تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة شق طريقها بين صفوف الكبار الفاعلين المؤثرين بقراراتهم في السياسات الدولية الراهنة.
بثقة واقتدار تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة شق طريقها بين صفوف الكبار الفاعلين المؤثرين بقراراتهم في السياسات الدولية الراهنة والقضايا ذات الاهتمام العالمي المشترك وخطط التنمية التي تضطلع بها، إلى جانب دورها المحوري على طاولة المفاوضات بين الأطراف المتنازعة في أي قضية كانت.
قبل عدة أيام، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عدداً من القادة الدوليين في يوم واحد؛ فمن القمة الإماراتية البحرينية الأردنية بمشاركة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين إلى استقبال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، في خطوة تعكس مدى تصاعد الثقة التي تحظى بها الإمارات وسط وجود إرادة سياسية قوية وقواعد صلبة تنبثق منها علاقات صداقة قوية تتحول إلى تاريخية مع مرور الزمن، رغم جميع محاولات تشويه السمعة التي كانت تطال الدولة وتحاول تغيير وجهة بوصلتها في مسار الأمور، خاصة على الساحتين اليمنية والليبية وغيرهما.
اللقاءات تمحورت حول توحيد الرؤى وتأسيس شراكات عميقة تخدم المصالح المشتركة وتسهم في إرساء السلام والعدالة في المنطقة، إلى جانب أنها تؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه الإمارات كصوت عقل وحكمة في فض النزاعات، وتكرس لمفاهيم أقوى وأشد نحو مخاطر الإرهاب والتطرف، وهنا لا ننسى أنها كانت محل ثقة دولية عبر الإجماع الذي حظي به ترشيحها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022 ــ 2023، كاستحقاق طبيعي لنهجها في الوسطية والاعتدال وحرصها على بناء علاقات صداقة وتعاون واحترام متبادل مع دول العالم وشعوبه، والنظر أولاً وأخيراً إلى تنمية الإنسان.
وهذا يتأكد أكثر مع ما تقدم به الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في كتابه "أرض الميعاد" حول مواقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين مارست الإدارة الأمريكية إبان ما يسمى "ثورات الربيع العربي" ضغوطاً على الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك للتنحي ومن التحركات المشبوهة في البحرين، دون اعتبار لتأثيرات ذلك على استقرار المنطقة.
ويذكر أوباما في كتابه كيف حذره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من خطر الإخوان المسلمين وتداعيات الضغط على مبارك. ويقول أوباما: "تذكرت محادثة أجريتها مع الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، مباشرة بعد أن طالبت مبارك بالتنحي. شاب، محنك، وربما أذكى زعيم في الخليج، لم يُنمق الكلمات في وصف كيفية تلقي الأخبار في المنطقة".
لكل زمن متغيراته وتحدياته ولكن صوت العقل هو الطاغي وهذا ما حل في الفترة بعد عام ٢٠١١ لسنوات كانت السياسة الأمريكية حينها تتخبط بدعمها جماعات اعتقدت أنها منظمة لتغيير بعض الحكام في بعض الدول العربية، ليتضح فيما بعد أن هذه الجماعة من أعمدة الإرهاب وتدمير الأوطان، وقتها لم ينصتوا لصوت الحكمة الإماراتية، وهنا دائما نوضح أن المنطقة أدرى بمتغيراتها والأيديولوجيات التي مرت بها وكيفية التعامل معها، ولدينا مشوار طويل مع متغيرات سياسية قادمة قد تلقي بظلالها على المنطقة، خاصة في الملفات الإيرانية والتركية التي يجب أن يكون فيها العرب والخليج جزءا من عمليات اتخاذ القرار فيها .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة