فيتامين "د" علاج محتمل لمرض السكري
دراسات حديثة تربط بين فيتامين (د) وقدرته على تنظيم مستوى السكر في الدم مما قد يجعله علاجا محتملا لمرض السكري في المستقبل.
يعد فيتامين (د)، المعروف باسم فيتامين الشمس، مهما للغاية بالنسبة لصحة العظام، وكذلك أيضا للعضلات والأعصاب وجهاز المناعة، ونقص فيتامين د يسبب 25 مشكلة صحية وتشير الدراسات الحديثة إلى أنه، بالإضافة إلى ذلك، قد يصبح علاجا محتملا لمرض السكري.
ومن المعروف أن داء السكري هو مرض مزمن يصيب الشخص عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين أو عندما يكون الجسم غير قادر على استخدام هذا الأنسولين بشكل صحيح، وهناك نوعان رئيسيان من مرض السكري: سكري من النوع الأول وسكري من النوع الثاني.
يعرف النوع الأول باسم مرض السكري (المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة)، "ويتسم بنقص إنتاج الإنسولين في الجسم، ويقتضي تعاطي الإنسولين يوميا ولا يعرف سبب داء السكري من النوع الأول، ولا يمكن الوقاية منه اعتمادا على المعلومات المتوافرة حتى الآن" وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).
أما داء السكري من النوع الثاني، فإنه يمثل النوع الأكثر انتشارا، ويرتبط بزيادة وزن الجسم وقلة النشاط البدني.
وتفيد منظمة الصحة العالمية أن هذا النوع من مرض السكري (الذي كان يسمى سابقا بداء السكري غير المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة البلوغ)، يرجع إلى عدم كفاءة استخدام الجسم للأنسولين الذي يفرزه.
ويوضح المتخصصون في مستشفى فيكتوريا إوخينيا بإشبيلية، التابعة للصليب الأحمر، أن الأنسولين عبارة عن هرمون يفرزه البنكرياس يسمح للجلوكوز بالمرور إلى الدم ليتم نقله إلى الخلايا، حيث يتم تحويله إلى الطاقة التي تحتاجها العضلات والأنسجة للقيام بوظائفها.
علاج محتمل
يرتبط فيتامين (د) بإفراز الأنسولين والتعامل مع هذا الهرمون؛ ولذلك أشارت الطبيبة في وحدة أمراض الغدد الصماء والتغذية في مجمع توريكاديناس الطبي في ألميرية، جنوب إسبانيا، ربيكا ريس، إلى أنه "قد يؤثر على تطور مرض السكري والسيطرة على مستوى السكر في الدم".
وذكرت ريس أن "دراسات حديثة تشير إلى أن تناول جرعات عالية من فيتامين د قد يكون له تأثير إيجابي في السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني".
وفيما يتعلق بالنوع الأول من داء السكري، تشير المتخصصة الإسبانية إلى أن "هناك أيضا دراسات قائمة على الملاحظة تشير إلى وجود علاقة محتملة بين نقص فيتامين (د) وزيادة خطر الإصابة بالنوع الأول من داء السكري".
وفي هذا السياق، أكدت ريس أن "فيتامين (د) قد يكون خيارا مستقبليا للعلاج، على الرغم من الحاجة إلى المزيد من البيانات".
وبالإضافة إلى دوره المحتمل كعلاج مستقبلي لمرض السكري، فإن فيتامين (د) عنصر غذائي مهم للغاية، ومن بين فوائده الصحية الحفاظ على عظام قوية.
ويقول اختصاصيون في معاهد الصحة القومية بالولايات المتحدة إن "الأشخاص الذين يستهلكون فيتامين (د) بكمية ضئيلة جدا قد يكون لديهم عظام ضعيفة ورقيقة وهشة".
مستويات تختلف حسب العمر وعوامل أخرى
ويوضح المتخصصون الأمريكيون أن فيتامين (د) مهم للجسم في أشكال أخرى عديدة، حيث إن "العضلات تحتاج هذا الفيتامين للحركة؛ كما أن الأعصاب تحتاجه لنقل الرسائل بين الدماغ وكل جزء من الجسم؛ وجهاز المناعة يحتاج إليه لمكافحة الفيروسات والبكتيريا. ويساعد فيتامين (د) جنبا إلى جنب مع الكالسيوم على حماية كبار السن من مرض هشاشة العظام".
ومن جانبهم، يؤكد اختصاصيو أمراض الغدد الصماء والتغذية في مستشفى روبر خوان برافو في العاصمة الإسبانية مدريد، أن مستويات فيتامين (د) في الجسم تختلف من شخص لآخر وفقا للعمر والجنس وعوامل أخرى مثل التعرض لأشعة الشمس، وفصل السنة وخط العرض والتلوث وما إلى ذلك.
ولذلك، يشيرون إلى أن المستويات المطلوبة من فيتامين (د) تتجاوز 20 نانوجراما/ملي، والمستوى الأمثل يتراوح ما بين 30 و60 نانوجراما/ملي.
ويؤكد الخبراء أن جسمنا يكتسب فيتامين (د) بشكل أساسي من خلال مصدرين، الأول هو بشرتنا، ويرجع ذلك إلى التعرض للشمس، وتحديدا إلى الأشعة فوق البنفسجية؛ والمصدر الثاني هو الطعام، حيث إننا نستهلك أطعمة مختلفة تحتوي على كميات صغيرة من فيتامين (د)، ومن بينها، المنتجات الحيوانية وخاصة الأسماك الدهنية كالرنجة والسلمون والتونة، إضافة لزيت كبد السمك والبيض والحليب كامل الدسم ومنتجات الألبان.
وتقول عضو الأكاديمية الإسبانية للأمراض الجلدية والتناسلية، يولاندا خيلابرتي، إنه "لا داع إلى القلق الزائد من فيتامين (د)، حيث إنه يتوقف على الأشعة فوق البنفسجية، وتكون نسبته مرتفعة للغاية خلال فصلي الربيع والصيف، ولكنها تكون منخفضة بنسبة كبيرة في فصلي الخريف والشتاء، وخلال تلك الفترة ما يجب علينا فعله هو التعرض لأشعة الشمس لعدة ساعات للحصول على النسبة التي يحتاجها الجسم من فيتامين د. ومع ذلك، يكفي تعريض الساقين والذراعين والوجه 15 دقيقة على الأقل 3 مرات في الأسبوع خلال الصيف والربيع، مع الأخذ في الاعتبار أنه مع التقدم في السن تقل قدرة الجلد على امتصاص فيتامين د".