انتعاش سوق ألعاب "الواقع الافتراضي" في الصين
السوق آخذة في الازدهار، فبحلول عام 2021 من المتوقع أن يصل حجمها إلى 696 ألف يورو أي أكثر بـ13 مرة من عام 2016.
يكفي أن تضع الفتاه الصينية شين جيوشايو نظارتيها للواقع الافتراضي كي تجد نفسها وهي تمارس رياضة التزلج على مسارات تغطيها الثلوج دون أن تغادر مكانها في شنغهاي، بفضل جيل جديد من ألعاب الفيديو قائم على تقنيات متطورة.
وتسمح تقنية "الواقع الافتراضي" (في آر) بالانغماس في عالم مصطنع أنشئ رقميا.
وقالت جيوشايو بعد عودتها إلى أرض الواقع: "شعرت بانعدام الجاذبية على المنحدرات، كان المشهد من حولي واقعيا بشكل مذهل.
وصالة الألعاب الإلكترونية هذه ليست الوحيدة من نوعها في البلد، ففي عام 2016 كان لدى الصين نحو 3 آلاف مركز مخصص للواقع الافتراضي.
وهذه السوق آخذة في الازدهار، فبحلول عام 2021 من المتوقع أن يصل حجمها إلى 696 ألف يورو أي أكثر بـ13 مرة من عام 2016، وفقا لتقرير مشترك صادر عن "آي ريسيرتش" و"غرينلايت إنسايتس" المتخصصة في هذا المجال، وهذا بدون احتساب الأرباح التي تدرّها الخوذ والمعدات والألعاب وغيرها من المنتجات.
وعلى عكس الواقع الافتراضي الذي يأخذ المستخدم إلى عالم مختلف تماما، فإن الواقع المعزز يضيف بيانات ومحتويات إلى المحيط الفعلي (عبر النظارات مثلا).
ويعزى هذا الازدهار للواقع الافتراضي في الصين خصوصا إلى سياسة الحكومة، وحتى إذا كانت بكين تسعى إلى جعل البلاد الأولى في تكنولوجيات المستقبل، فقد اتخذت السلطات منذ العام الماضي تدابير جذرية للحدّ من إدمان عشرات ملايين الصينيين ألعاب الفيديو والهواتف الذكية وارتفاع حالات قصر النظر إلى مستويات مقلقة.
وقد جمدت الحكومة منذ فترة طويلة الموافقة على ألعاب جديدة للهواتف الذكية وألزمت المشغلين بتقييد وقت اللعب للمستخدمين.
الواقع الافتراضي، مثل السيارات الذاتية القيادة، جزء من القطاعات التي تلقى رعاية خاصة من قبل الحكومة من خلال قوانين معينة.
وأعلنت بلدات ومدن صينية عن إنشاء مراكز يدمج فيها الواقع الافتراضي في البحوث والتصنيع والتعليم وغيرها من المجالات التي تستقطب رؤوس الأموال.
وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة "سيكرز في آر" بيل تشن "لا يوجد منافس مهيمن في قطاع الواقع الافتراضي لأنها (سوق) غير ناضجة إلى حد كبير".