بعد تصنيفه منظمة إجرامية دولية.. عقوبات أمريكية تنتظر حزب الله
الكونجرس الأمريكي يبحث إقرار قانون جديد ضد المليشيا الإرهابية لفرض عقوبات عليها، بسبب استخدامها دروعاً بشرية في أعمالها القتالية
صنّفت وزارة العدل الأمريكية مليشيا حزب الله اللبنانية بالمنظمة الإجرامية الدولية، أي أن إجرام هذه المنظمة عابر للحدود، وهو تصنيف أمريكي جديد يطال المليشيا بعد أن كانت واشنطن تدرجه على لائحة الإرهاب وتصنفه كمنظمة إرهابية.
وأكد مصدر سياسي في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أن هذا التصنيف "يستهدف حزب الله وكل من يتعاطى معه أو يتقرّب منه أو يقدّم الدعم له في أي منطقة حول العالم. وهذا يرتبط بالتشدد الأمريكي في منع تمويل حزب الله خارج لبنان وداخله، ويسمح للحكومة الأمريكية بملاحقته كمنظمة إجراميه دولية، وليس إرهابية فحسب. والأهم يسمح للولايات المتحدة باستهداف حزب الله ومموليه حتى في الدول التي لا تصنفه منظمة إرهابية".
وأوضح المصدر أن "الضغط على مليشيا حزب الله لن يتوقف، إذ يرتبط أيضًا بالعقوبات الأمريكية القاسية على إيران، والتي ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والتي ستمنع إيران من تصدير إنتاجاتها النفطية، وهذا ما سيؤثر على مليشيا الحزب على صعيد توفير الأموال والاحتياجات اللازمة لتأمين استمرارية مؤسساته ودفع رواتب مقاتليه ومسؤوليه".
وفى السياق نفسه، أشار المصدر إلى أن الكونجرس الأمريكي يبحث إقرار قانون جديد ضد المليشيا الإرهابية لفرض عقوبات عليها، بسبب استخدامها دروعاً بشرية في أعمالها القتالية.
وأكد أن مختلف تلك القوانين الصادرة الفترة الماضية ضد مليشيا حزب الله "تأتي كجزء من حملة أمريكية أوسع لاستهداف إيران وأذرعها في الشرق الأوسط".
أما عن تداعيات هذا التصنيف على الداخل اللبناني، فقد أشار مصدر آخر لـ"العين الإخبارية" إلى أن "حزب الله يترقّب تداعيات كل هذه العقوبات، إذ لا يبدو مرتاحاً إلى الوضع الدولي ولا إلى العقوبات والإجراءات، لا سيما في ظل الصورة الضبابية التي تطبع منطقة الشرق الأوسط، والتهديد المستمر لتحجيم نفوذ إيران وحلفائها والإصرار على انسحابها من كل سوريا على غرار انسحابها من الجنوب السوري".
وذكر أن "حزب الله لجأ بالفعل إلى تخفيض رواتب مقاتليه وموظفي المؤسسات التابعة له والمؤسسات الحليفة، إلى النصف تقريبًا. ويحاول البحث عن مخارج لهذه الأزمات، ويسعى خلف المؤسسات الحكومية الرسمية اللبنانية، لأخذ غطاء شرعي لأنشطته، لعلّ وجوده في هذه المؤسسات قد يوفر له حصانة معيّنة".
وأوضح المصدر أن "هناك العديد من التهديدات والرسائل من جانب الولايات المتحدة نقلها مسؤولون أمريكيون وغربيون إلى المسؤولين اللبنانيين، وتركزت على وجوب التزام لبنان بكل التشريعات الدولية والأمريكية، والالتزام بالعقوبات التي ستفرض على المليشيا، وعدم محاولة الالتفاف عليها، لأن ذلك سيؤدي إلى فرض عقوبات على المؤسسات الرسمية حينها، كما سيؤدي إلى وقف المساعدات المقدمة من قبل أمريكا إلى الدولة اللبنانية".
وكشف المصدر عن زيارات عدة قام بها مسؤولون لبنانيون إلى واشنطن في الفترة الأخيرة، والتقوا خلالها مسؤولين في الخزانة الأمريكية ووزارة العدل، لتأكيد الالتزام بالعقوبات، وأن "المصارف اللبنانية لن تسمح بأي تهاون مع الأسماء التي تدرجها واشنطن على اللائحة السوداء، خوفاً على القطاع المصرفي".
وأكد أنه "على ما يبدو فإن الولايات المتحدة ستستمر بالضغط على بعض حلفائها من الدول الأوروبية لأجل تشديد العقوبات على مليشيا حزب الله، ومطالبتها بتصنيف الحزب بكامل هيكليته كتنظيم إرهابي بشقيه السياسي والعسكري.
وختم المصدر بقوله إن هذا التصنيف "سيكون له تداعيات بارزة على الوضع في لبنان خصوصاً والمنطقة عموماً، خاصة أن هذه القوانين ستتيح ملاحقة عناصر الحزب في كل الدول، ومحاسبته على ما يقترفه في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، بالإضافة إلى خنقه ووقف كل عمليات تجارته التي يستخدمها في تبييض أموال الدعم له".
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز