شهد القاصي والداني بريادة الوطن العزيز دولة الإمارات، في النجاح الباهر باستضافة وتنظيم القمة العالمية للحكومات في دورتها الأخيرة في الفترة من 12 إلى 14 فبراير/شباط 2024.
ومن خلال حسن التنظيم وطرح رؤى وآفاق جديدة استشرفت الفرص والتحديات المستقبلية وأبرز التحديات التي يواجهها العالم في جملة من القضايا الملحة.
كما ناقشت سبل الوصول إلى رؤى مشتركة للارتقاء بالعمل الحكومي وتوثيق التعاون بين حكومات العالم، وتبادل الخبرات والتركيز على قصص ونماذج ملهمة في العمل الحكومي تركت آثاراً إيجابية وأحدثت تغييراً حقيقياً في واقع دولها ومجتمعاتها.
ومن وجهة نظري أرى أن نجاح الوطن في استضافة وتنظيم القمة العالمية للحكومات يعود إلى 5 عوامل؛ أولاً البنية التحتية المتطورة، وثانياً الخبرة في استضافة الفعاليات العالمية، وثالثاً الدعم الحكومي، ورابعاً التكنولوجيا والابتكار، وخامساً التعاون الدولي.
فالمحور الأول تمثل في تميز الوطن ببنية تحتية متطورة وحديثة، بما في ذلك المرافق الفندقية والمراكز الاجتماعية والتجارية المتخصصة، وتوفر هذه البنية التحتية المتطورة البيئة المثلى لاستضافة الفعاليات الكبيرة وضمان سلاسة سير الأعمال.
أما المحور الثاني وهو الخبرة في استضافة الفعاليات العالمية فقد استضافت دولة الإمارات سابقاً العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية الكبرى، مثل الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومعرض إكسبو دبي 2020. وقد أثبتت خبرتها في تنظيم هذه الفعاليات الكبرى جدارتها في استضافة القمة العالمية للحكومات.
كما يتمثل المحور الثالث في الدعم الحكومي، حيث تولي الحكومة وقياداتها الرشيدة المخلصة والوطنية أهمية كبيرة للاستضافة الدولية وتنظيم الفعاليات الكبرى.
كما تقوم بتوفير الدعم اللوجستي والتنظيمي والأمني اللازم لضمان نجاح الفعالية وسلاسة سيرها، أما المحور الرابع فهو التكنولوجيا والابتكار، حيث تعتبر دولة الإمارات واحدة من الدول الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار، وتسعى جاهدة لتعزيز الحكومة الذكية وتطوير الحلول التقنية المبتكرة، وتستخدم التكنولوجيا بشكل واسع في تنظيم الفعاليات الدولية، مما يسهم في تحسين تجربة المشاركين وتسهيل الاتصال والتفاعل.
أما المحور الخامس وهو التعاون الدولي، حيث تتمتع دولة الإمارات بشبكة واسعة من العلاقات الدبلوماسية والتعاون الدولي، وتستغل هذه العلاقات في استضافة القمة العالمية للحكومات، وتعمل على تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات والمعرفة في مجال الحكومات الذكية، مما يسهم في جذب مشاركين رفيعي المستوى من مختلف الدول.
وتأكيداً لنجاح دولة الإمارات في استضافة القمة العالمية للحكومات، يمكن أن نستشهد بعدد من الأمثلة. في عام 2019، استضافت الإمارات الدورة الرابعة للقمة في دبي، حيث شارك فيها أكثر من 4000 مشارك من 140 دولة، وتم تنظيم الفعالية على أعلى مستوى من الاحترافية، وتم تقديم مجموعة واسعة من الجلسات والمحاضرات وورش العمل التفاعلية التي تغطي مختلف جوانب التحول الرقمي للحكومات.
ونجاح الوطن في استضافة وتنظيم القمة العالمية للحكومات: إنجاز تاريخي يعكس مكانة الدولة الريادية على الساحة الدولية وله العديد من التأثيرات الإيجابية نلخصها في 3 نقاط هي أولاً تعزيز سمعة الدولة، حيث سيعزز هذا النجاح سمعة دولة الإمارات كمركز عالمي للحوار والنقاش حول التحديات والقضايا العالمية.
وثانياً: جذب المزيد من الاستثمارات، حيث سيُسهم هذا النجاح في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الدولة، وثالثاً: تعزيز التعاون الدولي، حيث تسهم القمة في تعزيز التعاون الدولي بين الدول في مختلف المجالات.
أخيراً، يُعد نجاح الوطن في استضافة وتنظيم القمة العالمية للحكومات إنجازًا تاريخيًا مهمًا، يعكس مكانة الدولة الريادية على الساحة الدولية، وسيُؤدي هذا النجاح إلى العديد من التأثيرات الإيجابية على الدولة، ويُشكل دافعًا نحو مزيد من التقدم في مختلف المجالات.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات استضافت ونظمت قمة الحكومات العالمية في 12- 14 فبراير/شباط 2024، وضمت القمة العالمية للحكومات في دورتها الحالية 6 محاور رئيسية، و15 منتدى عالمياً بحثت التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، تحدث فيها 200 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة