الشتاء الثاني للحرب الأوكرانية «يجمد» تفاؤل كييف
بات المزاج العام في أوكرانيا أكثر تشاؤما بشأن إمكانية تحقيق نصر سريع وحاسم في الحرب ضد القوات الروسية.
وأدت عدة عوامل داخلية وخارجية في تلاشي التفاؤل مع بداية الشتاء الثاني من الحرب.
وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى عدد من الأسباب التي أدت إلى انتشار الإحباط مع ارتفاع بعض الأصوات التي تتحدث عن إجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار.
إرهاق الجنود
يعاني الجنود الذين أمضوا عامين على الجبهة من الإرهاق الحاد، في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا صعوبات في حشد مجندين جدد.
علاوة على ذلك فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف هذا الصيف في استعادة الأراضي، مما أدى إلى ظهور بعض الأصوات الحذرة التي تشير إلى ضرورة تغيير السياسات.
وقال فولوديمير أوميليان، وزير البنية التحتية السابق وأحد أعضاء قوات الدفاع الإقليمية، إن تحقيق النصر يحتاج إلى جنود وأسلحة من الغرب، مضيفا "لا أرى أن هناك 500 ألف شخص آخرين مستعدين للموت، ولا أرى استعداد الغرب لإرسال نوع وكمية الأسلحة التي نحتاجها".
وأوضح أن الخيار الآخر سيكون "وقف إطلاق النار"، معتبرا أن أي مفاوضات لن تصب إلا في مصلحة روسيا.
واعترف ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، بأنه "لا يوجد خيار لمفاوضات حقيقية"، وقال "كل ما سيحدث وقف للعمليات تستخدمه روسيا لتحسين جيشها والقيام بتعبئة جديدة ثم إعادة إطلاق حربها، مع عواقب أكثر مأساوية على أوكرانيا".
الصراع في الشرق الأوسط
كان للحرب في غزة تداعيات صعبة بالنسبة لكييف من ثلاث نواحٍ، الأولى أن أوكرانيا لم تعد قضية السياسة الخارجية الرئيسية في أذهان معظم القادة الغربيين للمرة الأولى منذ 2022.
الثانية انخفاض إمدادات الذخيرة إلى أوكرانيا، مما أدى إلى تفاقم مشكلات الجيش هناك، والثالثة تقويض مساعي كييف لتوسيع تحالفاتها في الشرق الأوسط وأماكن أخرى خارج الغرب بسبب تأييدها لإسرائيل.
ولاية ثانية محتملة لترامب
وتشكل العودة المحتملة للرئيس السابق دونالد ترامب خطرا بالنسبة لكييف، رغم التصريحات العلنية للمسؤولين الأوكرانيين الذين يعربون عن ثقتهم باستمرار دعم البيت الأبيض أيا كان ساكنه.
وحتى بدون وجود ترامب في الرئاسة يمكن أن يحبط الجمهوريون دعم بايدن لأوكرانيا، ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي فشل الكونغرس الأمريكي في إقرار مشروع قانون جديد بشأن المساعدات لكييف بسبب معارضة عدد كبير من الجمهوريين.
عودة السياسة
خلال السنة الأولى من الحرب، اتحد الأوكرانيون خلف الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لكن بمرور الوقت بدأت هذه الوحدة في التآكل.
ويخشى زيلينسكي أن يتلقى هزيمة انتخابية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في مارس/آذار المقبل، رغم مساعيه لإجراء الاقتراع على أمل الحصول على تفويض جديد قبل مرحلة أكثر صعوبة من الحرب.
لكن الكثيرين في المجتمع المدني يؤكدون أنه من غير الممكن أمنيا أو لوجيستيا إجراء الانتخابات الآن، وفي نهاية المطاف استبعد زيلينسكي إجراء التصويت في الربيع المقبل.
وسواء أجريت انتخابات أم لا، هناك الآن محاذير بشأن الوحدة في زمن الحرب وتقول المعارضة إنه بعد الحرب سيُعَاد النظر في الأسئلة حول استعدادات زيلينسكي في الفترة التي سبقت الحرب.
ويحظى زيلينسكي حتى الآن بمعدلات تأييد مرتفعة وكذلك فاليري زالوزني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يُنظر إليه على أنه منافس رئاسي محتمل، رغم أنه لم يعبر أبدا عن أي طموحات سياسية.
ومؤخرا ظهرت بعض الخلافات بين الرجلين عندما وصف زالوزني الوضع في ساحة المعركة بأنه "طريق مسدود"، وهو ما انتقده زيلينسكي، لكن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس نفى أي صراع بينهما.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز