وفاء مكي لـ"العين الإخبارية": مديونة بـ500 ألف جنيه.. وأتوسل العودة للعمل (حوار)
ظروف صعبة تعيشها الممثلة المصرية وفاء مكي أفضى إليها تعطلها عن العمل إلى أن انتهى الأمر باستدانتها مبلغاً وقدره 500 ألف جنيه (ما يعادل نحو 20 ألف دولار).
"أريد أن أعيش بكرامة"، بهذه الكلمات بدأت وفاء مكي حوارها مع "العين الإخبارية"، كاشفة عن مأساة كبيرة تعيشها منذ فترة طويلة.
في فترة التسعينيات حققت وفاء مكي انطلاقة فنية مثالية ضمنت لها مكاناً مميزاً في أفلام ومسلسلات عدة خلال تلك الفترة، لكن دخولها السجن بتهمة تعذيب خادمتها أوقف تلك المسيرة لـ"فتاة أحلام الشباب".
خرجت وفاء من السجن في عام 2004 وعادت إلى التمثيل قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 بشهور قليلة من بوابة المسرح، لكن سريعاً ما خرجت من المشهد الفني بأكمله، وإلى نص الحوار:
أين وفاء مكي من الظهور الفني؟
ليس لديّ إجابة لهذا السؤال. في واقع الأمر أنا أيضاً أتساءل مثلك تماماً، والإجابة لدى المخرجين وصناع الأعمال الدرامية.
يردد البعض أن سبب عزوف المخرجين والمنتجين عن التعاون معك يرجع إلى قضية حبسك؟
هذا هراء وكلام لا قيمة له على الإطلاق. أنا مشكلتي انتهت منذ ما يزيد على عشرين عاماً كاملة فكيف يكون هذا سبباً لمنعي، فضلاً عن أني قدّمت أعمالاً درامية بعد ثورة 25 يناير ثم توقف المخرجون عن الاستعانة بي لأسباب لا أعلمها.
وماذا تعملين حالياً بعد ابتعادك عن الفن؟
لا أعرف عملاً غير الفن وحياتي كلها كانت كممثلة، وحالياً لا أعمل.
وكيف تنفقين على نفسك؟
أريد أن أوضّح أني تزوّجت عقب انتهاء عقوبة حبسي من أحد ضباط الشرطة، ولا زلت إلى الآن أعيش أنا وابني وهو بعمر 11 عاماً، على معاشه، وبعض مساعدات الأسرة.
ولماذا لجأت للظهور الإعلامي مؤخراً؟
فاض بي الكيل. الأوضاع الاقتصادية تزداد صعوبة ومتطلبات الحياة مرهقة، ومن غير المعقول أن أعيش وابني بمبلغ لا يتجاوز 3 آلاف جنيه مصري، ومساعدات من الأقارب في بعض الأحيان.
هل لديك تحفظات على نقابة الممثلين؟
لدي 1000 تحفظ وتحفظ فنقابة الممثلين لا تؤدي دورها الأمثل في رعاية الممثلين الذين يتعرضون لعثرات في الحياة، وهذا أمر مستفز، على النقيض من ذلك نقابة المهن الموسيقية ومنذ تولي مصطفى كامل اتخذت إجراءات لصالح أبناء المهنة والنقابة لفتح بيوت المتعثرين وهذا للأسف لم يحدث لدينا.
هل تواصلت مع أشرف زكي نقيب الممثلين؟
نعم، تواصلت معه أكثر من مرة، وفي مرتين تمّ منحي من صندوق النقابة مبلغاً مالياً لإجراء عملية جراحية لأمي التي تعاني من مرض السرطان، لكن هذا الأمر ليس كافياً "بالبلدي أنا مش لاقية آكل ومديونة بـ500 ألف جنيه".
هل هناك فنانون آخرون يعانون من مشكلتك نفسها؟
كثير من الفنانين يعاني، لكن البعض يخجل من الحديث ويتوارى خلف مهن غير مهنتهم، وسبق وأن سمعنا شكوى الفنان خالد زكي وأحمد عبدالعزيز وطارق دسوقي "هو دا يرضي ربنا".
أليس لديك أصدقاء مخرجون يمكنهم مساعدتك على العودة للعمل؟
ليس لدي أي علاقات للأسف مع أي من المخرجين لكي أعود للعمل مجدداً.
نعود إلى الماضي، هل تشعرين بأنك قدمت تاريخاً فنياً حافلاً؟
بكل تأكيد وكان لي أعمال فنية تسببت في تغيير قوانين وهو الهدف ورسالة الفن. على سبيل المثال قدّمت في فيلم "لحم رخيص"، ومسرحية "الروش" مأساة الأم المصرية التي تتزوج من أجنبي وأبناؤها لا يحصلون على الجنسية المصرية، ونتيجة للعمل تم تعديل القانون ومنح أبناء المصرية الجنسية.
وهل هناك أعمال أخرى تفخرين بها؟
كل أعمالي أفخر بها. فيلم "ضد الحكومة" ناقشنا فيه قضية مافيا التعويضات، ومسلسل "ذئاب الجبل" ناقشنا فيها العصبية والعنصرية والتقاليد المجتمعية في صعيد مصر، وكذلك مسلسل "الراية البيضاء"، وغيرها، ولهذا التاريخ أشعر بغصّة في حلقي لأن أعمالي كلها مشرفة.
وما هي رسالتك لنقابة الممثلين والنقيب أشرف زكي؟
أتوسل إليكم انظروا إلى الفنانين، لدينا مشكلات جمة، ونعاني أزمات اقتصادية كبيرة، نريد أن نأكل ونشرب ونُعالج، نريد أن نعمل فقط.
وهل ستقبلين بأي دور متى عُرِض عليك؟
بكل تأكيد لا، أريد أن أعود بدور مناسب لي ولقيمتي ولسني، ومن غير المنطقي أن تعود لعملك بأي دور لمجرد التواجد.
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA== جزيرة ام اند امز