المريخ ومحاولات وصول ناجحة من المرة الأولى.. الإمارات تقترب من الحلم
تقترب الإمارات من حلم الوصول إلى المريخ، الكوكب القاسي الذي لم تنجح سوى 4 دول في اقتحامه، لتصبح حال دخول "مسبار الأمل" مداره خامسها.
ومن المفترض أن يصل "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ يوم 9 فبراير في تمام الساعة 7:42 مساء بتوقيت الإمارات (4:42 مساء بتوقيت جرينتش)، ليصبح أول مهمة تصل إلى الكوكب الأحمر في عام 2021، لجمع المزيد من المعلومات عن طقسه وغلافه الجوي.
حال نجاح المهمة الإماراتية، ستصبح الدولة الخليجية التي تحتفل هذا العام بذكرى قيام اتحادها الخمسين، خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق ووكالة الفضاء الأوروبية والهند.
مسبار الأمل ليس الوحيد الذي يزور المريخ خلال شهر فبراير/شباط، إذ من المفترض أن تصل مهمة "تياونوين-1" إلى الكوكب المعروف اصطلاحا بـ"إله الحرب"، لتصبح الصين سادس دولة في العالم تصل إليه.
الولايات المتحدة التي سبق ونجحت في اجتياز مدار المريخ واستكشافه جزئيا، تصل مركبتها الفضائية "المريخ 2020" إلى الكوكب الأحمر خلال فبراير أيضا، ليحتضن جار الأرض 3 مهمات لكل منها وظيفة مختلفة.
ورغم إرسال عشرات المهمات والمركبات الفضائية إلى المريخ سابقا، فإن أغلب الدول لم تنجح من المرة الأولى باستثناء الهند التي كسرت القاعدة، وإذا نجح مسبار الأمل في دخول مدار الكوكب اليوم ستنضم الإمارات إليها، في إنجاز عالمي مبهر.
نجاح من المحاولة الأولى
بدأت رحلة الإنسان مع استكشاف المريخ في ستينيات القرن الماضي، ورغم مرور 5 عقود على محاولات الصعود إلى الكوكب الأحمر فإن أول دولة تنجح في المناورة المعقدة واجتياز مداره من المحاولة الأولى كانت الهند عام 2014.
وتكللت مهمة الهند بإرسال مسبار "مانجاليان" إلى المريخ بالنجاح من المحاولة الأولى، لتتخطى منافساتها الولايات المتحدة وأوروبا والاتحاد السوفيتي سابقاً وتحقق إنجازا تاريخيا.
رحلة المسبار الهندي "مانجاليان" إلى المريخ انتهت بالنجاح بعدما أكمل 98% من رحلة مدتها 300 يوم ومسافتها 666 مليون كيلومتر تقريبا، ثم إجراء مناورة "تقليص سرعة" دقيقة سمحت بأن تلتقطه جاذبية كوكب المريخ.
المهمة الهندية، التي أطلقت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 بتكلفة منخفضة بلغت 74 مليون دولار، استطاعت استكشاف ميزات سطح المريخ ومعادنه وغلافه الجوي.
سبق المسبار الهندي عشرات المحاولات التي بدأت منذ عام 1964، عندما أطلقت الولايات المتحدة المركبة الفضائية الروبوتية "مارينر 4"، لكنها فشلت في عبور مدار الأرض.
أولى المحاولات الناجحة لعبور مدار المريخ، وإن لم تكن من المحاولة الأولى، سجلها التاريخ مطلع القرن الحادي والعشرين عبر مهمة "مارس أوديسي" 2001 التي أطلقتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).
والمهمة كانت عبارة عن قمر صناعي مداري أطلق في 7 أبريل 2001، ويقع حاليا على ارتفاع 2400 ميل تقريباً فوق سطح المريخ، ويحمل الرقم القياسي كأطول مركبة فضائية تدور حول الكوكب الأحمر.
وكانت مهمة المركبة الأمريكية هي العثور على دليل على وجود المياه على سطح الكوكب باستخدام مقياس الطيف والتصوير الحراري.
منذ عام 2001 حتى 2018 نجحت 8 مهام فقط تتبع دول عدة في الوصول إلى المريح، وأسهمت جميعها في تكوين صورة واضحة عن طبيعة الكوكب الغامض، وتناول بعضها دراسة طقسه والأخرى تضاريسه وقسم آخر تربته.
مسبار الأمل
الثلاثاء 9 فبراير/شباط، تكتب الإمارات فصلا جديدا من تاريخ استكشاف المريخ، وتنضم إلى مصاف الكبار في اختراق "الكوكب الأحمر" حال نجاح مسبارها "الأمل" في الدخول إلى مدار الكوكب القاسي غير المتوقع.
ولم يسبق الإمارات في هذا الإنجاز سوى الهند التي أولجت مسبارها إلى مدار المريخ من المحاولة الأولى، والولايات المتحدة ممثلة في وكالة ناسا، التي أرست أول مركبة هبوط آلي مصممة لدراسة باطن كوكب آخر سالمة على سطح المريخ في نوفمبر 2018.
على عكس مشروعي المريخ الآخرين، "تياونوين-1" الصيني و"المريخ 2020" الأمريكي، لن يهبط المسبار الإماراتي على الكوكب الأحمر، بل سيدور حوله لمدة عام مريخي كامل أي ما يعادل 687 يوما.
بعثة الإمارات إلى كوكب المريخ مجهزة بأحداث الأدوات العلمية، وتركز في المقام الأول على وضع أول خريطة طقس عالمية للمريخ.
ورغم أن مسبارات سابقة رسمت صورة للغلاف الجوي لكوكب المريخ بمسح أجزاء الكوكب في أوقات محدودة من اليوم، فإن المدار الإهليلجي الضخم الذي سيتخذه "مسبار الأمل" سيمكنه من مسح أجزاء كبيرة من المريخ في ظروف النهار والليل، ليغطي تقريباً الكوكب بأكمله في كل 55 ساعة من إكماله لدورته.
كاميرا المسبار الإماراتي ذات الضوء المرئي وجهاز الطيف ذي الأشعة تحت الحمراء تستطيع دراسة غيوم المريخ، والعواصف الترابية في الغلاف الجوي السفلي. كما يرصد جهاز طيف المسبار ذو الأشعة فوق البنفسجية الغازات في الغلاف الجوي العلوي.
ومن المقرر أن يتتبع "مسبار الأمل"، خلال مهمته التي تستغرق عامين، تغيرات الطقس اليومية والمواسم المتغيرة، وكذلك المساعدة في الإعداد للمهام البشرية المستقبلية، ويساعد على فهم الظروف التي جعلت الهيدروجين والأوكسجين يتسربان نحو الفضاء من الغلاف الجوي للمريخ، وهذا يمكن أن يساعد العلماء على فهم مناخ المريخ وأسباب زوال غلافه الجوي السميك.
أول مركبة هبوط آلي
نجحت الولايات المتحدة بإرسال مركبات الى المريخ منذ عام 2001 بعد العديد من المحاولات الفاشلة التي بدأتها في ستينات القرن الماضي، لكن التاريخ يحفظ لها نجاحا آخر لم تحققه أي دول قبلها، وهو إطلاق كأول مركبة هبوط آلي مصممة لدراسة باطن كوكب آخر سالمة على سطح الكوكب.
وفي نوفمبر 2018، هبطت المركبة "إنسايت"، التي أطلقتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، كأول مركبة هبوط آلي مصممة لدراسة باطن كوكب آخر، سالمة على سطح المريخ.
مركبة الهبوط الآلي InSight Lander أطلقت في مايو 2018، وكانت محملة بأدوات لرصد الاهتزازات الزلزالية التي لم يسبق قط رصدها سوى على كوكب الأرض.
المشروع الذي كان مقررا إطلاقه في شهر مارس عام 2016 وتأجل حتى 2018 إلى حين الانتهاء من تعديل نظام قياس الزلازل الذي سيحمله، وضع مركبة غير متحركة مجهزة بمقياس الزلازل ومجس للحرارة (الباطنية) المتدفقة على سطح المريخ لدراسة التطورات الجيولوجية السابقة للكوكب.
الهدف الأساسي من هبوط المركبة "إنسايت" على سطح الكوكب هو دراسة قلب المريخ، بهدف مراقبة أي نشاط زلزالي محتمل على سطحه؛ لفهم أفضل لكيفية تكوين الكواكب الصخرية مثل الأرض والزهرة وعطارد.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA=
جزيرة ام اند امز