القصف الأمريكي ضد قوات الأسد.. رسالة مباشرة لأردوغان بسوريا
منبج السورية نقطة صراع أمريكي تركي
بسقوط 100 شخص في الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت قوات النظام، يزداد المشهدان السياسي والميداني بسوريا تعقيدا.
بسقوط 100 شخص في الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت جيش النظام السوري، يزداد المشهدان السياسي والميداني تعقيداً، خاصة مع استمرار القصف التركي على عفرين.
شن الجيش الأمريكي، الأربعاء، ضربات جوية ضد القوات الموالية لجيش النظام، معلناً أن القصف الجوي جاء دفاعاً عن النفس بعد إطلاق النظام قذائف على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن.
ووفقاً لبيان التحالف الدولي الذي تقود الولايات المتحدة الأمريكية، قامت قوات النظام السوري، الأيام الماضية، بضرب أهداف ومناطق تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، بمحافظة دير الزور.
تصعيد أمريكي – تركي
القصف الأمريكي على قوات النظام يتزامن مع القصف التركي على عفرين شمال سوريا، إضافة إلى استمرار التهديدات التركية بالتوسع والهجوم على منبج، حيث تمتلك أمريكا قواعد عسكرية بالمدينة السورية.
ويرى عادل الحلواني، ممثل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية بالقاهرة، أن الوضع السياسي يتأزم ويزداد تعقيداً بالضربة الجوية الأمريكية والعملية العسكرية بعفرين، خاصة أن تركيا مستمرة في دعمها للمسلحين بسوريا، إضافة لدعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية.
وقال الحلواني، في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن "الوضع يتصاعد بين جميع الأطراف، وأصبحت سوريا ساحة لنزاع أمريكي – تركي – روسي – إيراني"، مرجحاً أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التوتر بين الأطراف خاصة أنقرة – واشنطن.
كما اعتبر بوسف المطعني، المتخصص في الشأن السوري، أن المشهد الحالي السوري يعود إلى تقاطع المصالح بين أمريكا وتركيا في الهجوم على الأكراد شمالاً، ملمحاً إلى توافق روسي – تركي غير معلن يزيد من تشابك وتقاطع المصالح المشتركة بسوريا.
رسالة لأردوغان
"رسالة مباشرة لأردوغان عبر ضرب قوات النظام" بهذه العبارة فسر الحلواني، توقيت الضربة الجوية الأمريكية، موضحاً أن الهجوم الأمريكي الذي استهدف قوات تابعة للنظام السوري حمل بداخله رسالة صريحة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة مع التهديدات الأخيرة بشأن منبج.
وأكد المطعني في تصريحاته لـ"بوابة العين"، أن القصف الأمريكي هو رسالة موجهة للإدارة التركية، متفقاً مع التحليل السابق بقوله "أمريكا أرادت زحزحة أردوغان وتركيا من الصورة، خاصة أن القصف الجوي على عفرين مستمر".
منذ التدخل العسكري التركي في عفرين، توالت التهديدات الصريحة لأردوغان والمسؤولين الأتراك، بتوسع الهجوم إلى منبج. كرر أردوغان تهديده، بمطالبة أمريكا بالانسحاب من مبنج، وإعادتها لأصحابها، وفقاً لتعبيره.
ولم يتوقف التصعيد من الجانب التركي عند هذا الحد، بل وجهوا اتهامات مباشرة لأمريكا بالعمل ضد مصالح تركيا وإيران وروسيا، مستنداً على إرسال واشنطن مساعدات عسكرية للمناطق التابعة للأكراد.
وطالب وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، الولايات المتحدة بالانسحاب من منبج فوراً، مشيراً إلى أن تركيا تريد خطوات جادة من الجانب الأمريكي بشأن إيقاف دعمها للأكراد.
وفي الوقت نفسه أعلنت الإدارة الأمريكية، أنها لن تنسحب من منبج، مؤكدة عدم وجود خطط حالية تتعلق بسحب قواتها من الشمال السوري.
معارك ضد السوريين
وأكد ممثل ائتلاف المعارضة بالقاهرة أن القصف الأمريكي والتهديد التركي لواشنطن يعمق من الأزمة السورية، موضحاً أن إيران (حليف النظام) تمتلك مليشيات وأذرعاً مسلحة في سوريا، بجانب بعض التوافقات بين الروسيين والأمريكيين غير المعروفة حدودها.
واتفقا الحلواني والمطعني، على أن التدخل العسكري لأنقرة والقصف الجوي لواشنطن يتم تحت مسمى محاربة الإرهاب، وذريعة تأمين الحدود والقواعد العسكرية التابعة لهما.
واعتبر الحلواني أنه من الضروري على جميع الأطراف بالأزمة السورية، إيقاف القصف الجوي، والتركيز على الحل السياسي وإدخال المساعدات الإنسانية لسكان الغوطة الشرقية وإدلب، واصفاً الوضع الحالي بـ"المعارك المستهدفة لأمن السوريين".