واشنطن تحذر رعاياها من السفر لليبيا.. المليشيات تنشر الخوف
أبرزت مطالبة الولايات المتحدة رعاياها عدم السفر إلى ليبيا، خطورة الوضع الأمني في طرابلس الواقعة تحت سيطرة المليشيات.
وفي آخر تحديث عبر موقعها، أوصت الخارجية الأمريكية رعاياها بعدم السفر إلى ليبيا لتصنيفها في المستوى الرابع (الأعلى خطورة) في مؤشر إرشادات السفر.
وقالت ، "لا تسافروا إلى ليبيا بسبب الجريمة والإرهاب والاضطرابات المدنية والاختطاف والنزاع المسلح".
وأعطت الخارجية الأمريكية لرعاياها ملخصا عن الدولة الليبية قائلة " لا تزال مستويات الجريمة مرتفعة بما في ذلك التهديد بالاختطاف من أجل الفدية، وكان الرعايا الأجانب أهدافًا لهذه الجرائم".
وأضافت: "حتى المظاهرات التي يقصد منها أن تكون سلمية يمكن أن تتحول لمواجهة وتتصاعد إلى عنف ، والميليشيات تقوم أحيانًا باحتجاز المسافرين لأسباب تعسفية ولا تسمح للمحتجزين بمقابلة محامٍ أو الإجراءات القانونية ولا تسمح للمحتجزين بإبلاغ الآخرين بوضعهم".
وتعليقا على ذلك، قال الخبير الأمني الليبي فرحات إشتيوي، إن "وضع أكبر الدول ليبيا ضمن المستوى الرابع هو أمر ليس بغريب، لكنه يؤكد حقيقة الوضع الذي تشهده البلاد، لا سيما العاصمة طرابلس، الواقعة تحت سيطرة المليشيات المسلحة ".
وتساءل اشتيوي، وهو عميد ليبي متقاعد في حديث لـ"العين الإخبارية": "ماذا يتوقع من مدينة بها أكثر من 200 مليشيا مسلحة، ناهيك عن مئات أخرى تنتشر في باقي مدن غرب البلاد".
وأضاف "مشكلة ليبيا الأساسية أمنية بالدرجة الأولى كما سبق وكررها قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر ".
وتابع: المشكلة ليست سياسية كما يعتقد المجتمع الدولي بل هي أمنية، وتتلخص في وجود مليشيات تريد الحكم والانفراد بثروات البلاد".
وتابع: "دعونا نتخيل أن الجيش الليبي سيطر على طرابلس، وقضى على المليشيات، وقتها ستعود هيبة الدولة، وترجع المؤسسات تعمل بشكل صحيح، وتكون أرزاق البلاد في أمان".
ولكن بحسب الضابط الليبي السابق: "في ظل وجود مليشيات مسلحة التهريب سيكون موجودا، وأمن المواطن في خطر والمسؤولون يرضخون لأهواء أمراء تلك المليشيات والاعتمادات تنهب من البنك المركزي بمليارات الدولارات ".
وأكد أن " ذلك ما يجب أن يعلمه المجتمع الدولي ويساعد الجيش الليبي في القضاء على تلك المليشيات".
وعن الوضع في طرابلس، قال الخبير الأمني الليبي: "للأسف المجتمع الدولي مشارك في أزمة ليبيا، حيث جاء بحكومة رئيسها عبد الحميد الدبيبة، أكبر داعمي المليشيات، وهو من منحها الدعم والغطاء الشرعي وعين أمراء حرب في مراكز أمنية حساسة ".
ويأتي ذلك رغم أن مهمة الدبيبة الأساسية، وفق تكليفه من ملتقى الحوار السياسي، هو حل المليشيات، لكنه عمل على عكس ذلك".
وتحدث الخبير الأمني بسخرية من حديث الدبيبة قبل أيام حينما علق على مشكلة انقطاع الكهرباء في العاصمة قائلا :" لليبيين اذهبوا واستمتعوا بشواطئ البحر إذا انقطعت الكهرباء".
وتساءل " كيف يذهبون للشواطئ والقذائف تتساقط عليهم كل أسبوع، مشيرا إلى أن أغلب ثكنات المليشيات في طرابلس تقع بالقرب من الشواطئ والمنتجعات البحرية ".
أما عن الاضطرابات التي جاءت ضمن تحذير خارجية واشنطن، فعلق عليها مروان بوراس الناشط المدني الليبي قائلا: " ذلك التحذير منطقي فطرابلس تشهد بشكل يومي العديد من المظاهرات".
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن تلك المظاهرات تأتي لمطالبة عبد الحميد الدبيبة بالوفاء بوعوده بزيادة مرتباتهم، وإدراجهم في الضمان الصحي، وذلك في محاولة منه لاستمالة الليبيين للوقوف معه وتأييده ضد البرلمان بعدما رفض تسليم السلطة للحكومة الجديدة المكلفة من البرلمان منذ مطلع مارس/ آذار الماضي".
واختتم الناشط المدني الليبي حديثه قائلا :إن "تحذير أمريكا لرعاياها بعدم السفر إلى ليبيا ناقوس خطر يدق من المخابرات الامريكية، التي على ما يبدو تخشى من اندلاع حرب جديدة في ليبيا".
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز