أزمة بمجلس الأمن بسبب بعثة ليبيا الأممية.. هل يتكرر سيناريو سبتمبر؟
قبل أيام من انتهاء مهمة البعثة الأممية في ليبيا لا يزال الجدل محتدمًا بمجلس الأمن الدولي حول تجديد ولايتها، فيما بات الخلاف سيد الموقف.
خلاف أمريكي روسي
التلويح بالفيتو
غوتيريش يتدخل
وأكد دوجاريك أن الأمين العام للأمم المتحدة يشارك أعضاء مجلس الأمن بانتظام بأفكاره، سواء كان ذلك في اجتماعات ثنائية أو مع الممثلين الدائمين أو في اجتماعات غير رسمية، بما في ذلك الغداء الشهري، مشيرًا إلى أن غوتيريش يحاول الإبحار في سياسات مجلس الأمن بأفضل طريقة ممكنة.
وطفت خلافات واشنطن وموسكو بمجلس الأمن إلى الواجهة قبل أيام حين نقلت وكالة "نوفا" الإيطالية عن مصدر دبلوماسي لم تسمّه، أنه في الوقت الحالي، لا يوجد اتفاق على تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة وعلى هيكلية البعثة الأممية مع تعيين ممثل للأمين العام في طرابلس.
وقال المصدر الدبلوماسي إن الأمم المتحدة حاضرة على الأرض من خلال الدبلوماسية الأمريكية ستيفاني وليامز التي تولت في السابق رئاسة البعثة الأممية، بصفتها مستشارًا للأمين العام للأمم المتحدة، في محاولة لتجنب الفيتو الروسي.
مستقبل غامض
تلك الدلائل دعمتها تصريحات أدلى بها الإثنين الماضي، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن ليبيا، أكد خلالها أهمية تعيين وسيط جديد بالدولة الواقعة في شمال أفريقيا.
وقال الدبلوماسي الروسي: "من المهم أن يقدم الأمين العام مرشحًا لهذا المنصب في أسرع وقت ممكن (..) يجب أن يتمتع مبعوث الأمم المتحدة بالخبرة الكافية في إطار التفويض الذي يقرره مجلس الأمن"، مضيفا "لسوء الحظ، ليس لدينا مثل هذا الشخص على رأس البعثة في الوقت الحالي".
وعملت الأمريكية ستيفاني وليامز مبعوثة أممية لليبيا بحكم الأمر الواقع، بعد الاستقالة المفاجئة للمبعوث السابق يان كوبيش في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وعين غوتيريش، في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، الدبلوماسية الأمريكية وليامز مستشارًا خاصًا بدلاً من مبعوث، في خطوة سمحت له بتجنب مجلس الأمن المكون من 15 عضوًا.
وعملت وليامز في عام 2020 كمدير بالإنابة لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا ومقرها جنيف، بعد أن شغلت منصب نائب مديرها من 2018 إلى 2020.
وكانت لاعباً رئيسياً في تنسيق التقدم في ليبيا، بما في ذلك وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الثاني 2020 بعد سنوات من الاشتباكات.
ليس الأول
ولا يعتبر الخلاف الحالي حول تمديد البعثة الأممية في ليبيا الأول من نوعه، حيث شهد مجلس الأمن الدولي في سبتمبر/أيلول الماضي، خلافًا حول الأمر نفسه، فقرر تمديدها 15 يومًا حتى أواخر الشهر نفسه، ومن ثم، تبنى قرارًا بالإجماع في نهاية الشهر بتمديد مهمة البعثة حتى 30 يناير/كانون الثاني الجاري.
وتقود البعثة الأممية في ليبيا جهودًا لحلحلة أزمة إرجاء تعثر قطار الانتخابات في محطة القوة القاهرة، تعمل من خلالها المبعوثة ستيفاني وليامز على عقد لقاءات مع قوى محلية ودولية، بهدف دفع ملف الاستحقاق الدستوري قدمًا.