البطالة تدفع تركيّا لعرض كليته للبيع
الشرطة التركية تداهم منزل مواطن يدعى خيري أري، بعث رسالة إلى دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية، يشتكي من بطالته، وأنه يفكر في بيع كليته.
دفعت المعاناة التي يعانيها مواطن تركي بسبب البطالة إلى عرض كليته للبيع، ليحصل على نقود تمكنه من توفير المستلزمات لأسرته.
وداهمت الشرطة التركية منزل مواطن يدعى خيري أري، بعث رسالة إلى دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية، يشتكي فيها من بطالته، وأنه يفكر في بيع كليته.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة، فإن قصة "أري" تجسد في كل تفاصيلها مدى عدم اكتراث النظام الحاكم في تركيا بمن لا يملك قوت يومه.
والقصة كما حكاها بطلها في رسالته لرئاسة الجمهورية التركية تقول إن "خيري أري كان يعمل في منجم خاص حتى عام 2008، لكن بسبب تعرضه لأزمة قلبية فُصل من عمله، وبعد علاجه تقدم للعمل في أكثر من مكان لكن لم يقبله أحد".
وتابع "أري" في رسالته قائلاً: "أصبحت بلا دخل، وبتنا جوعى أنا وأطفالي، ولأنني لا أعمل منذ فترة عرضت كليتي للبيع، فماذا علي أن أفعل أكثر من ذلك؟".
وبمجرد أن أرسل "أري" الرسالة الإلكترونية لدائرة الاتصال برئاسة الجمهورية، داهمت عناصر الشرطة منزله في الثانية فجراً، بحسب قوله.
وأشار إلى أن العناصر الأمنية قالت له: "لا يمكنك بيع كليتك، فهذه جريمة، وسعوا لاعتقالي، لكني بعد أن قصصت عليهم القصة، وشاهدوا وضع المنزل فهموا الأمر".
وأضاف: "تركوني وطلبوا مني أن أتوجه في اليوم التالي لمركز الشرطة لأخذ أقوالي ثانية، فتوجهت وعرضوني على الطبيب للتأكد من أن كليتي بمكانهما، دون أن يجدوا حلاً لوضعي، ودون أن يقدموا لي يد المساعدة".
وأوضح "أري" في تصريحاته للصحيفة أنه وأسرته يعيشون على إعانات يقدمها لهم الجيران، مضيفاً: "لا يوجد بمنزلي جرام واحد من الخبز، ونتغلب على مرارة الأيام بمساعدة الجيران، ولدي طفلان أحدهما 14 عاماً والآخر 13 عاماً".
واستطرد: "كل يوم يتوجهان إلى المدرسة جوعى، وأينما توجهت للحصول على مساعدة أعود بلا فائدة، فأنا لا أريد أن أتسول، أريد فقط فرصة عمل".
وقال "أري" إنه لا ينتظر أي شيء من هذه الحياة إلا تعليم أولاده، مضيفاً: "أريد الحصول على مصدر رزق حتى يتسنى لي أن أعلمهم، حتى أقدم لهم مستقبلاً أجمل مما عشته".
وتشهد تركيا منذ فترة غياباً للعدالة الاجتماعية، وأزمة اقتصادية طاحنة، أثبتت فشل نظام أردوغان في التعامل معها؛ وإيجاد حلول ناجعة لتخفيف وطأة الأزمة عن المواطنين الذين يعانون من الويلات، في ظل ارتفاع جنوني للضرائب، ومعدلات البطالة والتضخم، فضلاً عن ارتفاع الأسعار، وفق مراقبين.
يذكر أن هناك العشرات من الأشخاص قد انتحروا خلال الأيام الماضية، فيما شهد آخر 17 عاماً انتحار 50 ألفاً و378 شخصاً، بسبب البطالة وسوء أحوال المعيشة والسياسات الأمنية القمعية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، ذكر موقع إخباري تركي أن حالات الانتحار المتتالية التي تشهدها تركيا منذ فترة "تجسد على اختلاف دوافعها وأبعادها؛ أكثر النتائج الملموسة لحالة الفقر والعوز التي تعيشها البلاد"، فضلاً عن شعور المواطنين بالظلم.
aXA6IDE4LjExOS4xOS4yMDUg جزيرة ام اند امز