أوكرانيا بعد 3 سنوات من الحرب.. هكذا تغيرت خارطتها ومستقبلها

كان لمحادثات المسؤولين الأمريكيين والروس في السعودية بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا وقع الصدمة على كييف وحلفائها الأوروبيين.
خلال السنوات الثلاث الماضية التي أعقبت شن روسيا عمليتها العسكرية الشاملة، فقدت أوكرانيا مساحات شاسعة من أراضيها، رغم استعادتها بعضًا منها بفضل المساعدات العسكرية من حلفائها الغربيين. فرّ ملايين الأوكرانيين من منازلهم، فيما قُتل أو أُصيب آلاف الأشخاص.
- لهذه الأسباب.. تراجع حجم الجيوش الأوروبية بعد الحرب الباردة
- أمريكا تٌحصّل فواتير الحرب من ثروات أوكرانيا.. المعادن والنفط و«أي شيء»
تغيرات الميدان العسكري
مع بداية الحرب، ركزت أوكرانيا على حماية عاصمتها كييف، وحققت لاحقًا انتصارات في بعض المناطق الشمالية الشرقية مثل خاركيف، والجنوبية مثل خيرسون. رغم ذلك، فقدت أجزاء كبيرة في الشرق، لا سيما في مناطق دونيتسك وباخموت.
في عام 2014، ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم بعد أحداث ثورة الميدان التي أدت إلى اضطرابات سياسية في كييف. لاحقًا، استولى انفصاليون مدعومون من موسكو على أجزاء من منطقة دونباس، وهي مكاسب لا تزال في أيدي روسيا حتى اليوم.
منذ بدء العملية العسكرية الروسية عام 2022، فقدت أوكرانيا نحو 11% من أراضيها، وفقًا لتحليل أجرته شبكة «سي إن إن» استنادًا إلى بيانات معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث أمريكي معني بالصراعات.
وعند احتساب الأراضي التي فقدتها أوكرانيا لصالح روسيا والانفصاليين الموالين لموسكو منذ عام 2014، يصل إجمالي الأراضي التي خسرتها أوكرانيا إلى 18%.
عندما شنّت روسيا غزوها الشامل في 24 فبراير/ شباط 2022، توقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تتم السيطرة على أوكرانيا خلال أيام، وفقًا لمعهد دراسة الحرب. لكن بدلاً من ذلك، استمرت الحرب لثلاث سنوات بفضل الهجمات المضادة الأوكرانية المدعومة بمساعدات غربية ضخمة.
تهديد أكبر مصدر للمساعدات لأوكرانيا
تُعد الولايات المتحدة أكبر داعم مالي لأوكرانيا منذ بدء الحرب، حيث قدّمت نحو 95 مليار دولار كمساعدات عسكرية وإنسانية ومالية. لكن هذه المساعدات قد تكون مهددة في ظل إدارة ترامب.
وخلال حملته الانتخابية عام 2024، انتقد ترامب حجم الأموال المرسلة إلى أوكرانيا، واقترح نهجًا «تبادليًا» للمساعدات، مطالبًا بالحصول على معادن نادرة من أوكرانيا مقابل الدعم، وهو ما رفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، قال ترامب: «أخبرتهم أنني أريد ما يعادل 500 مليار دولار من المعادن النادرة، وقد وافقوا على ذلك أساسًا، حتى لا نشعر بأننا أغبياء. لا يمكننا الاستمرار في دفع هذه الأموال دون مقابل».
تأثرت أوكرانيا بالفعل بتعليق المساعدات الأمريكية مؤخرًا، مما أدى إلى إغلاق بعض المنظمات غير الحكومية، وتسريح موظفين، وتعليق خدمات حيوية مثل خطوط المساعدة لمنع الانتحار ومشاريع الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية.
تشريد الملايين ومقتل الآلاف
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية، اضطر ملايين الأوكرانيين إلى الفرار من منازلهم، إما إلى مناطق أخرى داخل أوكرانيا أو إلى دول أخرى.
ووفقًا لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى نهاية عام 2024، هناك 6.3 مليون لاجئ أوكراني يعيشون في أوروبا، بينهم 1.2 مليون في ألمانيا، وحوالي مليون في بولندا، و390 ألفًا في جمهورية التشيك، بالإضافة إلى 1.2 مليون لاجئ أوكراني في روسيا، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة حتى يونيو/حزيران 2024.
وأدى الصراع إلى مقتل أو إصابة أكثر من 40 ألف مدني، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وكان معظم الضحايا نتيجة الأسلحة المتفجرة. ومن بين القتلى 6203 رجال بالغين و669 طفلًا.
aXA6IDE4LjExOS4xMzkuMjM1IA== جزيرة ام اند امز