إيران تتاجر بالقدس بقمة "وهمية" 2040
الملصق الدعائي الإيراني يجمع عددا من الشخصيات والدول التي يتصارع بعضها ضد بعض، ولكن جمعها الولاء لإيران ومشروعها التوسعي
بمناسبة الاحتفال بيوم القدس العالمي أزاحت بلدية طهران الستار عن ملصق باسم "تحرير فلسطين" يصور حلفاء إيران في قمة مفترض عقدها بالقدس عام 2040.
والملصق الذي تم عرضه، أمس الجمعة، يتحدث عن أن هؤلاء الحلفاء سيجتمعون في ذلك التاريخ في قمة للاحتفال بتحرير القدس وفق ما نشرته وكالة "مهر" الإيرانية.
واللافت أن الملصق يجمع شخصيات ودولا كان لوقت قريب يصعب على كثيرين تصور أن يجمعهم تحالف وفكر وهدف واحد، خاصة وأنهم متصارعون ومتحاربون ضد بعضهم البعض في بعض الدول.
فمثلا تتراص جماعة الإخوان الإرهابية في سوريا إلى جانب المعارضة المسلحة في حين أن إيران وجماعات طائفية أخرى تتراص إلى جانب حكومة بشار الأسد، ويتواجه الجانبان في معارك دموية.
وكذلك يجمع الملصق بين الرئيس السوري بشار الأسد وبين عدوه اللدود رجب طيب أردوغان المتحاربين منذ 6 سنوات في سوريا.
ويمثل الملصق تصريح لمرشد ثورة إيران علي خامنئي قال فيه إنه "بعد 25 سنة لن يكون هناك وجود للصهيونية".
ولكلمة "تحرير" في الثقافة الإيرانية الخومينية معنى مختلفا غير المعنى التقليدي في كثير من الأحيان.
ففي العراق تستغل المليشيات الطائفية الموالية لإيران كلمة "تحرير" العراق في استبعاد أي سلطة بالعراق غير موالية لإيران.
فمثلا تحرير العراق في أواخر القرن الماضي كان يعني إزاحة حكم صدام حسين لصالح تمكن الموالين لإيران من الحكم.
وحاليا تستخدم مليشيا الحشد الشيعي الطائفية كلمة تحرير العراق من تنظيم "داعش" بمعنى فرض سيطرتها التامة على شمال العراق، وليس مجرد طرد داعش.
وهذه الثقافة تأتي من مشروع ثورة إيران الخومينية التوسعي في المنطقة، والتي تعتبر فرض ما تصفه بـ"الصحوة الإسلامية" و "الثورة الإسلامية" و دعم "محور المقاومة والممانعة" في دول المنطقة هو بمثابة "تحرير" لها من أنظمة الحكم القائمة، لتسقط في يد موالين لإيران.
والشخصيات المتحالفة في الملصق هي:
علي خامنئي مرشد إيران
يوسف القرضاوي القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية
راشد الغنوشي بجماعة الإخوان الإرهابية
إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الموالية للإخوان
حسن نصر الله زعيم مليشيا حزب الله
مهاتير محمد رئيس الحكومة الماليزية الأسبق
رمضان عبد الله القيادي بحركة الجهاد الإسلامي حليفة إيران
إبراهيم زکزاکي زعيم الحركة الإسلامية الشيعية بنيجيريا
إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي
بدر الدين الحوثي زعيم مليشيا الحوثي باليمن
خالد مشعل زعيم حركة حماس
قاسم سليماني قائد فيلق القدس بمليشيا الحرس الثوري الإيراني
ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة بلبنان
خالد ملا رئيس جماعة علماء العراق
بشار الأسد رئيس سوريا
رجب طيب أردوغان رئيس تركيا
هاشم الحيدري رجل الدين الشيعي من العراق.
عيسي القاسم، المتهم بالإرهاب في البحرين
ويوم القدس العالمي ابتدعه مرشد ثورة إيران الخميني 1979 بزعم مناصرة قضية فلسطين، فيما اتضح أنه مخصص لمناصرة ومبايعة الخميني وإيران رغم دورها في انتعاش إسرائيل وتقسيم الفلسطينيين وتخريب دول عربية.
ففي مثل هذا اليوم، الجمعة الأخيرة من رمضان من كل عام، تخصص له إيران مسيرات ضخمة، وتخرج كذلك مسيرات تنظمها مليشيات وأنظمة موالية لإيران في الدول العربية والإسلامية، وترفع شعارات تمجّد إيران والخميني، فيما تكيل الاتهامات الباطلة للدول العربية بزعم أنها باعت قضية فلسطين، ويصل الأمر أحيانا لافتعال صدامات مع رجال الأمن.
ولإعطاء هذا اليوم زخمًا تحشد إيران مظاهرات واسعة داخل إيران وخارجة تحت شعارات تحرير القدس ومناصرة الإسلام وتقديم إيران ومليشياتها على أنها المعادي "الأوحد" لإسرائيل، متجاهلة تعاونها مع إسرائيل التي أمدتها بالسلاح في حرب الخليج الأولى ضد العراق خلال ثمانينات القرن الماضي.
وجاء يوم القدس العالمي ليغطي على "يوم الكرامة"، والذي عُرف أيضا بـ"يوم فلسطين" الذي كانت تحتفل به فلسطين سنويا للاحتفال بانتصار الفدائيين الفلسطينيين والجيش الأردني على الجيش الإسرائيلي حين حاول عام 1968 التوغل في الأردن ومهاجمة المخيمات الفلسطينية فيها، وانتهى بهزيمة الإسرائيليين.
ولكن مثل هذا اليوم لا يلقى صدى كبيرا لدى إيران لأن أحد الجيوش الوطنية النظامية شارك في تحقيق هذا النصر، في حين تعادي إيران كل الجيوش النظامية في المنطقة، عدا تلك الموالية لها.
aXA6IDMuMTcuMTc5LjEzMiA= جزيرة ام اند امز