أصوات من إيران.. محتجون يروون حكاية البؤس والقمع تحت حكم خامنئي
أحد المحتجين قال: التظاهر ضد قرار زيادة أسعار البنزين كانت حجة لإخماد النيران المشتعلة في قلوبنا وإضرامها في المؤسسة الظالمة
بدا قرار زيادة أسعار البنزين في إيران كالقشة التي قصمت ظهر البعير، بحسب الشاب الإيراني أحمد صاحب الـ24 عاما، فمن وجهة نظره لم يكن من العدل أن يعاني من البطالة في بلد غني بالنفط والغاز الطبيعي، حتى أن ينابيع لتلك الموارد يمكن رؤيتها من منازلهم.
أحمد، الذي لم يرد نشر اسمه الحقيقي، لم يشارك من قبل في الاحتجاجات لكنه هذه المرة مع عشرات من أصدقائه قرروا قطع الطرق الرئيسية حول عميدية، وهي مدينة غنية بالنفط في جنوب غربي إيران باستخدام الإطارات المشتعلة؛ لفصل محافظة خوزستان الغنية بالنفط عن ميناء مدينة بوشهير.
- "الطعن".. أحدث أدوات إرهاب الثورة على نفوذ إيران في العراق
- إيران في الإعلام.. الاحتجاجات تلقي بظلالها على اقتصاد ومعيشة السكان
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنه بالرغم من المؤهلات التي يتمتع بها الشاب الإيراني، لكنه عانى الفشل في محاولة إيجاد وظيفة في شركات البترول التي تديرها الحكومة التي تعدّ مصدر فرص العمل في مسقط رأسه.
وقال إن زيادة أسعار البنزين كانت فقط حجة بالنسبة لهم (المحتجين) لإخماد النيران المشتعلة في قلوبهم وإضرامها بدلا من ذلك في المؤسسة الظالمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الثورة التي اندلعت الشهر الماضي في المدينة ذات الـ92 ألف نسمة رافقتها موجة من الاحتجاجات المشابهة في جميع أنحاء البلاد.
وكانت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني رفعت أسعار البنزين الشهر الماضي في محاولة لموازنة تأثير العقوبات الأمريكية المفروضة على خزائن الحكومة.
لكن في مواجهة هذا القرار تدفق مئات الآلاف من الإيرانيين على شوارع الضواحي والبلدات الصغيرة خلال فترة عدة أيام، طبقا لمحتجين ونشطاء ومحللين، وأشعلوا النيران في بنوك ومحطات بنزين وسلاسل محلات.
رسالة قمعية
في ماهشار، اختبأ المحتجون داخل مزارع القصب، وقال أحمد: "عندما ذهبت إلى ماهشار مع صديق، شهدنا المدينة في حالة فوضى كاملة. جاءت قوات الأمن بدبابات ودوشكا (رشاشات سوفيتية ثقيلة) لقتل المحتجين"، ولم يتضح عدد القتلى هناك.
وقال محللون إن الحملة الوحشية السريعة التي قام بها نظام طهران كشفت عن استعداده لقمع أي سخط داخلي، خصوصا مع الاحتجاجات المشابهة التي يشهدها العراق ولبنان (وتتواصل مظاهرات شعبية في لبنان والعراق احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية واستمرار نفوذ إيران في دوائر الحكم في كلا البلدين)
وأوضح سياسي إصلاحي أن "القمع خلال هذه الموجة من الاحتجاجات رسالة مفادها أنه لا يجب أن يحدث ذلك مجددا (التظاهر ضد النظام) وإلا سينتظر الغاضبين عقاب شديد".
وكان كثير من المحتجين دون 18 عاما. وفي صبا شهر، الواقعة في جنوب غربي طهران، تسلق مراهق أحد الأعمدة وأسقط لافتات للمرشد الإيراني علي خامنئي، وألقى بها في النار، بحسب ما قاله شخص يدعى علي يعمل مهندسا متخصصا في تقنية المعلومات عمره 29 عاما، لم يرد نشر اسمه الحقيقي.
وقال إن معظم الشباب في مسقط رأسه الذي يعيش فيه 50 ألفا خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج، وإن المحتجين لم يعرفوا الخوف.
وأضاف أن تحت إدارة نظام ولاية الفقيه 10% فقط يمثلون طبقة أبناء الساسة والأثرياء ويمكنهم الاستمتاع بالحياة، أما "حصتنا فهي ديون مرتفعة وبؤس".
وفي طهران، قالت زهرة (43 عاما) إن المحتجين من أبناء الطبقة المتوسطة لم يبقوا لفترة طويلة، وعادوا لمنازلهم خوفا من الشغب، مشيرة إلى أنهم يعيشون في "فقاعة" ويقلقون حيال فقدان المتع الصغيرة الموجودة لديهم، وأن "أكبر شواغلهم خلال الاحتجاجات كان اتصالهم بالإنترنت".
وقطعت السلطات الإنترنت في محاولة لاحتواء موجة الغضب في البلاد، في إجراء قوبل باستنكار دولي وعد محاولة لإخفاء جرائم القتل بحق التحركات الشعبية السلمية.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg جزيرة ام اند امز