كشف كريم الشافعي، رئيس مجلس إدارة شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، تفاصيل مشروع إعادة ترميم وإحياء المباني الأثرية والتراثية في وسط القاهرة.
وقال الشافعي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هذه المبادرة تمثل نقلة نوعية في التعامل مع المباني التاريخية، من خلال إعادة استخدامها بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث مع الحفاظ على قيمتها الجمالية والمعمارية.
وأكد أن شركة الإسماعيلية تعد الأولى في مصر المتخصصة في إعادة استخدام المباني التراثية والتاريخية، موضحًا: "نحن لا نقوم بأي نشاط آخر سوى شراء المباني القديمة في وسط البلد، ثم إعادة ترميمها واستخدامها استخدامات حديثة ومعاصرة، سواء فنادق أو مكاتب أو وحدات سكنية أو محلات ومطاعم أو أنشطة ترفيهية".
وأضاف أن الشركة على مدار العشرين عامًا الماضية ركزت بالكامل على منطقة وسط البلد، وتمكنت من شراء نحو 25 عقارًا، أعادت استغلالها في صور متعددة تخدم احتياجات السوق.
وأشار إلى أن هذا التوجه قائم على وجود سوق كبير للمباني التاريخية المرممة، حيث يزداد الطلب على هذا النوع من العقارات التي تتميز بارتفاع الأسقف، والأبواب والشبابيك الكبيرة، والأرضيات الأصلية.
وأكد الشافعي أن العائد الاستثماري من ترميم المباني القديمة أعلى من العائد على المشروعات العقارية الجديدة، كما أن تكلفة ترميم المبنى، بما في ذلك تكلفة الاستحواذ أقل بكثير من تكلفة البناء من الصفر، وقال مازحًا: "وسط البلد فرصة كبيرة جدًا، ولن نخرج منها قبل 300 سنة."
عوائد متنامية وخطط للتوسع
وعن الأداء المالي للشركة وخططها المستقبلية، أوضح أنها تحقق معدلات نمو متسارعة، حيث تتوقع عوائد تتراوح بين 170 و180 مليون جنيه خلال 2025، على أن تتضاعف إلى نحو 300 مليون جنيه في 2026، ثم تصل إلى ما بين 500 و600 مليون جنيه في 2027، وهو ما يعكس النمو المطرد لقطاع إعادة إحياء العقارات التراثية.
ولفت إلى أن الشركة تعتمد في مشروعاتها على شراكات استراتيجية، سواء مع شركات إدارة فنادق أو مطاعم أو محلات، حيث يتم إدخال شركاء متخصصين في الإدارة لضمان نجاح المشروع، لافتًا إلى انفتاح الشركة على التعاون مع المستثمرين المهتمين بمنطقة وسط البلد.
ولفت إلى أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بمنطقة وسط البلد، حيث تبذل جهودًا واضحة في ترميم واجهات المباني التاريخية، مضيفًا أن التحدي الحالي يتمثل في وضع منظومة متكاملة لإدارة المنطقة تشمل الخدمات، والتخطيط العمراني، والرؤية المستقبلية، ودور الدولة الأساسي يتمثل في تهيئة بيئة مناسبة للاستثمار عبر سياسات واضحة وداعمة للمستثمرين.
فنادق جديدة وخطط للطرح في البورصة
وكشف رئيس مجلس إدارة شركة الإسماعيلية عن أن الفترة المقبلة ستشهد افتتاح فندق جديد في الربع الأول من 2026، يليه فندق آخر بين الربع الأخير من 2026 والربع الأول من 2027.
كما أشار إلى وجود خطة مستقبلية لطرح الشركة في البورصة إما من خلال طرح أسهم مباشرة أو عبر صندوق استثماري، حيث يتم حاليًا دراسة أفضل البدائل المتاحة لتنفيذ هذا التوجه.
وشدد على أن مشروع ترميم مباني وسط القاهرة لا يقتصر على الحفاظ على التراث فقط، بل يمثل فرصة اقتصادية واستثمارية كبرى تسهم في إعادة إحياء وسط العاصمة كوجهة رئيسية للثقافة والفن والأنشطة الاقتصادية الحديثة.