"مرحلة التنافس".. بلينكن يطلق رصاصة الرحمة على "الأحادية القطبية"
منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا طغت سردية "نهاية الأحادية القطبية" والدعوة لنظام متعدد الأقطاب، على الخطاب السياسي لموسكو.
سردية تغذت بشكل مستمر على تصاعد التوتر بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة وروسيا على خلفية الحرب، وتبادل العقوبات واستعراض القوة، وكان آخر هذه السجالات إعلان حلف شمال الأطلسي (ناتو) تنظيم أكبر مناورات منذ نهاية الحرب الباردة.
- "جدار برلين" شاهد صامت على الحرب الباردة.. القصة الكاملة
- مقبرة القطارات السوفياتية.. كبسولة زمنية تقودك للحرب الباردة
لكن الولايات المتحدة لم تنسق حتى أيام مضت لخطاب "نهاية نظام ما بعد الحرب الباردة"، أو دعوات روسيا لتدشين نظام عالمي متعدد الأقطاب.
وأمام كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، فجر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مفاجأة باعترافه بـ"نهاية نظام ما بعد الحرب الباردة الذي شهد هيمنة أمريكية مطلقة".
وقال بلينكن: "ما نشهده الآن هو أكثر من مجرد اختبار لنظام ما بعد الحرب الباردة.. إنها نهايته".
وتابع: "هذا لم يحدث بين عشية وضحاها. وما أوصلنا إلى هذه اللحظة سيكون موضع دراسة ونقاش لعقود مقبلة.. ولكن هناك اعتراف متزايد بأن العديد من الافتراضات الأساسية التي شكلت نهجنا في التعامل مع حقبة ما بعد الحرب الباردة لم تعد قائمة".
وأضاف: "لقد أفسحت عقود من الاستقرار الجيوسياسي النسبي المجال أمام منافسة متزايدة مع القوى الاستبدادية والقوى الرجعية"، مضيفا أن "الحرب العدوانية التي تشنها روسيا في أوكرانيا هي التهديد الأكثر إلحاحا والأكثر خطورة للنظام الدولي المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه الأساسية المتمثلة في السيادة والسلامة الإقليمية واستقلال الدول، وحقوق الإنسان"، بحسب قوله.
ومضى قائلا: "في الوقت نفسه، تشكل الصين التحدي الأكثر أهمية على المدى الطويل لأنها لا تطمح إلى إعادة تشكيل النظام الدولي فحسب، بل إنها تتمتع على نحو متزايد بالقوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية للقيام بذلك".
واستطرد "ومع احتدام هذه المنافسة، تقوم العديد من الدول بالتحوط في رهاناتها.. إن نفوذ الجهات الفاعلة غير الحكومية آخذ في النمو، من الشركات التي تنافس مواردها موارد الحكومات الوطنية؛ والمنظمات غير الحكومية التي تقدم الخدمات لمئات الملايين من الأشخاص؛ للإرهابيين الذين لديهم القدرة على إلحاق أضرار كارثية؛ والمنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية التي تتاجر بالمخدرات والأسلحة والبشر".
ومنذ بداية الحرب الأوكرانية الروسية في فبراير/شباط 2022، تطالب روسيا بوضوح بنظام عالمي "متعدد الأقطاب"، ونهاية الأحادية القطبية التي مارستها الولايات المتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991.
وعلى هامش هذه المطالبات، تصاعد التوتر بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة من ناحية، وروسيا من ناحية أخرى، ومؤشرات استعراض القوة بين الطرفين، ممثلة في المناورات العسكرية.
واليوم السبت، أعلن رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو، روب باور، أن دول الحلف قررت إجراء أضخم مناورات عسكرية في إطار الحلف منذ انقضاء فترة الحرب الباردة، وذلك في العام المقبل 2024.
وأضاف باور: "في عام 2024، سيجري الناتو أضخم مناورات له منذ فترة الحرب الباردة".
فيما توقعت تقارير صحفية غربية مشاركة ما لا يقل عن 41 ألف جندي، وأكثر من 50 سفينة في تلك المناورات، وتنفيذ ما بين 500 إلى 700 طلعة جوية.
aXA6IDMuMTM1LjIwOC4xODkg جزيرة ام اند امز