تُعد دولة الإمارات واحدة من الدول الرائدة في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية، حيث كانت دائمًا في طليعة الدول التي تمد يد العون والمساعدة وتسعى نحو تنفيذ المبادرات الإنسانية.
وقد طالبت مرارًا بوقف الحرب بسبب تداعيات الأحداث التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حيث سعت الدولة عبر جهودها الدبلوماسية وحضورها في المنصات الدولية لحشد المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، ومحاولة إحلال السلام، حمايةً للآلاف من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء الذين راحوا ضحية هذه الحرب.
وحماية للمدنيين في قطاع غزة الذي يعاني من أزمات إنسانية متكررة نتيجة النزاعات المستمرة والحصار المفروض على المنطقة.
تعكس جهود دولة الإمارات في هذا المجال التزامها العميق بالقضايا الإنسانية ودعمها للشعب الفلسطيني، وتعكس أيضًا سياستها الخارجية التي تركز على تعزيز السلام والتنمية في المنطقة.
بدأت دولة الإمارات بتقديم المساعدات لقطاع غزة منذ سنوات طويلة، حيث كانت تستجيب للأزمات الإنسانية الناتجة عن الحروب والنزاعات.
ومنذ عام 2005، قامت دولة الإمارات بتنفيذ العديد من المشاريع الإنسانية والتنموية، بدءًا من توفير المساعدات الغذائية والدوائية، وصولًا إلى إعادة بناء البنية التحتية.
تعتبر المساعدات الغذائية من أبرز أشكال الدعم التي تقدمها دولة الإمارات لقطاع غزة، حيث يتم إرسال شحنات من المواد الغذائية الأساسية لتلبية احتياجات الأسر المتضررة.
كما تقدم دولة الإمارات الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات والمراكز الصحية في غزة، مما يسهم في تحسين الظروف الصحية للمرضى والمصابين.
تواصل دولة الإمارات تأكيد دورها الريادي في دعم القضايا الإنسانية في قطاع غزة، وقد استنفرت جهودها الإنسانية من خلال "عملية الفارس الشهم 3".
هذه العملية التي انطلقت استجابةً للأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، حيث جسدت هذه المبادرة قيم روح العطاء الإماراتية عبر المساعدات الإغاثية والطبية التي قدمتها دولة الإمارات دعمًا للأشقاء الفلسطينيين.
كما وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق الشامل مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
وتقدم عملية الفارس الشهم 3 المساعدات الإنسانية للنازحين في القطاع، وأبرزها طرود الطعام، والتكيات والخيام، والمياه، في خطوة إنسانية هدفها التخفيف عن النازحين والمهجرين، ومحاولة دعمهم للتخفيف عنهم في ظل هذه الأوضاع الصعبة، امتثالًا لنهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - ونهج دولة الإمارات منذ تأسيسها في نصرة الدول والشعوب المتضررة.
وقد احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربيًا في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة خلال عام 2024، مما يعكس نهج دولة الإمارات الثابت في دعم الشعب الفلسطيني. إذ وجه رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، باستضافة ألف طفل من الأطفال الجرحى الفلسطينيين و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.
كما أكد رئيس دولة الإمارات في "قمة القاهرة للسلام" أن الأولوية القصوى والعاجلة خلال المرحلة القادمة هي تقديم الدعم الإنساني للمدنيين في قطاع غزة، وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لمواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية في ظل الوضع الإنساني الخطر في القطاع. مؤكدًا ذلك في تصريحاته في القمة: "إن دولة الإمارات تواصل تكثيف جهودها منذ اندلاع الصراع، سواء عبر الاتصالات الثنائية، أو التحرك داخل مجلس الأمن الدولي، من أجل احتواء الموقف، وتأكيد رفض استهداف جميع المدنيين، واحترام القانون الدولي الإنساني في التعامل معهم، وتوفير الدعم الإنساني من دون عوائق.
وشدد على أن دولة الإمارات لن تدخر جهدًا خلال المرحلة المقبلة من أجل كل ما يدفع الأمور نحو السلام والاستقرار، بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم".
تتسم الأوضاع في قطاع غزة بالتغير السريع، مما يتطلب استجابة فورية من الدول المانحة. وقد أثبتت دولة الإمارات قدرتها على الاستجابة السريعة للأزمات، حيث قامت بإرسال قوافل إغاثية خلال التصعيدات العسكرية أو الكوارث الطبيعية.
تشمل هذه القوافل المساعدات الغذائية، والدواء، والخيام، والبطانيات، وغيرها من المستلزمات الضرورية، كما تعتبر من الدول الداعمة لجهود السلام في المنطقة. فهي تسعى إلى تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وتؤمن بأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية هي جزء لا يتجزأ من تحقيق السلام. من خلال دعمها لقطاع غزة، تهدف دولة الإمارات إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للفلسطينيين.
على الرغم من التحديات، فإن المساعدات الإماراتية قد أحدثت تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على حياة العديد من الأسر في قطاع غزة. فقد ساهمت في تحسين الظروف المعيشية، وتوفير الرعاية الصحية، وتعليم الأطفال، مما يعكس التزام دولة الإمارات بدعم الشعب الفلسطيني.
تظل دولة الإمارات مثالًا يحتذى به في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، حيث تواصل جهودها لدعم قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة وتدهور الوضع الإنساني الحالي.
إن التزامها بالقضايا الإنسانية يعكس قيمها النبيلة ورغبتها في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. من خلال مشاريعها ومبادراتها، تساهم دولة الإمارات في تخفيف المعاناة وتعزيز الأمل في مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني.
إن التزام بالقضايا الإنسانية يعكس قيمها النبيلة ورغبتها في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. من خلال مشاريعها ومبادراتها، تساهم دولة الإمارات في تخفيف المعاناة وتعزيز الأمل في مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة