تقرير أممي يفضح متاجرة قطر وتركيا وإيران بالقضية الفلسطينية
الإمارات والسعودية والكويت أبرز المتبرعين لغوث اللاجئين الفلسطينيين
تقرير أممي صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يفضح متاجرة قطر وتركيا وإيران بالقضية الفلسطينية.. كيف؟
دأبت قطر وتركيا وإيران على المتاجرة بالقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، لا سيما على صعيد الرأي العام العربي والإسلامي، سعيا وراء اكتساب مكانة زائفة، دون أن يقدموا في الواقع ما يبرر مساعيهم تلك.
- بالصور.. أردوغان يحارب اللغة العربية في شوارع تركيا
- علي النعيمي: خيارات الخليج مفتوحة وعلى قطر الاستماع لصوت العقل
وتعمل الآلة الإعلامية بفضل أموال الدول الثلاث على الترويج لهذه الفقاعات حتى يعتقد البعض أن قطر وتركيا وإيران هي الأكثر والأكبر دعما للفلسطينيين وقضيتهم العادلة.
فتخرج قطر بلافتة دعم القضية الفلسطينية لتبرر دعمها لحركة حماس وغيرها من الفصائل التي تستهدف تقويض السلطة الوطنية الفلسطينية، الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، حتى تحقق مصلحة إسرائيلية صارخة في إظهار الفلسطينيين أمام الرأي العام العالمي منقسمين مشتتين، لا يجمعهم هدف، ولا توحدهم راية، فضلا عن تشويه سمعة النضال الفلسطيني التاريخي عبر دعم سلوك حماس الذي تسبب في إلصاق تهمة الإرهاب بالشعب الفلسطيني حتى باتت على وشك فقدان التعاطف الدولي، الذي كانت تنفرد به طوال العقود الماضية.
أما إيران التي لا تكفّ عن الوعيد لإسرائيل دون أن تفعل أي شيء، فهي الأخرى لا تتوقف عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية، فتختلق ما يسمى بـ"يوم القدس"، الذي تخصصه لرفع لافتات تسب الدول العربية والإسلامية السنية، فضلا عن إقامة مهرجانات كلامية لا طائل منها. كما أسست ما يسمى بـ"فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي بدلا من أن يقاتل الاحتلال الإسرائيلي، راح يتسلل كالسرطان في ثنايا بعض الدول العربية، علنا أحيانا وسرا في أغلب الأوقات، من أجل زعزعة استقرارها وإثارة الفتن الطائفية والسياسية بين مكونات نسيجها الاجتماعي، دون أن يخطر ببال أحد السؤال البسيط: أين القدس في كل هذا؟
ولا تختلف تركيا في ظل رئيسها رجب طيب أردوغان عن قطر وإيران على هذا الصعيد، فأردوغان الذي لا يبالي بكافة الانتقادات الموجهة إلى نظامه الذي يعزز الديكتاتورية ويرسخ القمع ضد الأتراك، لم يترك فرصة دون أن يتاجر بالقضية الفلسطينية أمام عدسات الكاميرات ووسائل الإعلام، بينما يجري الحديث في اتجاه آخر داخل الغرف المغلقة.
في شهر مايو الماضي فقط، قام وفد اقتصادي تركي رفيع المستوى بزيارة إلى إسرائيل الأسبوع القادم، ضم أكثر من 100 من كبار رجال الأعمال الأتراك برئاسة رئيس اتحاد المصدرين التركي، ويضم كبار رجال الاقتصاد ومالكي أكبر المجموعات التجارية، فضلا عن مصدّرين ومديري عموم لشركات تركية كبرى، في مجالات الطاقة والبناء والطيران والغذاء والزراعة.
وسائل الإعلام الإسرائيلية فضحت الزيارة التي تضمنت تنظيم منتدى أعمال إسرائيلي-تركي بحضور 250 مشارك، بحثوا الخطوات العملية لتعزيز العلاقات التجارية الإسرائيلية-التركية، في إشارة إلى عهد جديد في العلاقات بين البلدين.
ودعا رئيس الوفد الاقتصادي التركي محمد بيوكيكس، إلى مضاعفة حجم التبادل التجاري لتركيا وإسرائيل، في خلال فترة زمنية لا تتجاوز 5 سنوات، لافتاً في حديث مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إلى أنّ "الوقت حان لتغيير تصور المواطنين الإسرائيليين تجاه الأتراك، وكذلك الأتراك تجاه الإسرائيليين". وأعرب عن ثقته بأن التجارة البينية بين البلدين يمكن أن تنمو من 3.9 مليارات دولار كما هي اليوم، إلى أكثر من 10 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. وشدّد على أن تعزيز العلاقات بين رجال الأعمال الإسرائيليين والأتراك، لا يؤثر إيجاباً بالسوق التجارية وحسب، بل أيضاً بالعلاقات السياسية، وعلى نحو متزايد.
وتشير معطيات اقتصادية إسرائيلية إلى أنه في الربع الأول من العام الجاري، ارتفعت الصادرات التركية إلى إسرائيل بنسبة 20%، فيما ارتفعت الصادرات الإسرائيلية إلى تركيا بنسبة 45%.
ورغم كل الأموال التي يتم إنفاقها على الترويج الإعلامي لخلق فكرة وهمية عن أن هذه الدول الثلاث تدعم القضية الفلسطينية والفلسطينيين أكثر من غيرها، يأتي تقرير صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ليسقط كل الأقنعة، ويفضح المتاجرين بالفلسطينيين وقضيتهم.
ويرصد التقرير ببساطة أهم المتبرعين والداعمين للفلسطينيين واللاجئين منهم على مستوى العالم، ومن بين أهم 20 داعما ومتبرعا لا يظهر اسم قطر ولا تركيا ولا إيران على الإطلاق.
ولكن يمكن بوضوح رؤية اسم المملكة العربية السعودية في المركز الرابع بإجمالي يصل إلى 96 مليون دولار تقريبا في عام واحد. وجاءت الكويت في المركز الثامن، بإجمالي 32 مليون دولار. أما الإمارات العربية المتحدة فجاءت في المركز الـ12 بإجمالي 17 مليون دولار تقريبا.
وحتى في قائمة أكبر 20 داعما "غير حكومي" للاجئين الفلسطينيين عالميا، اختفت أسماء قطر وتركيا وإيران، بينما يمكننا رؤية اسم بنك التنمية الإسلامي في جدة بالمركز الثاني على مستوى العالم، بإجمالي تبرعات بلغت 40 مليون دولار. وجاء بعده الهلال الأحمر الإماراتي بأكثر من 8 ملايين دولار.
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA==
جزيرة ام اند امز