مرة أخرى تعود النائبة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي، إلهان عمر إلى دائرة الجدل المثير داخل وخارج أمريكا.
مرة أخرى تعود النائبة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي، إلهان عمر، إلى دائرة الجدل المثير داخل وخارج أمريكا.
هذه السيدة ذات الأصل الصومالي، المسلمة، أول محجبة تدخل الكونجرس الأمريكي، حريصة تماماً على الضغط على الأوتار الحساسة في الوجدان الأمريكي العام، وهي تحظى بالتأييد؛ ليس فقط من منظمة «كير» الإخوانية في أمريكا، بل من حشود اليسار والناشطين على الـ«سوشيال ميديا»، بحجة أن نقد إلهان، أو الهجوم على تصريحاتها ومواقفها، يعدّ «جريمة كراهية» وتحريضاً ضد الإسلام!
إلهان وأمثالها كائنات سياسية معلنة، ومثلاً لها مواقف معادية للسعودية ومصر، فهل يعدّ اختلاف السعوديين والمصريين معها ورفضهم مواقفها تحريضاً على كره الدين الإسلامي نفسه؟!
آخر ضجة أحدثتها إلهان حين تم تداول فيديو لها مأخوذ من كلمة ألقتها داخل منظمة «كير» -مرة أخرى- في 23 مارس (آذار) الماضي، وهي المنظمة التي لا يخفى على صاحب بصر وبصيرة مساندتها جماعة «الإخوان» والخط القطَري-التركي. وفي كلمتها هذه «استهانت» بمشاعر الأمريكيين تجاه حدث «مؤسس» في الروح الوطنية الأمريكية الحديثة، هو هجمات «11 سبتمبر (أيلول) 2001» التي نفذها تنظيم «القاعدة» الإرهابي.
قالت في كلمتها تلك عن هجمات «سبتمبر»: «بعض الناس قاموا بعمل ما»! فهبّت العواصف عليها؛ الرئيس ترامب شخصياً لم يفوّت هذه السقطة، وأرفق مع كلمة إلهان لقطات مثيرة للحزن عن هجمات «سبتمبر» مؤكداً: «لن ننسى».
الجمهوريون اتهموا النائبة إلهان بالتقليل من جريمة «11 سبتمبر»، لكن الديمقراطيين احتشدوا للدفاع عنها، وقالوا إن كلامها أُخرج عن سياقه، واتهموا ترامب بالتحريض على العنف ضدها وضد المسلمين. وإلهان نفسها عزفت على النغمة نفسها وحذرت من خطر الخطاب المعادي للمسلمين الذي يوجَّه ضدها.
رغم مبادرة أعداء ترامب اليساريين بشتى درجاتهم، للاصطفاف إلى جانب إلهان، وإطلاقهم «هاشتاقا» عالمياً للتراصّ معها، ورغم أحاديث نواب ومرشحين محتملين للرئاسة، تهاجم ترامب والجمهوريين وتدافع عن إلهان، ومن ذلك كلام عضوي مجلس الشيوخ إيمي كلوبوشار وكامالا هاريس، اللتين اتهمتا ترامب بنشر الكراهية... رغم ذلك كله، فإن سيدات اليسار المتطرف الجديدات في الكونجرس الأمريكي؛ صويحبات إلهان، لم يكفهنّ ذلك.. عضو الكونجرس رشيدة طالب، والعضو اليسارية ذات المزاج اللاتيني الثوري، أليكسندريا كورتيز، اتهمتا قادة الحزب الديمقراطي بالضعف في مساندة إلهان.
بصراحة؛ ما يهمنا نحن هنا في منطقتنا العربية وعالمنا المسلم، ليس تفاصيل التراشق السياسي الأمريكي الداخلي، بل تحويل لاعبة سياسية كالسيدة إلهان عمر إلى ممثلة للدين الإسلامي والمسلمين قاطبة، فيصبح نقدها؛ بل الهجوم عليها هجوماً على الإسلام نفسه وتحريضاً على كرهه! هذا هراء وخطل في العقل.
إلهان وأمثالها كائنات سياسية معلنة، ومثلاً؛ لها مواقف معادية للسعودية ومصر، فهل يعدّ اختلاف السعوديين والمصريين معها ورفضهم مواقفها تحريضاً على كره الدين الإسلامي نفسه؟!
نقلاً عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة