"ليست أفغانستان".. أوكرانيون يشككون في الدرونز الأمريكية "الجبارة"
"كارت أحمر" يرفعه طيارون أوكرانيون بوجه مسيرات "غراي إيغل" الأمريكية، معتبرين أنها غير فعالة ضد الدفاعات الروسية بعكس دورها بأفغانستان.
وينخرط المسؤولون العسكريون الأوكرانيون في جدل محموم بشأن ما إذا كانت هذه "الدرونز" القتالية التي قدمتها الولايات المتحدة يمكن أن تكون فعالة ضد الدفاعات الجوية الروسية القادرة على الصمود بشكل متزايد، في وقت تدرس فيه إدارة جو بايدن تزويد كييف بتلك الأنظمة التي أصبحت واسعة الانتشار بالحروب في العراق وأفغانستان.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن خطر تشغيل الطائرات المسيرة في أوكرانيا، والتي كان للمسيرات القتالية زهيدة الثمن مثل "بيرقدار" التركية تأثيرًا كبيرًا ضد الجيش الروسي خلال الأيام الأولى للحرب، ازداد مع انتقال القتال شرقا إلى منطقة دونباس المتاخمة للمنطقة العسكرية الغربية الروسية ومجموعات أكبر من أنظمة الدفاع الجوي، مثل "إس-300" و"إس-400".
لكن هناك انقساما بين الطيارين على خطوط المواجهة ورئيس هيئة الأركان الأوكرانية بشأن الطائرات المسيرة، بحسب عدة مسؤولين عسكريين أوكرانيين، تحدثوا لـ"فورين بوليسي" ووسائل إعلام أخرى شريطة عدم كشف هويتهم، ويتم التعريف عنهم برموز النداء العسكرية الخاصة بهم.
"ليست أفغانستان"
وقال طيار يشار إليه بالرمز "موونفيش" إنهم لا يدعمون مسيرات "غراي إيغل"، لكن هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني تدعمها، مضيفا: "من الخطير للغاية استخدام مثل تلك المسيرات الباهظة في حالتنا، بسبب الدفاع الجوي للعدو. إنها ليست أفغانستان هنا".
ويشعر المسؤولون الأوكرانيون والأمريكيون بقلق متزايد إزاء احتمال إسقاط مسيرات "جراي إيغل" بفعل أنظمة الدفاع الجوي الروسي.
وذكرت "فورين بوليسي" أن المسيرات الهجومية مسلحة بصواريخ هيلفاير التي يمكنها ضرب أهداف على بعد حوالي 5 أميال فقط، وهي مسافة أقل بكثير مقارنة بمسيرات كاميكازي التي تستخدم لمرة واحدة وقدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا.
وقال طيارون إن هناك بعض الحالات التي يمكن استخدام الطائرات المسيرة فيها، مثل الأعمال المباشرة على الخطوط الأمامية، فيما رجح طيار مقاتل أوكراني طلب استخدام اسمه الحركي "جوس"، أن "قد تكون مفيدة".
وأضاف: "يمكنها توسيع قدراتنا الهجومية على الخطوط الأمامية"، لكن شكك الطيارون أيضًا في أن تنجو مسيرات "جراي إيغل" على الأرجح لأكثر من مهمة واحدة أو اثنين، مما يجعلها لا تساوي تكلفة استخدام المركبات بدون طيار البالغ قيمتها 10 ملايين دولار.
وقال الطيارون الأوكرانيون إن سلاح الجو تراجع عن الهجوم باستخدام مسيرات "بيرقدار"، المعروفة أيضًا بـ"Tb-2"، والتي أثبتت فاعليتها في وقت تقدم المدرعات الروسية خلال معركة كييف.
عديمة الفائدة
وقال الطيار "موونفيش": "كانت مفيدة للغاية ومهمة خلال الأيام الأولى، حيث أوقفت تلك الأرتال، لكنهم الآن بالنظر إلى بنائهم أنظمة جوية جيدة، أصبحت عديمة الفائدة تقريبا".
وأوضح الطيارون الأوكرانيون أن قواتهم تقتصر استخدام مسيرات "بيرقدار" على العمليات الخاصة النادرة والمهام الهجومية.
وقال مسؤول عسكري أوكراني، تحدث شريطة عدم كشف هويته، إن القادة في الميدان يرون فائدة متساوية لمسيرات "جراي إيغل" والذخائر المتسكعة، مثل مسيرات "سويتش بليد" و"فينيكس غوست".
ويدعو المسؤولون الأوكرانيون واشنطن للإسراع في إرسال الأنظمة الجوية الأمريكية والطائرات المقاتلة المتطورة إلى الخطوط الأمامية، بالرغم من أن تلك الأسلحة عادة ما تستغرق سنوات حتى تصل إلى حلفائها وتتطلب في معظم الحالات تدريبات خاصة خارج البلاد.
وبعكس الأيام الأولى للحرب، قلصت أوكرانيا عملياتها الجوية إلى ما بين 20 إلى 30 طلعة جوية في اليوم. وقال الطيار "موونفيش": "لدينا طيارون أكثر بكثير من الطائرات بالوقت الحالي".
ويدفعون بإبعاد الطيارين عن القتال من أجل التدريب على المقاتلات الأمريكية المتطورة، مثل: "إف-15" و"إف-16"، على أمل الحصول على المنصات الجديدة.
وفي واشنطن، يتفاءل بعض المسؤولين بأن تمضي صفقة مسيرات "جراي إيغل" قدما بسرعة.
وكان المسؤولون الروس يجمعون معلومات استخباراتية بشأن المسيرات طويلة المدى على مدار السنوات التي سبقت هذا الصراع.
وبدأت تظهر تلك المخاوف داخل إدارة الرئيس جو بايدن؛ حيث أفادت وكالة "رويترز" الأسبوع الماضي بأن المسؤولين الأمريكيين قلقون إزاء احتمال سقوط المعدات الحساسة في أيدي الروس.
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuMTY5IA== جزيرة ام اند امز