كشفت دراسة جديدة أن بهار الفجل الياباني "الوسابي"، ليس جيداً فقط في طبق السوشي، لكنه فعال أيضاً في الحفاظ على الأعمال الأثرية القديمة.
وخلصت الدراسة إلى فاعلية أبخرة الوسابي، في استهداف الفطريات التي تنمو على كل من العينات الملونة وغير الملونة من ورق البردي المصري القديم، وذلك دون التأثير على المواد الكيميائية الحساسة في ورق البردي أو الأصباغ الملونة.
قادت الدراسة هنادي سعادة من مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، ونشرت في عدد مارس/آذار من مجلة "العلوم الأثرية"، تحت عنوان "نتائج علاج النسخ المتماثلة المصابة بالفطريات من البرديات القديمة بالوسابي".
ولإنشاء نسخ طبق الأصل دقيقة للدراسة، قام الفريق بتسخين أوراق البردي الحديثة (المطلية بأصباغ قديمة مكررة بدقة) إلى 212 درجة فهرنهايت لمدة 120 يومًا، لمحاكاة ما يحدث للبرديات بعد 1000 عام، ثم قاموا بعد ذلك بتعريض النسخ المتماثلة لأنواع فطرية ومعالجتها بعد 3 أيام بأبخرة الوسابي.
وتبين أن التعرض لأبخرة الوسابي يقضي تماماً على نمو الميكروبات ويزيد من قوة عينة البردي بنسبة 26 بالمائة، ولم يؤثر العلاج إلا بشكل طفيف على التركيب الكيميائي للأصباغ المستخدمة، ولم يلاحظ أي تغيير في لون عينات البردي المطلية وغير المصبوغة.
وتم استخدام ورق البردي، المصنوع من سيقان نبات البري، وهو نبات مشهور في العالم القديم لصناعة السلال والأشرعة وصناعة القوارب بالإضافة إلى كونه مادة كتابة شعبية، وصنعت منه أشهر البرديات.
وتشمل البرديات الشهيرة بردية إيبرس، التي توثق الممارسات الطبية المصرية القديمة وتعتبر المثال الأفضل حفظًا والأكثر شمولاً في العالم.
والوسابي، المستخدم في الدراسة، هو بهار شعبي، مصنوع من نبات واسابيا جابونيكا، الذي يشبه الفجل الحار، وموطنه الأصلي اليابان وكوريا وأقصى شرق روسيا.
ويعد حل الحفظ الجديد المرصود في الدراسة علاجًا أكثر مراعاة للبيئة وأكثر أمانًا من المطهرات المستخدمة سابقًا، والتي كان من المعروف أنها تضر بالقطع الأثرية، ربما بنفس درجة ضرر الفطريات نفسها.
ويقول عضو جمعية الدراسات التاريخية والكاتب في علم المصريات بسام الشماع لـ"العين الإخبارية" تعليقاً على الدراسة، إن هذا الاكتشاف سيفتح الطريق لمزيد من الاختبارات، لدراسة فاعلية الوسابي في علاج الالتهابات الفطرية على المصنوعات العضوية والنسيجية والورقية الأخرى.
ويضيف أن توظيف البهار في الوقاية من الفطريات، له سابقة في مصر القديمة، حيث كان الخردل، وهو أحد الأنواع ضمن التركيبة المستخدمة في الحفاظ على المومياوات، وأثبتت دراسة أجرتها مجموعة بحثية مصرية أخرى في عام 2015، فاعلية مجموعة متنوعة من الزيوت الطيارة في هذا الأمر.