شهداء الوطن اليوم في رحمة الله، سجلوا لأنفسهم تاريخا ناصعا بعد أن أدوا الأمانة بكل صدق.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، وهنا تعظيم لمكانة الشهيد الذي منحه الله هذه الدرجة تكريماً له.
إن بلوغ الأهداف الكبيرة يتطلب تضحيات، والتضحية بالنفس وبذل الروح في سبيل الوطن وصون العرض أنبل الغايات وأشرف المقاصد.
إن يوم الشهيد في الإمارات يعد من الأيام التاريخية الاستثنائية للشيهد وأهله.
شهداء الوطن اليوم في رحمة الله، سجلوا لأنفسهم تاريخا ناصعا بعد أن أدوا الأمانة بكل صدق، وكانوا الدرع المتينة التي أبعدت الخطر عن بلادنا ومنطقتنا
إن قرار سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن يكون 30 من نوفمبر من كل عام يوما للشهيد، هو تقدير ووفاء من الدولة وقياداتها، وردّ للجميل لأولئك الذين ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن الوطن، وحفاظاً على عزته وكرامته؛ لتظل راية الإمارات خفاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم، سواء كانت مدنية أو عسكرية أو إنسانية داخل الدولة أو خارجها، ولتبقى إنجازاتهم وذكراهم حافلة وعطرة ومسجلة في تاريخ بلادنا.
ويسطر هذا اليوم أجمل صور التلاحم بين القيادة والشعب.
والشعب الذي يملك هذه التضحية يحق له النصر والبقاء؛ لأن كل الأمم تفتخر بشهدائها وتعتبرهم أيقونة التميز والخير الذي لا يزول، فرسالة الشهيد تحمل في طياتها كل معاني الشرف والآباء، وتضرب أروع الأمثلة في التضحية.
إن شهداء الوطن اليوم في رحمة الله، سجلوا لأنفسهم تاريخا ناصعا بعد أن أدوا الأمانة بكل صدق، وكانوا الدرع المتينة التي أبعدت الخطر عن بلادنا ومنطقتنا.
الشهداء ضربوا لنا أروع الأمثلة على العطاء والولاء والانتماء للوطن والقيادة الرشيدة والأمة بأكملها.. الشهيد كالشمعة التي تحترق وتفنى لتضيء الطريق للآخرين.
الشهيد يصنع مجد الأمة وكرامتها، ويُحلق بالأوطان إلى أعلى المراتب، فمن يُقدم دمه فداءً، يُخيف الأعداء حتى وإن رحلت روحه إلى جوار ربه؛ لأنه يرسل رسالة واضحة إلى أعدائه بأن الشهيد سيتلوه شهيد، وأن النفوس العظيمة تأبى الذل والمهانة وتبحث عن عزتها.
نجد أن مكانة الشهيد في الإسلام أن الله جعله مع النبيين والصديقين، كما أن من إكرام الله عز وجل للشهيد شفاعته لأهله، حتى ورد أنه يشفع لسبعين من أهل بيته.
إن شجاعة الشهيد وإقدامه دليل على قوة الإيمان بالله، وأن الله سبحانه وتعالى رفعه في مكانة رفيعة، وجعل للصابر على فراق الشهيد منزلة حسنة في الدنيا والآخرة؛ تقديرا للشهيد وأهله.
ولا ننس المقولة الشهيرة الباقية في الأذهان والتاريخ للوالد المؤسس الشيخ زايد: "إن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي".. حدث ذلك عندما لبى نداء مصر في حرب أكتوبر ضد الصهاينة بقطع البترول عن الغرب. إن ذلك يدل على أن مكانة الشهيد العربي عند الشيخ زايد رحمه الله، كبيرة وخاصة.
يجب أن نتذكر دور أم الشهيد صاحبة أفضل عطاء، وأن نستلهم منها البذل والتضحية لأجل الوطن، ويحق لأهل الشهيد جميعا في هذا اليوم أن يفخروا، وأن يُورَّث هذا الفخر لأبنائكم وللأجيال المقبلة.
أتذكّر أبياتا في يوم الشهيد:
يا شهيـداً أنـت حـيٌّ
ما مضى دهرٌ وكانـا
ذِكْرُكَ الفـوّاحُ يبقـى
في دِمانـا ما حيينـا
أنـت بـدرٌ سـاطـعٌ
ما غابَ يوماً عن سمانا
وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول
هنيئا لشعب الإمارات بقيادتنا الاستثنائية، وهنيئا للشهداء الخالدين، وهنيئا لأهل الشهيد بهذا اليوم الوطني الذي يعلي مكانتهم في أنفسنا، ويخلدهم في ذاكرة الوطن والقيادة والشعب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة