إيران في الإعلام.. الاحتجاجات تلقي بظلالها على اقتصاد ومعيشة السكان
ألقت الاحتجاجات الشعبية وما رافقها من قمع وقتل واعتداء من جانب النظام بظلالها على الاقتصاد الإيراني
ألقت الاحتجاجات الشعبية وما رافقها من قمع وقتل واعتداء من جانب النظام بظلالها على الاقتصاد المحلي والأوضاع المعيشية الآيلة إلى مرحلة انهيار جديدة، وسط ضغوطات دولية بوقف اعتداءات النظام على الشعب.
ويعد 3 مسؤولين إيرانيين بينهم المرشد علي خامنئي ورئيس البلاد حسن روحاني، قادة العدوان، تحدثوا علانية حول ضرورة مواجهة "ثورة البنزين" بالعنف تارة، وإطلاق الرصاص صوب المحتجين تارة أخرى.
ورصدت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية بينها "محطة إيران إنترناشيونال" التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، تصريحات أدلت بها ليلى واثقي، حاكمة مدينة قدس الواقعة داخل العاصمة طهران، السبت الماضي، حيث قالت إنها أمرت قوات الأمن التي تتولى حراسة مقرها بإطلاق النار بوجه المتظاهرين.
وتعد واثقي التي سقط داخل مدينتها 8 قتلى على الأقل منذ بداية احتجاجات إيران في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من بين المسؤولين الإيرانيين الذين أمروا صراحة بقتل المحتجين.
والأربعاء، أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني إمكانية رضوخ بلاده لطاولة مفاوضات حول برنامجها النووي مع قوى عالمية بينها الولايات المتحدة، شريطة أن ترفع الأخيرة عقوباتها المفروضة على طهران العام الماضي.
وقال روحاني، في تصريحات بثها التلفزيون الإيراني الرسمي، إن "طهران على استعداد للدخول في محادثات نووية مع الولايات المتحدة إذا رفعت عقوباتها، بل التفاوض على مستوى قادة دول 5+1"، على حد قوله.
ولم يأت رضوخ إيران المقترح عبثيا، إذ تراجعت مختلف مؤشرات الاقتصاد المحلي الإيراني، نتيجة العقوبات النفطية الأمريكية، حيث يعد الخام مصدر الدخل الرئيسي للبلاد.
واضطرت الحكومة الإيرانية إلى إخفاء توقعاتها لمستوى مبيعات النفط الخام في الموازنة الحالية رغم تعديل لائحتها بعد اعتمادها برلمانيا في مارس/آذار الماضي، وذلك نظرا للخسائر الحادة والتراجع الكبير في مبيعات نفط طهران.
وتراجع مستوى الصادرات النفطية الإيرانية إلى 213 ألف برميل بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لتقبع بعد الجابون وغينيا في أسفل ترتيب الدول الـ14 المصدرة للخام في منظمة أوبك.
ونقلت إذاعة فردا التي تبث بالفارسية من التشيك، الأربعاء، عن شركة كبلر المختصة بمعلومات الطاقة وتتبع الناقلات النفطية، أن متوسط الصادرات النفطية لإيران منذ بداية العام الجاري حتى شهر مايو/أيار الماضي بلغ حدود مليونا و330 ألف برميل.
في سياق متصل، كشفت أرقام حديثة لمصلحة الجمارك الصينية عن تراجع التجارة الثنائية مع إيران إلى أدنى مستوياتها خلال عقد كامل.
وذكرت إذاعة فردا الناطقة بالفارسية التي تتخذ من التشيك مقرا لها، الأحد، أن التجارة بين بكين وطهران تراجعت إلى مليار و276 مليون دولار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمعدل انخفاض 38% مقارنة بأكتوبر/تشرين الأول 2018.
وتراجع إجمالي صادرات الصين إلى إيران بأكثر من 39% على مدار 10 أشهر من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما انخفضت الواردات الصينية من إيران بنحو يزيد على 36%.
وكانت الصين ضمن أكبر زبائن النفط الخام الإيراني قبل العقوبات التي أعادت فرضها الولايات المتحدة على طهران العام الماضي.
وكانت بكين تحصل على 650 ألف برميل نفط يوميا من إيران قبل فترة العقوبات، لكن هذا المعدل انخفض خلال الأشهر الأخيرة إلى أقل من 140 ألف برميل، حسب بيانات الجمارك الصينية مؤخرا.
aXA6IDE4LjExNy43OC44NyA= جزيرة ام اند امز