تتواصل مسيرة الأمجاد لوطن الاتحاد منذ عهد المؤسسين العظماء الذين وضعوا أسس وحدتنا، ووحدوا قلوبنا وضمائرنا على قلب واحد، وهدف واحد، يرتقي بالوطن ويضمن كرامة المواطن.
وتنطلق قيادتنا الحكيمة على طريق تمكين أركان الاتحاد لتبقى الإمارات متجذرة في تاريخها، سائرة بثقة على طريق التطور والازدهار تحت ظل قيادة ضامن مجد الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وإخوانه حكام الإمارات، مؤزَّراً ومحاطاً بولاء شعب الإمارات الذي آمن بحكمة قيادته، وبالمصير المشترك، وبيقينه القائم على بديهية تقول: إن الاتحاد هو حصن الوطن المنيع والمواطن، وأن هذه القيادة الراسخة الأقدام الشامخة البنيان هي ضمانة لمجد الوطن وكرامة المواطن.
نحتفل بالذكرى الرابعة والخمسين لاتحاد الإمارات ونحن أكثر فخراً واعتزازاً بكل ما أفرزته هذه التجربة الوحدوية الأنجح خلال القرن، والأكثر تعبيراً عن آمال الشعب، والأقدر على تحقيق الطموحات والأهداف، حتى أصبحت الإمارات في غضون نصف قرن ونيف في مصاف أكثر دول العالم تحضراً وتقدماً، وحتى أصبح اسم الإمارات فحسب يبعث على الفخر والشرف والتسامح ليس على الصعيد العربي والإقليمي فحسب، بل وعلى مستوى العالم.
لقد أنعم الله على الإمارات بقائد تتجلى في شخصيته أصالة الماضي، وتلوح على محياه الطاهر أمارات الرجولة والبطولة، وتظهر في سجاياه تواضع عظام القادة الكرام، وتفوح من مسيرته حقائق الإنجازات والمواقف الشجاعة، وتتبدى على طلته جسارة الأسود وشجاعة البواسل، وتشع من عينيه أنوار الأمل والتحدي والإصرار، ويثبت كل يوم أنه رجل الماضي وأساس الحاضر وأمل المستقبل لهذا الوطن، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الإنسان الذي تتواضع الكلمات في حضرته، والقائد الذي تنحني البطولات في بلاطه، والرجل الذي تتكسر على صخوره وطوده الشامخ كل أشكال الأطماع بوطن السلام وبشعبه الآمن.
قائد بمقام ومكانة محمد بن زايد آل نهيان تخجل العبارات والبلاغة والبيان من تبيان مكانته في قلوب أبناء الشعب الإماراتي وعلو قدره على امتداد الأمتين العربية والإسلامية، وسمو وعظمة هيبته لدى شعوب العالم ودوله، وهذه السجايا هي التي ترسخ الطمأنينة والأمان في قلب كل إماراتي وإماراتية، وتجعلهم في أسمى معاني السكينة والاطمئنان على حاضرهم ومستقبل أبنائهم، وقوة وطنهم واستقراره وازدهاره.
في عيد الاتحاد الرابع والخمسين يسمو اتحادنا كحصن وسياج منيع، يزرع في قلوبنا الأمان، ويواصل مواكب البناء، من أجل حاضر الوطن ومستقبله، ومن أجل تمكين أركان الإمارات والصعود بها إلى آفاق التفوق والتميز والفرادة، وطن لا حدود لحلمه ولا آفاق لطموحه.
لقد أصبحت الإمارات أيقونة السلام العالمية التي تشع أنوار الحوار والتقاء الحضارات وتفاهم الشعوب وتعاون الإنسانية من أجل صون وتعزيز سلام البشرية، ساعية بكل طاقتها لإحلال السلام العالمي وترسيخه، ومواجهة الساعين إلى تعكير الصفو والسلام العالميين، والزج بكل إمكاناتها لإطفاء نيران الحروب والنزاعات المشتعلة على امتداد خارطة العالم، وتسعى بكل وفاء وإخلاص وتفانٍ إلى بسط مظلة الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة والرفاهية الاجتماعية في وطن السلام الإمارات وفي أرجاء العالم كله.
الإمارات المتحدة المتماسكة الراسخة الجذور لا تعترف بالمستحيلات، وقد حملت على كاهلها هدفاً يتمثل في تحقيق الرخاء والعيش الكريم لمواطنيها، ودفع عجلة الإمارات على طريق المدنية والحداثة، وذلك من خلال إطلاق المشاريع التنموية والصناعية وتشجيع البحث العلمي، ورعايته للطاقات المواطنة والشبابية، وتوفير كل سبل الإبداع والتطور والمؤسسات التعليمية الرائدة والتمكين لهم، واختراق آفاق الفضاء.
الإمارات بلد السلام أصبحت منبراً يهدف إلى إحياء قيم الإنسانية النبيلة، وتعزيز روح الأخوة بين بني البشر، عملت وما تزال وستبقى على تشييد جسور التواصل والسلام مع جميع قيادات وشعوب العالم، ونشر ثقافة التسامح، ووقفت مثل الطود الشامخ أمام أفكار التطرف والتشدد والعنصرية والعصبية والشرور بكافة أشكاله، فأصبح الأمل الذي يبعث من الإمارات آيات الطمأنينة والسلام.
وطننا الإمارات يزهو بقائد حكيم، وجيش قوي باسل، وشعب على أعلى مستويات الولاء والإخلاص لقيادته، وراية شامخة بالعز والمنعة والفخر، وبقائد في مقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هو وطن للسلام والمحبة والتحدي والإصرار، وطن للحاضر والمستقبل والاستقرار، ومنارة سلام للعالم.
كل عام وإماراتنا بخير، كل عام وأمل الأمة محمد بن زايد بألف خير وبركة، وكل عام وشعب الإمارات أسعد شعب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة