الولايات المتحدة تتجه نحو بقاء "طويل" في سوريا
الإدارة الأمريكية تنوي البقاء في سوريا للحفاظ على عملية السلام الروسية بعد لقاء ترامب-بوتين حول جولة جديدة من مفاوضات السلام السورية.
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمها التوسع في أهداف "بقائها العسكري الطويل" في سوريا بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وذلك للعمل مع ما وصفته "بالشراكات الدولية" لتحقيق تسوية للحرب السورية التي دخلت عامها السابع، الخطوة التي قد تضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع بشار الأسد وداعمه الرئيسي إيران.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن القوات الموالية للأسد، إضافة إلى الدعم الروسي والإيراني، يحاولون السيطرة على ما تبقى من المدن التي تم تطهيرها من تواجد داعش، في محاولة لإنهاء أسباب التواجد الأمريكي في سوريا.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يأملون في تواجد مستمر للقوات الأمريكية في شمال سوريا، وذلك لمساندة قوات سوريا الديموقراطية وللضغط على الأسد لتقديم تنازلات في محادثات جنيف للسلام التي تقوم بإدارتها الأمم المتحدة، حيث يتوقع أن تبدأ جولة جديدة من المفاوضات نهاية نوفمبر الحالي بعد ثلاثة سنوات دون نتيجة.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن الانسحاب السريع من سوريا سيساهم في مساعدة الأسد إحكام سيطرته على بقية أجزاء سوريا التي قامت بها الحرب منذ 2011 لإنهاء الحكم الاستبدادي في سوريا، ولتفادي هذه النتيجة، يقول المسؤولون الأمريكيون إن الحفاظ على تواجد عسكري أمريكي في شمال سوريا سيعمل على الحفاظ على توازن المعركة ضد الأسد.
وبالإضافة إلى الحفاظ وتوسيع التواجد العسكري الأمريكي في سوريا، تحاول الإدارة الأمريكية العمل على تعاون جديد مع روسيا، حيث قام الرئيس الأمريكي ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بتوقيع تصريح مشترك حول دعم محادثات جنيف أوائل الشهر الحالي، إضافة الى محادثة هاتفية الثلاثاء بعد ساعات من لقاء بوتين مع الأسد في منتجع سوتشي الروسي.
إلا أن المسؤولين الأمريكيين شددوا على أن التواجد العسكري الأمريكي في سوريا هو أمر حتمي لضمان تطهير الداخل السوري من بقايا داعش، إضافة إلى فرض النظام والاستقرار في المناطق المحررة الى أن يتم تسليمها إلى حكوماتها المحلية، حيث يقول أحد المسؤولين الذي لم تكشف الصحيفة الأمريكية عن اسمه إن الحرب ضد داعش لم تنتهِ بعد، إلا أنه أضاف أن قرار البقاء والتوسع العسكري في سوريا "لا يزال قيد البحث".
وصرح وزير الدفاع الأمريكي جايمس مايتس أن القوات الأمريكية "لن تغادر سوريا في الوقت الحالي" وذلك قبل العمل على تسوية سياسية بين الأسد والمعارضة السورية، وأضاف أن قواته "ستعمل على ضمان وضع الظروف الملائمة للحلول الدبلوماسية، وليس فقط العمليات العسكرية".
ويقدر العدد الرسمي للقوات الأمريكية المتواجدة في سوريا بحوالي 503 عسكريين، وذلك لتدريب ودعم القوات الكردية والمعارضة السورية، إلا أن العديد من المراقبين يشيرون إلى أن هذا الرقم أعلى بكثير، حيث يتواجد العديد من القوات الخاصة وقوات النخبة الأمريكية، إضافة إلى مراقبين جويين وأطقم المدفعية التي تم إرسالهم لعدة أشهر في مهمات بشمال سوريا ضد تنظيم داعش.
وعند سؤال مايتس حول عدد القوات التي ستبقى في سوريا، قال وزير الدفاع الأمريكي إن الإدارة الأمريكية ستنتظر حتى الوقت المناسب.
وتقول الصحيفة إن خطة بقاء القوات الأمريكية في سوريا تظهر تغيرا في الخطة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية في سوريا، والتي تمثلت في هزيمة تنظيم داعش، حيث أصبح توجه الإدارة الآن وقف التدخل الإيراني في المنطقة، وذلك على لسان نيكولاس هاريس، الخبير الأمني بمعهد "نيو أميريكان سيكيوريتي".
وأضاف هاريس أن الظروف التي ساهمت في دحر تنظيم داعش ولدت توجه الإدارة الأمريكية لصد التدخلات الإيرانية في المنطقة، وبالرغم من أن الولايات المتحدة ليس لديها أي خطة كبرى للبقاء في سوريا، إلا أنها ليست في عجلة من أمرها للرحيل من هناك، وبعدم وضع مخطط زمني للرحيل عن سوريا، تقوم وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، بعمل إطار لإبقاء القوات الأمريكية في سوريا لعدة سنوات.
جدير بالذكر أن ستيفان دي مستورا، مبعوث الأمم المتحدة في سوريا، أعلن عن جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا ستعقد في جنيف في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.
وأكد دي ميستورا أن محادثات جنيف- الجولة الثامنة التي دعت إليها الأمم المتحدة- يجب أن تركز على خطوات في اتجاه صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات في سوريا، تحت إشراف المنظمة الدولية.
وانتهت 7 جولات من المحادثات دون تحقيق تقدم كبير في اتجاه تسوية سياسية، إذا كانت المفاوضات تتعثر حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA= جزيرة ام اند امز