المتابع للمشهد يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن إيران هي العامل المشترك الأكبر في أزمات العرب، وهي الساعية لإخراجهم من المعادلة تماماً.
تناولت صحف الإمارات في افتتاحياتها اليوم، الغياب العربي عن الأزمات العربية ودور التحالف العربي في تخليص اليمن من المليشيات الحوثية الإيرانية.
فتحْت عنوان "الغياب العربي" قالت صحيفة "الاتحاد"، إن الغياب العربي التام عن الأزمات العربية أمر يستعصي على الفهم.. وهذا ما رأيناه ونراه ماثلاً في الأزمة السورية والاجتماع الثلاثي بشأنها، والذي ضم روسيا وتركيا وإيران، ولم يسجل فيه أي وجود عربي.. والمسألة تجاوزت التدخل الأجنبي العسكري في سوريا إلى التدخل السياسي والدبلوماسي، مع تهميش تام للدور العربي.. وهذا ما حدث في العراق من قبل، إذ كانت هُناك حساسية من أي اشتباك عربي مع أزماته، بينما لا توجد أي حساسية من التدخل الأجنبي.. وهو ما نراه أيضاً في ليبيا.. ولو لم يتدارك العرب أمرهم في اليمن وتحركوا بسرعة لإنقاذ الشعب اليمني، لكان التدخل الأجنبي هو مصير هذا البلد العربي.
- رؤساء تحرير صحف الإمارات: إعلامنا وطني بامتياز
- صحف الإمارات: نظام الحمدين وإيران يتماديان في ميولهما العدائية
وأضافت أن المتابع للمشهد يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك، من أن إيران هي العامل المشترك الأكبر في أزمات العرب، وهي الساعية إلى إخراج العرب من المعادلة تماماً.. حيث فعلت ذلك في لبنان والعراق وسوريا، ولكنها فشلت تماماً في أن تفعل ذلك في اليمن.. ولا ينبغي أن يستمر هذا الأمر، فالعرب في حاجة ماسة إلى استعادة حضورهم في قضاياهم وقضايا العالم كله، واستعادة التضامن والعمل المشترك في محاولة ربما تكون أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
من جانبها، وتحت عنوان "المسألة السورية وفشل النظام العربي" قالت صحيفة "الخيلج" إنه في النظر، كما في الواقع، يسفر غياب الإرادة العربية عن غياب عربي للدور والتأثير، وتتجلى مظاهر ذلك حتى في أشد القضايا العربية حساسية وخصوصية.. آخر تلك المظاهر اجتماع ثلاثي روسيا وتركيا وإيران حول سوريا العربية، أو حول تقرير مصير سوريا وشعبها العربي، فأي فشل بعد هذا، وأي خذلان؟ اجتماع حول دولة عربية صميمة تقع في قلب القلب يغيب عنه العرب تماماً، فيما تترك فيه المسافة للتركي والإيراني بالتعاون مع روسيا نحو التدخل السافر والشائن في الشأن السوري، وكأن سوريا «كعكة» يتقاسمها هؤلاء في غياب صيغة الحد الأدنى من التضامن والتفاهم العربيين.
وأضافت: "إنه واقع غريب وغير مقبول، لكن معالجته تتطلب استحضار وعي عربي عميق بالخبرات والتجارب العربية، وإذا كانت مأساة العرب الحقيقية أنهم لا يقرؤون تاريخهم بما فيه الحديث والمعاصر، ولا ينطلقون من وعي التاريخ بقدر ما ينطلقون من أفكار ضيّقة، وربما من تكتيكات صغيرة لا تحيل في منتصف المطاف ونهايته إلا للمزيد من اللهاث والمتاهة، فإن الواقع يدعوهم إلى ضرورة مراجعة التجربة، واستيعاب قضية التغيير بعيداً عما سمّيت ثورات الربيع العربي، وهي التي أثبتت فشلاً ذريعاً رتّب في مناطق عربية عديدة أوضاعاً كارثية وأكثر سوءاً".
ودعت الصحيفة إلى تغليب روح العقل والحكمة، والبحث عن صيغة أصيلة تدخل في المعاصرة أبعد وأعمق، والانطلاق، بالتالي، من وعي الخبرات العربية الخصوصية.. الوعي طريق التغيير، واليوم لدى العرب نموذج جدير بالاقتداء، وهو ما يجسّده، بوضوح أصبح شديداً، بعد فضح نظام قطر وعلاقته المريبة المعلنة مع التركي والإيراني والحوثي إلى جانب تنظيمات الإرهاب والظلام والطائفية والتكفير، بدءاً من «الإخوان المسلمين» مروراً بتنظيم «داعش»، وليس انتهاء بتنظيم القاعدة الإرهابي، المحور العربي الطليعي الجديد.
وقالت إنه لدينا اليوم محور التنوير والرشد والاعتدال، متمثلاً خصوصاً في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر، المحور الجدير بالتقدير والاحترام، فلابد من التمسك به نحو توسيعه، بالتزامن مع وعي أن أسلوب التضامن العربي الحالي غير مجد، واقتراح صيغة عربية جديدة قادرة على مواجهة كل التحديات والرهانات، والشرط أن تكون صيغة عربية خالصة، تنبثق من ظروفها وملابساتها وعلاقاتها وبيئتها، وإن استفادت من النماذج العالمية الناجحة، أما المؤكد فضرورة ألا توضع الصيغة الجديدة بالمقارنة مع الغير، أو نقل تجارب عالمية جاهزة كالاتحاد الأوروبي أو غيره.
وخلصت إلى أنه إذا افترضنا أن نظام الجامعة العربية أدى دوره أو أدواره، عبر المراحل والعقود الماضية، فإن الواقع العربي اليوم، واقع التشرذم والغياب، ينادي إلى أفق حتمي جديد.
وبالنسبة للموضوع اليمني قالت صحيفة "البيان"، إن القصف الصاروخي لمليشيا الحوثي الإيرانية الانقلابية على الأراضي والمدن السعودية يعبر عن حالة الإحباط والتخبط واليأس التي وصلت إليها المليشيا الإيرانية، مع تراجعها المستمر أمام التقدم الميداني لقوات الجيش اليمني والمقاومة وبدعم من مقاتلات التحالف العربي، واضطرار هذه المليشيات للفرار والانسحاب من مواقع تلو الأخرى، مع تقدم الجيش والمقاومة وسيطرتهما على مواقع استراتيجية جديدة كل يوم.
وأضافت في افتتاحيتها تحت عنوان "تحالف الحق والخير": "كما تتجسد حالة التخبط واليأس للمليشيات في ممارسة عمليات قرصنة إرهابية، على غرار مهاجمتها إحدى ناقلات النفط السعودية في المياه الدولية غرب ميناء الحديدة، وتصاعد العمليات الإجرامية التي تنفذها بحق الشعب اليمني في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، ومواصلتها عمليات القصف العشوائي على المدنيين العزل من الأطفال والنساء ومحاصرة المدن والقرى ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليها.
وقد سلّطت جرائم مليشيا الحوثي بحق المدنيين في اليمن وهجماتها الصاروخية ضد المملكة العربية السعودية، الضوء على الدور التخريبي الشامل الذي تلعبه هذه المليشيات الممولة والمدعومة من طهران، غير أن نهاية هذه المليشيات باتت قريبة، فعودة الشرعية لبسط نفوذها على جميع أراضي اليمن هي مسألة وقت فقط".
وخلصت إلى أنه وفي المقابل، كثفت دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية دعمهما الإنساني لليمن، لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة بناء البنى الأساسية الحيوية، لتتكامل بذلك يد الحق التي تدافع بقوة من أجل استعادة الشرعية في اليمن، مع يد الخير والعطاء التي تقدم العون والمساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق في محنته الكبيرة، وتمكين اليمن من العودة إلى درب التنمية والازدهار .
من جانبها، وتحت عنوان "مسؤولية مجلس الأمن في اليمن" قالت صحيفة "الوطن"، إن مليشيات الحوثي الإيرانية تدرك أن كل مشاريعها تتبدد، وأن أوهامها التي كانت تترقبها في المشروع الخبيث الذي قبلت على نفسها الانخراط فيه باتت أضغاث أحلام، خاصة مع التدخل المبارك لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تبين الأيام أهميته وفاعليته وضرورته في وضع حد لخطر كبير تقوم إيران بالعمل عليه ويستهدف جميع دول المنطقة.
وأضافت أن الحوثيين يقومون بجرائم ومجازر تخطت كل الحدود، ولاشك أن نكبة ملايين اليمنيين المرعبة لم يخفف منها إلا تدخل الأشقاء في الإمارات والسعودية وتقديم جميع المساعدات اللازمة ورفع المعاناة التي سببها الانقلاب الغاشم.
وقالت إن هذه المليشيات التي تتشرب السم من حليفتها إيران وتأتمر بما تمليه عليها دوائر التآمر في طهران، لم تتوقف عن ارتكاب جميع المجازر والتصعيد بحق المدنيين وارتكاب المزيد من الكوارث والتعديات التي طالت جميع الشرائح اليمنية وخاصة النساء والأطفال، وبات تجنيدهم يتم قسراً بهدف تعويض النقص في فلول المرتزقة، وكذلك صعد الحوثيون من محاولاتهم الغاشمة لاستهداف المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية الإيرانية في جريمة وحشية تكررت كثيراً خاصة في الفترة الأخيرة، هذه المحاولات الخبيثة التي تصدت لها الدفاعات السعودية وأحبطت جميعها، وكل هذا موثق وبات مقروناً بالأدلة والاختبارات لبقايا الصواريخ التي اطلع عليها مجلس الأمن الدولي.
وتساءلت: ألم يحن الوقت ليتخذ المجلس موقفاً أكبر، كما يجب ووضع حد لكل طغمة مارقة تستخف بمقومات القوانين المتعارف عليها والواجبة الاحترام والتطبيق، خاصة أن تدخلات إيران الشنيعة في الكثير من الدول، وليس فقط اليمن، تسبب تهديداً كبيراً للأمن والاستقرار الدوليين؟
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA==
جزيرة ام اند امز