مركز أبحاث: أزمة واشنطن في سوريا "صناعة إيرانية"
تقرير لمعهد واشنطن للدراسات يكشف عن أولويات المليشيات الإيرانية في سوريا؛ الأمر الذي قد يتسبب في إطالة الأزمة السورية.
كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عن أن الأزمة التي تواجهها الإدارة الأمريكية في سوريا هي صناعة إيرانية؛ حيث تهدف إلى إبقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى إطالة الوجود الإيراني في سوريا "لأهداف توسعية".
وأوضح المعهد، ومقره العاصمة الأمريكية واشنطن، أنه طوال أيام الحرب السورية شكلت المليشيات المدعومة إيرانيا جزءا مهما من قوة الأسد على الأرض، إلا أن تلك المليشيات تركز على مصالح طهران في الأساس، وخاصة جهود نظام الملالي في بناء جسر بري للربط بين إيران ولبنان.
ويقول التقرير -الذي نشره المعهد- إنه في حالة بقاء الأسد على السلطة في نهاية الحرب السورية، فإنه سيتحول بسهولة إلى رهينة لنظام الملالي بسبب عجز قواته عن السيطرة الأمنية والسياسية على الأراضي السورية بمفرده، محذرا من أن هذا السيناريو قد يحول سوريا إلى نسخة من الوضع اللبناني.
وبالنسبة للأسد، فإن استخدام المليشيات أصبح ضرورة قصوى، وذلك بعد أن تقلصت قوات الأسد إلى أقل من النصف بعد الانشقاقات التي طالته خلال عام 2012، وبرز دور مليشيات حزب الله التابعة لإيران في لبنان خلال تلك الفترة عام 2013، والتي اعترفت علنا بأنها تقاتل في سوريا دفاعا عن نظام الأسد.
وشرح التقرير أيضا أن أكثر من 3000 عنصر دخلوا إلى الأراضي السورية كمقاتلين ومستشارين عسكريين وقادة ميدانيين، على رأسهم قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، منذ بداية التدخل الروسي في الصراع السوري عام 2015.
وبالنسبة للأسد؛ فإن مليشيات حزب الله ولواء فاطميون ولواء زينبيون إضافة إلى عناصر من قوات الحشد الشعبي أسهمت بشكل كبير في النجاحات الميدانية المحدودة التي حصل عليها الأسد في الفترة الأخيرة، إلا أن التقرير كشف، بناء على مصادر استخباراتية أمريكية ودولية، عن أن هناك بداية لانشقاق كبير بين تلك المليشيات وقوات الأسد على الأرض فيما يخص الأولويات.
إحدى تلك الأولويات هي مواصلة القتال ضد القوات المضادة للأسد، على غرار الجيش السوري الحر، والتي تراها المليشيات المدعومة إيرانيا أنها ليست أولوية لها بقدر تأمين مسارات لمليشيات الحرس الثوري لفتح الطريق نحو لبنان.
ويقول التقرير إن الولايات المتحدة ستواجه عددا من التناقضات على الساحة السورية في القريب العاجل، خصوصا أن سلبيات التدخل العسكري الأمريكي المباشر تفوق فوائده المحتملة، وعلى الرغم من إبقاء القوات الأمريكية في سوريا؛ فإن الانشقاق بين كل من المليشيات الإيرانية ونظام الأسد، إضافة إلى الوجود الروسي غير المعلن، سيدفعان بالحرب لتغيير مسارها بشكل سلبي وتمدد القتال لسنوات أخرى.
ويشدد التقرير على ضرورة إدراك المسؤولين الأمريكيين أن المليشيات الإيرانية تعمل وفقا لنظرة طهران وليس الأسد، على الرغم من أن المصالح بين الطرفين تبدو متطابقة على الأقل في المدى القصير، وبالتالي فإن فتح ممر لطهران يصل للبحر المتوسط هو أولوية أكثر من الحفاظ على بقاء نظام الأسد.
aXA6IDEzLjU5LjkyLjEzOSA=
جزيرة ام اند امز