وزارة التغير المناخي.. الإمارات تسبق بخطوة
تؤكد دولة الإمارات رؤيتها الثاقبة وحسن تخطيطها يوما تلو الآخر، مستشرفة المستقبل ومستعدة لمستجداته بأجندة خلاقة، وتخطيط مدروس.
وخير دليل على ذلك استحداث دولة الإمارات، وزارة التغير المناخي قبل أكثر من 5 سنوات، لتسبق الجميع بخطوة وتضرب للعالم أروع مثال على حبها وحرصها على سلامة الكوكب وحماية وتنمية مدخراته.
ومع انطلاق فعاليات قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ في غلاسكو "كوب 26"، تصدرت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية المشهد باعتبارها المسؤولة عن الملف وصاحبة اليد البيضاء في عشرات الإنجازات التي تحد من الآثار الكارثية لتغير المناخ.
وانطلقت فعاليات "كوب26" COP26 بغلاسكو، الأحد، وهي أكبر قمة مناخية على الإطلاق تسعى لإنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ.
وتعد قمة الأمم المتحدة للمناخ، التي يحضرها قادة من جميع أنحاء العالم وتستمر حتى 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، الأمل الأخير والأفضل لحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس.
"العين الإخبارية" تسلط الضوء على وزارة التغير المناخي والبيئة، وإنجازاتها وجهودها الخلاقة لتصبح الإمارات رائدة في هذا الملف.
تاريخ وزارة التغير المناخي الإماراتية
وتعد وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية امتدادا لمشروع ورؤية ثاقبة بدأت قبل 41 عاما بتدشين لجنة مسؤولة عن البيئة.
ووفقا لما أورده موقع الوزارة الإماراتية، فإن مسيرة العمل البيئي في دولة الإمارات بدأت قبل 4 عقود وشهدت طوال تلك الفترة تطورات مهمة على الصعيد المؤسسي.
البداية كانت بتدشين اللجنة العليا للبيئة في الإمارات عام 1975، ثم تحولت إلى الهيئة الاتحادية للبيئة في عام 1993 ثم وزارة البيئة والمياه عام 2006.
وعكست هذه التطورات مراحل الاهتمام الإماراتي بالقضايا البيئية محلياً ودولياً من جهة، وتطور النظرة إلى قيمة البُعد البيئي في التنمية الشاملة بدولة الإمارات من جهة أخرى.
إضافة ملف التغير المناخي للوزارة جاءت في عام 2016، وهو يُمثّل محطة مهمة في هذه المسيرة، ويعزز الجهود الوطنية الإماراتية الخاصة بالتعامل مع قضايا التغير المناخي لحماية مصالح دولة الإمارات على المستوى الدولي.
أيضا أحد أهداف إضافة هذا الملف المهم لأعمال الوزارة هو الحد من تداعيات التغير المناخي على النظم البيئية والاقتصادية على المستوى المحلي، عبر اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات الوقائية والسياسات للحد من المخاطر المرتبطة بالمناخ والتكيف مع آثاره.
وتهدف المؤسسة الإماراتية إلى تطوير الجهود الوطنية في كافة المجالات ذات الصلة باختصاصاتها لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة والارتقاء بالمكانة المرموقة للدولة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
يأتي ذلك من خلال تعزيز الشراكات القائمة وبناء شراكات جديدة مع كافة أصحاب المصلحة في القطاعين الحكومي والخاص، مستندة في ذلك إلى رؤية وفلسفة قيادة الإمارات الرشيدة، والمكتسبات التي تحققت طوال السنوات الماضية.
"ريادة بيئية لتنمية مستدامة" عنوان يلخص رؤية وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية، التي تتضمن فحوى رسالتها العمل مع "شركائنا لحماية البيئة والمحافظة على مواردها وتنميتها واستثمارها بكفاءة لضمان استدامتها".
وتشمل القيم التي تسعى الوزارة الإماراتية لترسيخها: السعادة، الابتكار، التكامل، وأخيرا الريادة.
أما الأهداف الاستراتيجية لوزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية فتضمن:
- تعزيز الصحة البيئية والتحول إلى الاقتصاد الأخضر.
- استدامة النظم الطبيعية.
- تعزيز التنوع الغذائي وضمان استدامته.
- الحد من تداعيات التغير المناخي بما يدعم أولويات التنمية الاقتصادية في الإمارات.
- تعزيز إنفاذ التشريعات البيئية.
- ترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي.
- ضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية.
أهداف التنمية المستدامة في الإمارات
التغير المناخي ليس مجرد وزارة في الإمارات، بل هو أحد أهداف التنمية المستدمة الــ17 التي صممتها الدولة لتشكل "خارطة طريق لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة لكافة البشر".
وأهداف التنمية المستدامة في الإمارات هي تلك التي وضعتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 والمراد تحقيقها بحلول عام 2030، وهي جزء من قرار للأمم المتحدة يسمى "جدول أعمال 2030".
وتركز الإمارات على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن ضمنها "العمل المناخي" الهدف رقم 13، رغبة في الوصول إلى الطاقة النظيفة والأنظمة البيئية السليمة.
تعزيز جهود الإمارات للتعامل مع قضية التغير المناخي ترجمته وزارة التغير المناخي والبيئة من خلال الخطة الوطنية للتغير المناخي 2050 التي اعتمدها مجلس الوزراء في يونيو 2017، والبرنامج الوطني للتكيف المناخي الذي اعتمدته الدورة الأولى للاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات في شهر سبتمبر 2017.
أيضا تضمنت جهود الإمارات في هذا الشأن إطلاق استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، ومبادرة ملتقى تبادل الابتكارات بمجال المناخ (كليكس)، وغيرها من السياسات والبرامج ذات الصلة.
التزام الإمارات وريادتها في مجال التغير المناخي ليس مجرد شعارات بل دعمته العديد من القرارات، آخرها وأهمها كان في 7 أكتوبر باٌلإعلان عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، لتكون بذلك أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن قبل ذلك، اتخذت الإمارات خطوات مهمة للعمل من أجل المناخ استمرت عقودا، وبدأتها بالانضمام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، وتبني مجموعة كبيرة من التشريعات وتطبيق إجراءات تهدف إلى خفض الانبعاثات وتقديم الحلول المستدامة.
ومنذ انضمامها لاتفاق باريس للمناخ 2015 كأول دولة في المنطقة، تبنت الإمارات متمثلة في وزارة التغير المناخي، نموذجاً رائداً يقوم على تحويل كافة التحديات إلى فرص نمو، وضمان تحقيق توازن شامل بين استمرارية النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
إنجازات الإمارات في ملف التغير المناخي
على أرض الواقع وعبر وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية، كانت لمسات الإمارات في ملف تغير المناخ جلية محليا وإقليميا ودوليا، من خلال تنفيذ عشرات المبادرات وتوقيع العديد من الاتفاقيات للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية البرنامج الوطني للتكيف مع تغير المناخ، بهدف تقييم المخاطر التي يمثلها التغير المناخي على القطاعات الرئيسة (الطاقة، والبنية التحتية، والبيئة، والصحة)، وحددت أهم المخاطر التي تواجهها تلك القطاعات ومتطلبات وآليات تعزيز مرونتها للتكيف مع هذه التداعيات.
الوزارة الإماراتية أطلقت أيضا مشروع "شبكة الإمارات لأبحاث المناخ"، الذي تعمل على تفعيله لتمثل منصة متكاملة لأبحاث المناخ في منطقة الشرق الأوسط بالتعاون مع العديد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية في المنطقة.
الهدف واضح: توفير دراسات علمية توضح طبيعة تأثر المنطقة حاليا ومستقبلاً بالتغير المناخي، ومتطلبات التكيف مع تداعيات هذا التغير، وتعزيز تبادل التجارب الناجحة في مجال العمل المناخي وبالأخص بعد الإعلان عن مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
توليد الطاقة النظيفة أحد أهم أهداف الإمارات لكوكب أخضر أمن، وسعت لتحقيقه من خلال امتلاكها أكبر 3 محطات لتوليد الطاقة الشمسية، ومحطة لتشغيل الطاقة النووية السلمية.
واتخذت الإمارات خطوات مهمة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة في كافة القطاعات الاقتصادية، بهدف الوصول إلى تحقيق انخفاض بنسبة 23.5% عن الوضع الاعتيادي للأعمال لعام 2030، وهو ما يعادل خفضاً مطلقاً للانبعاثات بنحو 70 مليون طن.
ولتخفيف حدة التغير المناخي، تلتزم دولة الإمارات بموجب رفع سقف المساهمات المحددة وطنياً بتطوير وزيادة حصة الطاقة النظيفة المحلية لتصل إلى قدرة إنتاجية 14 جيجا وات بحلول العام 2030، مقارنة بـ 100 ميجاوات فقط في العام 2015.
إلى جانب التزام الإمارات ضمن رفعها لسقف مساهماتها المحددة وطنياً بالاستمرار في جهود الحفاظ على النظم البيئية الساحلية، ومشروع الكربون الأزرق عبر زراعة ملايين الأشجار، ومنها أشجار القرم التي من المخطط زراعة 30 مليون شتلة منها لغاية 2030.
كما تلتزم بالاستمرار في منظومة اعتماد نظم الزراعة المستدامة والذكية مناخياً، والتوسع في جهود خفض مستويات هدر الطعام وتعزيز سلوكيات الإنتاج والاستهلاك المستدامين.
وبهذا تعد الإمارات أول دولة رائدة إقليمياً في موارد الطاقة البديلة، وأول دولة تستخدم الطاقة النووية السليمة للنشاط الصناعي، وأيضاً تمتلك أكبر بصمة بيئية بحسب التصنيف العالمي؛ سعيا منها إلى تعزيز مبادئ الإنتاج والاستهلاك المستدامين بكل القطاعات.
أيضا بفضل جهود الإمارات الخلاقة في هذا الملف أصبحت ضمن العشرين دولة الأوائل عالمياً في المؤشرات الثمانية الخاصة في التغير المناخي والبيئة في عام 2020، ما يدل على أن الجهود الإماراتية كان لها مردود واضح على المستوى العالمي.
وبانعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو لم تتخلف الإمارات عن الركب وشاركت بوفد رفيع المستوى، ترأسه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات.
وتلعب الإمارات دوراً محورياً في التواصل مع قادة العالم والوفود المشاركة في القمة، بشأن التعامل مع تداعيات تغير المناخ والحد منها.
وتوجت الإمارات ملامح اهتمامها بملف المناخ، خلال القمة، بعرضها استضافة مؤتمر الأطراف "COP 28" في عام 2023.
وعلق الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "نتطلع إلى التعاون مع المجتمع الدولي للوصول إلى اقتصاد منخفض الكربون يضمن حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى خلق فرص اقتصادية دائمة".
ومثلما كانت، ستبقى الإمارات شريكاً ملتزماً لدعم جهود العالم في الحد من آثار تغير المناخ، وإيجاد حلول مناخية عملية شاملة من شأنها تحقيق نمو اقتصادي مستدام.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMjE0IA==
جزيرة ام اند امز