يقارن محللون بين سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن والرئيس الأسبق باراك أوباما..
في محاولة لبحث أوجه التشابه والاختلاف في سياساتهما لا سيما تجاه الشرق الأوسط، في استشراف لأوضاع العالم والدول العربية ومآل عدد من القضايا التي تعنى بها المنطقة .
ورغم أن بايدن هو الرئيس الأكثر خبرة في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث أنه بدأ في العام 1973 م كعضو في الكونغرس، وحتى منصبه الأخير كنائب للرئيس الأمريكي، إلا أن ظلال أوباما وربما "أخطاؤه" لاتزال ترافقه قبل توليه الرئاسة في يناير من العام المقبل .
وفي أكثر من مناسبة نفى الرئيس الأمريكي المنتخب عن نفسه هذه " التهمة " مؤكداً أن ولايته لن تكون ولاية ثالثة لأوباما، وهذا يعني أن بايدن عندما يتسلم مفاتيح البيت الأبيض فإنه سيعمل على وضع مصالح حلفاءه في عين الاعتبار، ويعزز من جهود مكافحة الإرهاب الصادر من الجماعات المتطرفة، ويمنع التدخلات الخارجية التي عانت منها دول عربية كثيرة في العقد الأخير.
الحقيقة أن السياسات الأمريكية لا تتغير جذرياً فيما يتعلق بالشأن الخارجي، والأوضاع التي يستلم فيها بايدن الرئاسة لا تشبه بتاتاً ما كانت عليه في عهد صديقه أوباما في العام 2009، فموازين القوى تغيرت في الشرق الأوسط وبدأت تحالفات قوية لا يمكن التغاضي عنها، وأصبحت الدول أكثر صلابة ووعياً في مواجهة المشاريع الخارجية، وبلا شك فإن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك المتغيرات جيداً، كما تدرك أن دعم حلفائها يعزز مصالحها الاستراتيجية، ويمنع انتشار التطرف والإرهاب ويحقق التنمية والسلام لاسيما أن كثيراً من قادة الدول الخليجية والعربية بنوا تحالفات قوية رسخت من الثقل الاستراتيجي للدول العربية في مواجهة التدخلات الخارجية، ولا يمكن لأي رئيس أن يتجاهل ذلك الدور لحل القضايا العالقة.
لقد أثبتت دول الخليج والدول العربية الفاعلة أنها قادرة على تخطي أي تحديات تتعلق بعلاقاتها بحليفها الأمريكي كما في مرحلة أوباما، وأن باستطاعتها الحفاظ على مصالحها السياسية والاستراتيجية وردع أي تهديد لدول المنطقة، ففي النهاية تبقى المصالح الأمريكية في المنطقة متساوية مع مصالح بلدان المنطقة مع الحليف الأمريكي، منها أمن الطاقة ومكافحة الإرهاب، في مقابل ردع أية محاولات لتهديد أمن الخليج من قبل الجماعات الإرهابية والدول الراعية للإرهاب .
ختاماً.. إن التعاون العربي لضبط التوازن الاستراتيجي والحفاظ على الحضور الفاعل، بإعادة الاستقرار إلى الدول المضطربة، سيعزز من ثبات علاقات القوى الدولية مع الدول العربية، وسيحافظ على مكانتها ومصالحها، وقد أثبتت التكتلات التي شهدها العقد الأخير فاعليتها في مواجهة المشاريع الخارجية .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة