بعد 80 عاما.. الواقع الافتراضي يعيد فرويد لعلاج المرضى
فريق بحثي من جامعة برشلونة يستخدام تقنيات الواقع الافتراضي لمراقبة آثار التحدث إلى النفس كما لو كانت شخصاً آخر
غالباً ما يكون الشخص أفضل بكثير في تقديم المشورة المفيدة لصديق بمأزق، أكثر من تعامله مع مشاكله الخاصة، كما أنه عادة ما يجود حوار داخلي لدى المرء، إلا أنه يلقى صعوبة في إخراجه والتعبير عنه.
فريق بحثي من جامعة برشلونة اهتم بعلاج هذه المشكلة عبر استخدام تقنيات الواقع الافتراضي، لمراقبة آثار التحدث إلى النفس، كما لو كانت فرداً آخر، واختاروا أن يكون هذا الشخص الطبيب النفسي الشهير سيجموند فرويد، المتوفى قبل 80 عاماً وتحديدا سنة 1939.
وكشفت نتائج الدراسة التي نُشِرت، الإثنين، بدورية (ساينتفيك ريبورتيز) "scientific reports"، أن المحادثة مع النفس، المتجسدة في الدكتور فرويد، ساعدت في تحسين الحالة المزاجية بشكل أفضل، مقارنةً مع طريقة تظهر فيها صورة الشخص نفسه ليدخل في محادثة معها ويدور بينهما حوار سابق التجهيز.
وادعى الباحثون أن هذه الطريقة يمكن استخدامها من قبل الأطباء لمساعدة من يتعاملون مع القضايا الشخصية البسيطة.
وكانت الدراسات السابقة التي وضعها فريق البحث، قد أظهرت أن تبنِّي هيئة مختلفة باستخدام الواقع الافتراضي يُغيّر سلوك المستخدم وموقفه وتصوّره الذاتي، ولكن لم يكونوا على معرفة بأيهما الأفضل، أن يتحدث المرء مع جسم افتراضي يمثل ذاته أم مع جسم افتراضي يمثل شخصاً آخر.
ومن أجل الوصول إلى نتيجة؛ قارن الباحثون مجموعة واحدة تحدثت مع نفسها، ثم تم تبديل الجسم إلى سيجموند فرويد ليروا أنفسهم كما لو كانوا إنساناً آخر، ويصبحون بذاتهم الصديق الذي يستمع ويحاول المساعدة.
وبعد أسبوع واحد من إنهاء التجربة، أبلغ أكثر من 80% من المشاركين في مجموعة تبديل الجسم عن حدوث تغيير فيما يتعلق بمشكلتهم مقارنةً بأقل من 50% في المجموعة الأخرى (بدون تبادل للجسم).
وقال ميل سلاتر في تقرير نشره موقع الجامعة تزامناً مع نشر الدراسة: "وجدنا أن مجموعة تبادل الأجسام لديهم معرفة وفهم ومراقبة وأفكار جديدة حول مشكلتهم، مقارنة بمجموعة التحكم (دون تبادل للجسم)".
aXA6IDMuMTM2LjIyLjIwNCA= جزيرة ام اند امز