"حصار" بين روايتين.. باخموت على خطى "أزوفستال"؟
باخموت الأوكرانية الرابضة على طريق الروس نحو منطقة دونباس لا تزال عالقة تحت "حصار" تؤكده موسكو فيما تنفيه كييف، وتتأرجح حوله المعطيات.
والخميس، أكدت موسكو أنها حاصرت القوات الأوكرانية في باخموت ومنعت دخول أي تعزيزات إليها، فيما نفت كييف ذلك، مشددة على أنها تكبّد القوات الروسية "خسائر هائلة".
وقال الجيش الأوكراني، في تصريح لوكالة فرانس برس، إنه يواصل إمداد قواته داخل باخموت بكل ما تحتاج إليه.
"سابق لأوانه"
من جهته، قال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر الروسية التي يوجد عناصرها على خطوط القتال الأمامية في باخموت، إنه من "السابق لأوانه" الحديث عن تطويق كامل للمنطقة.
وقبل اندلاع الحرب، كان عدد سكان المدينة يقدر بنحو 70 ألف نسمة، لكنها صارت مدمرة بالكامل بعد قتال عنيف متواصل منذ أشهر.
ونظرًا لطول المعركة والخسائر الفادحة التي تكبدها الجانبان، تحولت باخموت لرمز للنزاع بين الروس والأوكرانيين من أجل السيطرة على منطقة دونباس، وهو هدف موسكو المعلن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن "المجموعات الهجومية لفاغنر تواصل عملياتها العسكرية المكثّفة لطرد العدو من أحياء وسط أرتيوموفسك (الاسم الذي يطلقه الروس على باخموت)".
وأضافت أن "القوات المجوقلة تدعم المجموعات الهجومية، وتمنع وصول عناصر احتياط من الجيش الأوكراني إلى المدينة وإمكانية انسحاب وحدات العدو" من باخموت.
لكن المتحدث العسكري الأوكراني باسم المنطقة الشرقية سيرغي تشيريفاتي قال لوكالة فرانس برس: "يمكننا التواصل بشكل كامل مع قواتنا، سواء من خلال الوسائل التقنية، وكذلك لإيصال المؤن والذخيرة والأدوية وإخراج جرحانا".
آزوفستال؟
باستثناء الامتداد الزمني، تبدو معركة باخموت شبيهة إلى حد كبير بما حدث على أراضي مصنع آزوفستال للمعادن وعلى الأراضي المحيطة به في مدينة ماريوبول قبل عام.
استنساخ زمني بفوارق، تعيد الذاكرة الجماعية إلى المعركة التي بدأت في 10 أبريل/نيسان الماضي، وانتهت في 20 مايو/أيار من العام نفسه، بانتصار روسيا والقوات الموالية لها.
ومعركة آزوفستال شكلت نقطة حسم السيطرة على ماريوبول، حيث كان الانتصار الروسي بمثابة سيطرة موسكو على كامل المدينة وانتهاء المعركة وحصار المدينة رسميًا.
قتال محتدم
وأضاف تشيريفاتي: "تحافظ قواتنا على دفاعاتها من خلال تكبيد العدو خسائر هائلة يوميا"، مشيرا إلى أن المدفعية الأوكرانية تستهدف "باستمرار" المدافع الروسية لمنع تركيز ضرباتها على خطوط الإمداد باتجاه باخموت.
وأبدى بريغوجين تحفظا أكثر من الجيش الروسي في رسالة نشرها مكتبه الإعلامي عبر تطبيق تليغرام.
وجاء في الرسالة أن "الجيش الأوكراني يواصل استقدام تعزيزات ونقلها إلى المدينة، تجري معارك صعبة ودامية، لذا من السابق لأوانه الحديث عن تطويق كامل لباخموت".
وأضاف رئيس فاغنر أن "أكثر من 80% من باخموت تحت سيطرتنا والأجزاء الأخرى تقاوم بشدة".
وقبل أيام، نشر قائد منطقة دونيتسك الموالي للروس دينيس بوشلين الإثنين فيديو يظهره في وسط باخموت وقال فيه إن المدينة "يتم تحريرها".
وفي الأشهر الأخيرة، تقدمت القوات الروسية شمال باخموت وجنوبها، وقطعت الكثير من طرق الإمداد الأوكرانية وسيطرت على الجزء الشرقي منها.
ويبدو أنها تتقدم منذ أيام في وسط المدينة، ما أثار تكهنات حول احتمال انسحاب القوات الأوكرانية.