أقدم النظام الإيراني فجر السبت الماضي على إعدام الصحفي الإيراني "روح الله زم".
والذي حصل على حق اللجوء السياسي في فرنسا بعد تقارير تؤكد أنه اعتقل بعدما سافر إلى العراق، وقبضت عليه هناك عناصر المخابرات الإيرانية وتم نقله إلى إيران بعد ذلك، حيث كان يدير حساب "آمد نيوز" على منصة "تليجرام"، ويعتبره النظام الإيراني أنه أحد أبرز المعارضين للنظام.
يأتي هذا الإعدام بحق صحفي امتدادا لسلسلة لا تنتهي من الاغتيالات التي يقوم بها النظام الإيراني بحق كل معارض له، تارة عبر محاولات الحرس الثوري تصفية المعارضين خارج إيران، وتارة أخرى محاولة استدراجهم إلى إيران عبر عمليات معقدة، ويتم بعد ذلك تنفيذ حكم الإعدام الظالم بحقهم أمام العالم في تحد صارخ لكافة المنظمات الحقوقية وكذلك للمجتمع الدولي.
جاء هذا الإعدام بعد أيام من مقتل عالم الذرة الإيراني "زاده"، حيث توعد كبار قادة الحرس الثوري برد كبير لمقتله، حيث سارع النظام الإيراني لاستغلال الظروف بالرد عبر تنفيذ حكم الإعدام بحق الصحفي "روح الله زم"، كي تقطع الطريق أمام أي محاولات مستقبلية حال استلم الرئيس الأمريكي الجديد "بايدن" مهامه في البيت الأبيض، بحيث لا يكون "زم" ورقة تفاوض، ومن هنا جاء التنفيذ السريع لحكم الإعدام بحق الصحفي.
إن تاريخ تصفية المعارضين سواء في الداخل الإيراني حيث أعدم الآلاف من المعارضين الذين شاركوا بمظاهرات ضد النظام، أو خارج إيران، يشكل تاريخا أسود من القهر والظلم، إذ لا تكاد تمر فترة زمنية إلا ونسمع بخبر اغتيال معارض إيراني، حيث اغتيل مؤخرا معارض إيراني داخل تركيا، وكذلك كشف الأمن الفرنسي قبل أكثر من عام خلية تتبع للحرس الثوري تحاول مهاجمة تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا، الأمر الذي جعل الأخيرة تجمد الأصول المالية للاستخبارات الإيرانية.
يعيش العالم حالياً مع أخطر نظام قمعي شهده التاريخ المعاصر، نظام يعامل شعبه بالحديد والنار وكل من قال كلمة معترضاً فيها على هذا النظام زج به في السجون، ينتظر إعدامه، ليس هذا فحسب بل لم تسلم حتى دول الجوار من هذا النظام، حيث أهدر هذا جل ثروة شعبه في دعم مليشيات تابعة له في عدة دول، كي تعيش هذه الدول في الفوضى وانعدام الاستقرار.
إن ما قام به النظام الإيراني من إعدام للصحفي الحاصل على حق اللجوء السياسي في فرنسا، يعد إهانة كبرى بحق كافة المنظمات الحقوقية، وبحق فرنسا وأوروبا خاصة، حيث كان الصحفي يقيم هناك، وقد ضرب النظام الإيراني عرض الحائط بكافة القوانين الدولية، والتي تجرم هذا السلوك.
الرد الذي شاهدته من المنظمات الحقوقية الدولية بعد إعدام النظام القمعي الإيراني الصحفي "روح الله زم"، كان ضعيفا ويكشف سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها هذه المنظمات، ومثل هذا الرد سوف يشجع النظام الإيراني على تنفيذ إعدامات جديدة ضد معارضين وصحفيين طالما، وجد ضعف ردة فعل المنظمات الحقوقية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة