قدمت الإمارات دورها العربي الريادي كصانعة للأمل، مبرمجة للسلام ومخططة لعودة الحقوق الفلسطينية إلى أصحابها.
أثبتت الإمارات العربية المتحدة مجدداً أنها دولة تقوم على قيم السلام وترتكز على مبادئ الحكمة والاتزان والسياسات والمنهجيات الواعية، والاستراتيجية المدركة لدورها التاريخي في دعم القضايا الوطنية والعربية والإنسانية، الأمر الذي منحها ثقلا دولياً مكنها من خوض التحديات ومواجهتها وقهرها، والتصدي للقضايا الكبرى الشائكة وحلها بمنطلق الحكمة والتعقل، حتى أصبحت مركز صناعة القرار الدولي المؤثر على مستوى العالم والهادف في كل تجلياته وتحركاته إلى إحلال السلام والتسامح، وتغليب لغة العقل على لغة الشعارات الجوفاء والأصوات المنادية بالاحتراب والصراعات، فكانت وما تزال موئلاً للسلام وجسراً تعبر من خلاله كل قيم المحبة والخير لشعوب الأرض كلها.
إن معاهدة السلام الإماراتية مع إسرائيل تحمل مضامين سامية المقاصد نبيلة الأهداف، تجلت في نجاح سياسة الإمارات بفضل حكمة وحنكة القائد والزعيم الحكيم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي حقق خلال المباحثات الثلاثية نجاحاً غير مسبوق أثمر عن وقف فوري لجميع المخططات الإسرائيلية والمشاريع التي تستهدف ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، كما نجح سموه بتحقيق حلم المسلمين بإعادة منحهم الحق في ارتياد المقدسات الدينية في فلسطين وفي مقدمتها القدس الشريف، وممارسة شعائرهم ضمن حق مشروع ومضمون، ومن هذا المنطلق شكلت سياسة الإمارات العربية المتحدة من خلال هذه المعاهدة حصناً منيعا للحقوق العربية، وقدمت الإمارات دورها العربي الريادي كصانعة للأمل، مبرمجة للسلام ومخططة لعودة الحقوق الفلسطينية إلى أصحابها وفقاً لمنطلق الحكمة والتحاور البناء، والاتفاقات التي تثمر خيراً للشعب الفلسطيني وللأمة العربية كلها.
لقد ضربت الإمارات مثالاً يحتذى عبر إنجازها الدبلوماسي التاريخي والذي من شأنه تعزيز فرص السلام في الشرق الأوسط، وخلق عالم جديد تسوده العلاقات المتوازنة القائمة على معايير التعاون والتكامل من أجل تحقيق السعادة والاستقرار لشعوب المنطقة ومواجهة التحديات والأخطار، وهذه نقطة مضيئة أخرى تضاف إلى سجل الإمارات الناصع بالإنجازات عربياً وعالمياً، وخطوة جبارة تحسب بكل الفخر والاعتزاز لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ضمن إطار رؤيته الثاقبة لقراءة التحولات السياسية والأحداث والمتغيرات الدولية والإقليمية، وحاجة الإنسانية لمزيد من العقول النيرة المؤمنة بالسلام طريقاً وحيداً لإسعاد البشرية ومواجهة التحديات المختلفة، والتي تتطلب قادة استثنائيين من وزن ومكانة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الذي شرف الإمارات والعرب في خطواته ومواقفه التي شكلت السد المنيع ضد أي أطماع بالحقوق العربية، وحصناً يصد عن الإنسانية أي أفكار مدمرة وهدامة.
معاهدة السلام بوابة مشرعة على حلم الإنسانية وستكون نافذة لتطل من خلالها المزيد من العلاقات الدبلوماسية وتحقيق أجندة الاستراتيجية الشاملة للشرق الأوسط، وتعزيز التعاون التجاري والأمني، الهادفة في مجموعها لتحقيق الاستقرار والأمن والتكامل الاقتصادي لكافة شعوب المنطقة دون استثناء، وتوثيق روابط التكامل الاقتصادي، والتنسيق الأمني. وسوف تقدم هذه المعاهدة حياة أفضل لشعوب المنطقة، كما ستشكل فرصة مواتية للوصول إلى حل توافقي للقضية الفلسطينية والصراع المستمر منذ أكثر من نصف قرن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة