إيران في مرحلة حسم حقيقية، فهي تقترب وتدرك بأنها تواجه خسارة كبيرة لمشروعها الأيديولوجي وأصبحت مهددة فعليا.
لا شك أن النظام الإيراني متورط في جميع الهجمات على السفن خلال الأشهر الماضية، ومن المؤكد أنه تصعيد متعمد من قبل إيران التي تمتلك الخبرة في هذا المجال، وتحديدا عندما نتذكر الأحداث التي حصلت فوق مياه الخليج في منتصف الثمانينيات. النظام الإيراني يعتقد أنه يفهم لعبة الضغط الأمريكية جيدا، ويحاول المرشد الإيراني أن يمرر فكرته أن أمريكا يمكن فهمها عندما يكون المسار الإيراني يمارس لعبة الضغط المرتدة.
المشكلة الإيرانية تتمحور حول اعتقاد النظام الإيراني بقدرته ممارسة وسائل ضغط متعددة المصادر والمجالات، والأخطر في هذا الاعتقاد أن إيران تحاول أن تستثني الدول الخليجية من معادلة الأزمة في الخليج، وتحاول خداع نفسها بأنها ند لأمريكا وأن بقية دول الخليج ليست بذات تأثير على موقفها مهما كان هذا الموقف.
لعبة الضغط الإيرانية يجب أن تتحول إلى فهم دقيق للحدث إذا كانت إيران ترغب بالخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار، فالرسالة الدولية لإيران ونظامها تتمثل في رفض برنامج إيراني نووي يهدد الإقليم والعالم، ورفض لتوسع إيراني وتدخل في دول المنطقة.
النظام الإيراني يحاول أن ينفرد بعملية الضغط والتصعيد على الخليج العربي بينما يتجاهل عن عمد بقية المؤثرات الاقتصادية والعسكرية في المنطقة. كما ينبئ التهديد الإيراني للخليج عن بداية نحو مرحلة اختلال في العقلية السياسية الإيرانية التي ترى أنها مسؤولة عن الممرات المائية في الخليج، وأنها سوف تظل محتفظة بهذا الدور كأحد المقومات الجيوسياسية التي تمكنها من البقاء على قيد الحياة.
إيران في مرحلة حسم حقيقية فهي تقترب وتدرك بأنها تواجه خسارة كبيرة لمشروعها الأيديولوجي وأصبحت مهددة فعليا، وبهذا المفهوم يحاول النظام الإيراني تفادي انتشار ظاهرة تلوح في الأفق ويتحدث عنها الشارع الإيراني وتتعلق بقرب انتهاء صلاحية الثورة الإيرانية بكل مكوناتها السياسية والاقتصادية والأيديولوجية.
صحيح أن أمريكا ودولا أوروبية أخرى تدرك حجم الأزمة التي تصعد من أجلها إيران على الخليج العربي وتدرك تأثيراتها الدولية، ولكن الواضح أن دول الخليج المتضررة من تصرفات إيران في المنطقة تشكل الحلقة المفقودة بالنسبة لإيران وسياستها، فهذه الدول يمكنها ولوحدها أن تكبد إيران خسائر أكبر مما تتوقع، فهي تمتلك نفوذا إقليميا ودوليا يجعلها قادرة على حسم الأزمة فوق مياه الخليج العربي لصالحها، ولكن تحاول دول الخليج جعل المسار الإيراني أكثر تعقلا.
الخاسر الأكبر في هذه الأزمة هي إيران، والسبب أنها تحاول أن توهم العالم بأنها قادرة على التصعيد أمام أمريكا ودول عالمية مهمة، بالإضافة إلى دول الخليج، وما لا تعرفه إيران هو أن المسافة الزمنية بين تاريخ اليوم ونهاية شهر أغسطس سيكون فيها الوضع مختلفا في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
لعبة الضغط الإيرانية يجب أن تتحول إلى فهم دقيق للحدث إذا كانت إيران ترغب بالخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار، فالرسالة الدولية لإيران ونظامها تتمثل في رفض برنامج إيراني نووي يهدد الإقليم والعالم، ورفض لتوسع إيراني وتدخل في دول المنطقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة