في ذكرى رحيله الـ58.. إرنست همنجواي في نسخة كوبية
كتاب جديد يصدر قريبا ويكشف جوانب مجهولة في حياة الروائي الأمريكي إرنست همنجواي صاحب رواية العجوز والبحر
يحتفي العالم الثقافي والأدبي الثلاثاء، 2 يوليو، بالذكرى الـ58 على وفاة الأديب الأمريكي إرنست همنجواي، الذي توفي في 2 يوليو 1961، وترك رصيداً هائلاً من الأعمال الأدبية التي غيرت مسار الرواية في القرن العشرين.
ويعكس أدب همنجواي تجاربه الشخصية كمراسل حربي في الحربين العالميتين الأولى والثانية وكذلك الحرب الأهلية الإسبانية، حيث تميز أسلوبه بالعمق في الكتابة، وترك بصمته على الأدب الأمريكي حتى صار واحدًا من أهم أعمدته. وكانت شخصيات أعماله نموذجا للبطولة ويتحمل أصحابها المصاعب دونما شكوى أو ألم، وتعكس هذه الشخصيات طبيعة الكاتب الشخصية.
وفي بحث صدر أخيراً نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقاطع منه، تم الكشف عن وجود تشابه بين أسلوب همنجواي، وأحد الصحفيين في كوبا الذي يدعى إنريكي سيربا، وهو صحفي كوبي غير معروف.
وعلق البروفيسور الأمريكي أندرو فيلدمان، للجارديان، مبديًا دهشته مما وصل إليه البحث، حيث التشابه غير الطبيعي بين أسلوب الرجلين، خصوصاً في رواية "العجوز والبحر" التي تعد أشهر أعمال همنجواي، مؤكدًا: "هي ليست حالة سرقة أدبية، ولكن التشابه بين القصص والأسلوب عند الرجلين لا يصدق. حتى الموضوعات والأسلوب وطريقة الطرح، كأنهما شخص واحد".
وكشف التقرير أن فيلدمان عثر على رسالة غير منشورة لزوجة همنجواي، مارتا جيلهورن، تحاول فيها البحث عما كتبه إنريكي سيربا وترجمته للإنجليزية، موضحة أن زوجها كان يعتبر سيربا بمثابة "صديق عجيب".
ومن المقرر أن يكشف فيلدمان المزيد من الأسرار حول علاقة همنجواي بإنريكي سيربا، وعما إذا كان بينهما تشابه، أو كونهما شخصا واحدا هو همنجواي، وذلك في كتابه الذي سيصدر قريبًا بعنوان: "إرنست: قصة همنجواي في كوبا التي لا يعرفها أحد".
لم يعش همنجواي حياة سعيدة، وكانت نهايته التي اختارها عندما انتحر ليست غريبة على تكوينه النفسي، بحسب ما كشفته الكاتبة ماري ديربورن، المتخصصة في كتابة السير الذاتية، في كتاب صدر لها قبل عامين وتحدثت عنه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، من أنه على الرغم من تلك الأمراض العقلية اكتسبها همنجواي وراثيًا من خلال عائلته وفاقمتها تجاربه في الحرب العالمية الأولى وإدمان الكحول، فإنها تحّمل همنجواى مسؤولية تضخيم أسطورته منذ البداية حين عاد إلى ميشيجان جندي جريح، ولعب دورا أشبه بأبطال السينما، على حد وصفها، في المقابلات الصحفية التي كانت تجرى معه وحتى وهو في طريقه إلى باريس كان يبني الأساطير على نفسه وبحلول الأربعينيات من القرن العشرين كان يتحدث بانتظام عن حكايات طويلة عن بطولاته في الحرب التي بالغ بها كثيرًا، أو كان يكذب في بعض ما كان يقوله عنها.
عمل همنجواي مراسلا حربيًا لتغطية الحرب الأهلية الإسبانية، وسمحت له هذه المهمة بالتعبير عن عدائه الشديد للفاشية الصاعدة آنذاك، بل دخل الحرب ضد النازيين والفاشيين، ودخلت أيضًا معه زوجته الثالثة مارتا جيلهورن مراسلة على الجبهة الروسية الصينية عام 1940، وكانت هذه السنة علامة فارقة في أدب همنجواي حيث نشر "لمن تقرع الأجراس" لتحقق نجاحًا ضخمًا وتتجاوز مبيعاتها المليون نسخة في السنة الأولى لنشرها، ونال عن حقوق الفيلم المأخوذ عنها 150 ألف دولار وكان رقمًا قياسيًا وقتذاك.
فاز همينجواي بجائزة بوليتزر الأمريكية في الصحافة عام 1953، كما حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1954 عن رواية "العجوز والبحر". وكذلك جائزة بوليتزر الأمريكية لأستاذيته في فن الرواية الحديثة ولقوة أسلوبه كما يظهر ذلك بوضوح في قصته الأخيرة العجوز والبحر" كما جاء في تقرير لجنة نوبل.
اختار همنجواي نهايتة بنفسه، إذ أطلق على نفسه الرصاص في الثاني من يوليو لعام 1961، حيث كان يعاني من اضطرابات عقلية في أواخر حياته، ولأسرة همينجواي تاريخ طويل مع الانتحار، حيث انتحر والده كلارنس همنجواي أيضًا، كذلك أختاه غير الشقيقتين أورسولا، وليستر، ثم حفيدته مارجاوك همنجواي.
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA=
جزيرة ام اند امز