فماذا بعد انكشاف الملالي في إيران وعصابة الحشد بالعراق وحزب اللات في لبنان وحزب إخوان أردوغان في تركيا سوى أن تتنفس الشعوب نسائم الحرية.
إنّ الخطر الإيراني خطر جدي على العرب والجوار والعالم كله، هذا ما يخلص إليه المتابعون والمراقبون، كلما خطا النظام الإيراني بخطى متسارعة نحو حافة الهاوية، فهذا النظام بات أقرب من أي وقت للتهديد بالأسلحة غير التقليدية التي يمتلكها، من صواريخ باليستية إلى طائرات مسيرة، وصولاً إلى ما خفي وكان أعظم، من أسلحة بيولوجية وجرثومية ربما، وقنابل قد يتم استخدام اليورانيوم فيها بشكل أو بآخر.
علمتنا التجارب أن صوت العقل سيطغى، وأنّ السلمية هي خيار الشعوب، مهما حاول أصحاب العمامات وأحلام السلطان أن يحاولوا جرّنا إلى حروبهم وفتنهم، فالشعوب امتلكت صحوتها التي تسمح لها بتمييز الصالح من الطالح، والتركيز على مصالحها وشؤون بلدانها الداخلية.
ونحن هنا لا نقرأ ضرباً في الرمل، بل هي مقاربة منطقية لتصريحات المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية، بهروز كمالوندي، الذي قال يوم السبت الماضي، إنه لدى إيران القدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، حيث نقلت عنه وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية قوله خلال مؤتمر صحفي بمحطة فوردو النووية تحت الأرض "يمكن للمنظمة إنتاج خمسة في المئة و20 في المئة و60 في المئة، لديها القدرة على ذلك".
أما المسكوت عنه وما لم يقله كمالوندي يتمثل في أن إيران أخفت تفاصيل مشروعها النووي، وأبقته سرياً قدر استطاعتها، الأمر الذي تستخدمه أداةً لابتزاز العالم والجوار كلما شاءت، كما يخفي سعيها الحثيث لامتلاك أسلحة نووية تقيم توازن رعب يمكّنها من إرهاب القريب قبل الغريب.
في ظل كل ذلك، وأمام ما يمكن أن نستشفه من صدام لا بد قادم بين النظامين الإيراني والتركي رغم اتفاقهما على كثير من النقاط، خاصة في موضوع التهديد الكردي لجغرافيا البلدين، أمام كل ذلك، يتوجب علينا ألا نهلع بل إن نهرع إلى المواقف الحادة في التعاطي مع هذا الملف المعقد، فقد علمتنا التجارب أن صوت العقل سيطغى، وأن السلمية هي خيار الشعوب، مهما حاول أصحاب العمامات وأحلام السلطان أن يحاولوا جرنا إلى حروبهم وفتنهم، فالشعوب امتلكت صحوتها التي تسمح لها بتمييز الصالح من الطالح، والتركيز على مصالحها وشؤون بلدانها الداخلية أولاً، بل مطالبة حكامها والمتحكمين بأمور قهرها بأن يعيدوا الثروات التي نهبوها أو ضيعوها على التسلح بالأسلحة الفتاكة واستعداء الجوار والعالم، وما رأيناه من ثورات في لبنان والعراق قادم لا محالة إلى الداخل الإيراني والتركي.
وبين العراق ولبنان وشعبي إيران وتركيا الكثير من القواسم المشتركة والسمات المتشابهة، فشعوب هذه الدول ترزح تحت عبء حكم الولي الفقيه أو الخليفة الإخواني، وجميعها عانت انهياراً مالياً وإفلاساً سياسياً، بسبب الفساد الذي تم ترويجه بذرائع دينية واهية تضمن ثراء الفئة المتحكمة وإفقار الفئات المحكومة، بل إن هذه الشعوب خرجت من قمقم الإذعان وثارت ضد رموزه، حتى إن كانوا مراجع دينية أو رموزاً سياسية حاكمة ومتحكمة بالبلاد والعباد، فماذا بعد انكشاف الملالي في إيران وعصابة الحشد في العراق وحزب اللات في لبنان وحزب إخوان أردوغان في تركيا سوى أن تتنفس الشعوب نسائم الحرية، وإن دقت بابها بأكفها المضرجة سبيلاً إلى استرداد الكرامات ووقف هدر وتضييع الثروات على أيدي الطغاة؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة