريم وأعلام فلسطين وفوانيس رمضان التي حرصت فرق عملية "الفارس الشهم 3" على إهدائها لأهل غزة، مع المصاحف والتمور، والطرود الغذائية، لتعلو أصوات الجميع بالشكر والامتنان للإمارات وقيادتها على مبادراتها.
أيضا حرصت عملية "الفارس الشهم 3" على تنظيم برامج مسابقات يومية، يتم خلالها توجيه أسئلة دينية وثقافية لأهل القطاع في الطرقات والخيام وتقديم مصاحف وهدايا فورية للفائزين، جنبا إلى جنب مع فعاليات ترفيهية ترسم الفرحة والابتسامة على وجه الأطفال والكبار، من أبرزها برنامج "جولة أمل"، وبرنامج "أجاك الخير".
