نهر الحياة.. الإمارات تعيد الحياة لذوي الإعاقة السمعية في حضرموت
بمبادرة إنسانية من الهلال الأحمر الإماراتي، استعادت الطفلة نور و11 طفلًا آخرين من حضرموت سمعهم المفقود ضمن مشروع "نهر الحياة".
بعد سبع سنوات من العزلة عن الأصوات، سمعت الطفلة اليمنية نور للمرة الأولى اسمها يُنادى بوضوح، عقب تركيب سماعة طبية متطورة وفرتها لها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ضمن مبادرة إنسانية نوعية موجهة لأطفال محافظة حضرموت.
تروي فاطمة أحمد، عمة الطفلة نور، تفاصيل المعاناة قائلة إن العائلة "اكتشفت متأخرة أن نور تعاني من إعاقة سمعية، ولم تتمكن من علاجها أو شراء سماعة طبية حديثة بسبب الظروف المعيشية الصعبة"، مضيفة أن معاناة الطفلة انتهت أخيرًا بفضل المبادرة التي أعادت إليها القدرة على التعلّم والاندماج واللعب كبقية الأطفال.
12 طفلًا تحت مظلة "نهر الحياة"

الطفلة نور كانت واحدة من 12 طفلًا احتضنهم مشروع "نهر الحياة" التابع للهلال الأحمر الإماراتي في مدينة المكلا، والذي يُنفَّذ ضمن "مبادرة عطايا" الإنسانية الهادفة إلى دعم الأطفال من ذوي الإعاقة السمعية وتمكينهم من العودة إلى الحياة الطبيعية.
خديجة تسمع للمرة الأولى
وفي حالة مؤثرة أخرى، توقفت الطفلة خديجة عن اللعب فجأة وقد ملأتها الدهشة، بعدما سمعت للمرة الأولى صوت تصفيق الطبيب خلفها.
تقول والدتها نور بن سلم، والدموع في عينيها، إنها اكتشفت مبكرًا ضعف سمع ابنتها، وبعد سلسلة من الزيارات للأطباء، أُبلغت بالحاجة إلى تركيب سماعات طبية، لكنها لم تتمكن من تغطية التكاليف الباهظة.
وأضافت: "بعد رحلة طويلة من البحث، كان ظهور الهلال الأحمر الإماراتي بمثابة شعاع أمل أنهى معاناة خديجة وكثير من الأطفال الأبرياء".
مراحل تنفيذ المشروع

يتضمن مشروع "نهر الحياة" مراحل متعددة تشمل توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية، وإجراء اختبارات تخطيط السمع (Audiogram)، وأخذ المقاسات الدقيقة، إضافة إلى تركيب السماعات الطبية للأطفال من فئة الصم، وذلك تحت إشراف فريق طبي متخصص لضمان أعلى درجات الدقة في الأداء والنتائج.
الأمل يعود إلى الأسر

ويأتي هذا المشروع الإنساني في إطار دعم الأطفال من أصحاب الهمم، بهدف كسر جدار الصمت وإعادة الأمل إلى الأسر المتضررة، عبر تمكين الأطفال من التواصل والاندماج في المجتمع المحلي.
وأكد الفريق الطبي المنفذ للمبادرة أن جميع عمليات التركيب أُنجزت بنجاح بعد فحوصات دقيقة وضبط المقاسات المناسبة لكل طفل على حدة في مركز السقيفة الطبي بالمكلا، مما أسهم في تحسين القدرات السمعية للمستفيدين.
دعم متواصل من الإمارات

من جانبه، أوضح حميد راشد الشامسي، مستشار التنمية والتعاون الدولي وممثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في حضرموت، أن المشروع يواصل تنفيذ مراحل جديدة لدعم ذوي الإعاقة السمعية، مشيرًا إلى أن الهدف هو منح الأطفال فرصة حقيقية للتواصل والاندماج في المجتمع.
وقال الشامسي: "تأتي هذه الجهود ضمن رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة الإنسانية في دعم الفئات الأشد احتياجًا وتحسين جودة حياتهم"، موضحًا أن "الهيئة مستمرة في تنفيذ مراحل أخرى خلال الفترة المقبلة، تشمل الفحوصات الطبية للحالات المتبقية وتوزيع دفعات جديدة من السماعات، إلى جانب توفير الأدوية والمستلزمات العلاجية ضمن خطة دعم متكاملة".
امتنان الأسر ودعوات بالمحبة
عبّر أهالي الأطفال المستفيدين عن امتنانهم العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة وذراعها الإنساني هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مثمنين هذا العطاء الذي أعاد البسمة والأمل إلى قلوب أطفالهم بعد سنوات من الصمت والمعاناة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTIg جزيرة ام اند امز